نشرت وكالة الأناضول للأنباء تصريحات خاصة أدلى بها المستشار الإعلامي للرئيس المصري محمد مرسي سرد فيها شهادته على كواليس الرئاسة وعلى اللحظات الأخيرة التي سبقت الانقلاب العسكري والتي تلته.
وحسب تصريحات أحمد عبد العزيز، المستشار الإعلامي بمؤسسة الرئاسة، أيام حكم مرسي، فإن آخر مكان تواجد فيه مرسي قبل الإطاحة به هو “موقع القيادة الآمن وقت الأزمات بأرض الحرس الجمهوري” منذ يوم 25 يونيو/ حزيران عند تصاعد موجة الاحتجاجات رفقة مستشاريه ورئيس ديوان الرئاسة السفير رفاعة الطهطاوي، مشيرا إلى أن “أرض الحرس هي موقع القيادة (السياسية الآمن) وقت الأزمات وتقع أرض الحرس ضمن مربع الحرس الجمهوري (شرق القاهرة) وبه مكان خاص بالرئيس”.
“لم يكن مرسي مصرا على التمسك بالسلطة بقدر ما كان مصرا على إيجاد مخرج للأزمة، مستندا على الشرعية الدستورية” يقول عبد العزيز وهو يصف حال مرسي ليلة خطابه الأخير يوم 2 يوليو مؤكدا أن مرسي ” لم يتوقع أن يتم الإطاحة به ” من قبل الجيش رغم تلميحه إلى إمكانية وقوع ذلك في خطابه الأخير، ومؤكدا كذلك على صحة رواية رئيس مجلس الشورى المنحل أحمد فهمي والتي كشف فيها أن مرسي وافق ظهر يوم الثالث من يوليو / تموز – أي قبل نحو تسعة ساعات من خطاب الجنرال عبد الفتاح السيسي– على مقترح لفهمي بأن يعين مرسي السيسي رئيسا للوزراء يشكل حكومة تشرف على انتخابات برلمانية تسفر عن تشكيل حكومة أغلبية.
ويقول المستشار الإعلامي بمؤسسة الرئاسة أن مرسي وفريق مؤسسة الرئاسة “فوجئوا” بخطاب الإطاحة به في التليفزيون قائلا :”كنت مع عدد من المستشارين ورئيس الديوان، أذكر من بينهم الدكتور أيمن علي والدكتورة بكينام الشرقاوي، أثناء إذاعة بيان الانقلاب في التليفزيون .. ورد الفعل يوحي بأنهم والرئيس لم يكن أحد منهم يتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد”، مضيفا:”انتقلنا إلى الرئيس وكان في غاية الثبات والهدوء بعد سماعه نبأ الإطاحة به، وصلينا جميعا خلفه في مكتبه بغرفته المحددة مسبقا له، قبل أن يحدد لنا من بين مستشاريه سيبقى معه ومن سيغادر، وكنت ممن طُلب إليهم المغادرة وكان عددهم عشرين شخصا وبقي تقريبا تسعة”.
وعن كيفية نجاح خطة الانقلاب في السيطرة على المنشآت الحيوية في البلاد قال أحمد عبد العزيز: “هذه المفاجأة للجميع في مؤسسة الرئاسة جاءت مع اتمام السيطرة من جانب السيسي على الوضع؛ حيث كان قد أخبر الرئيس قبل الثالث من يوليو أن سيطرة الجيش على كافة المنشأت الحيوية وانتشاره في الميادين والشوارع بهدف التأمين”، ويضيف عبد العزيز، أنه “منذ أن غادر أرض الحرس الجمهوري مساء 3 يوليو/تموز، حيث كان يتواجد الرئيس، لم يستطع التوصل إلى معلومة بشأن مقر احتجازه، حيث تمت مصادرة الهواتف المحمولة الخاصة بالرئيس وطاقمه”.
وتقول منى المصري، زوجة أحمد عبد العاطي، مدير مكتب الرئيس محمد مرسي والمحبوس حاليا:”آخر اتصال من زوجي كان بعد إعلان بيان الانقلاب بمدة نصف ساعة .. وبعدها انقطعت الاتصالات .. كنا نحاول الاتصال ولكن الهاتف كان مغلقا”، ثم أضافت في ذات السياق:” علمنا أنهم مخطوفون وكان أول اتصال – بزوجي (احمد عبد العاطي) -بعدها بحوالي أسبوع تقريبا، وكانت اتصالات مقتضبة حيث كان يقول فيها: “نحن بخير” ويطمئن على أبنائنا فقط، غير أن روحه المعنوية كانت عالية وكان ومن معه لا يريدون أن يتركوا الرئيس وحده مهما كان الثمن”.
مع العلم أنه لم يتبق رسميا ما يعبر عن الرئيس المعزول حتي الآن سوي صفحته علي “فيس بوك” و”تويتر” التي تحمل اخر بياناته وصوره مع الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري ولم يتم لليوم تحديث بياناتها من جانب مؤيديه، كما لم تعترض رسميا عليها حتى الآن مؤسسة الرئاسة الحالي وفريقها.