صورة أبوتريكة الحزينة فى كوماسى بعد هزيمة المنتخب القاسية أمام غانا وضياع حلم التأهل للمونديال ونظرته الى زميله محمد صلاح التى كانت بمثابة تسليم الراية له كانت لحظة الختام لمسيرة ذهبية استمرت عشر سنوات فقط ، فاللاعب الذى انتقل الى ناد كبير متأخرا وهو بعمر السادسة والعشرين حقق من الانجازات والبطولات والأداء ما جعله معشوقا للجماهير وبطلا فوق العادة .
ما ميز أبوتريكة عن نظرائه من اللاعبين غير مهاراته هو خلقه الحسن وسلوكه الراقى داخل الملعب وخارجه وتجاه زملائه ومنافسيه ، وهو احساس الجمهور بقربه منهم وتواضعه وتدينه الواضح ، الذى لم يشعر الجمهور أبدا أنه مفتعل بل فرح به الجمهور وأحس بصدقه فاعتبره خير قدوة للصغار .
مواقف ابوتريكة الشجاعة جاءت تلقائية و معبرة عن مشاعر الجمهور فتعاطفه مع غزة ضد الحصار والقصف الصهيونى وتخاذل العالم تجاهها وجد فيه الجمهور تعبيرا صادقا عن مشاعرهم ولفتة انسانية وأخلاقية راقية لا تصدر الا من صاحب رسالة وليس مجرد لاعب كرة ، أيضا موقفه من رفض تحية المشير طنطاوى بعد مجزرة استاد بورسعيد وتواجده المستمر مع أسر الشهداء ما كلفه ايقاف وغرامة من ناديه ثم اعلانه عدم استطاعته استكمال اللعب عبر عن مشاعرنا جميعا بعد الحادث المأساوى الذى لم يتصور عاقل حدوثه .
ولعل الموقف الأهم لتريكة أنه دوما كان بعيدا عن دائرة المصالح التى تحاول استغلال اللعبة وجماهيريتها فى الترويج للسلطة وهو ما أحبه الجمهور فيه فشعروا أنه يلعب من أجل الجمهور وسعادته ﻻ من اجل مصالح لا تهمهم ، وهو ما خلق حالة من الارتباط بينه وبين الجمهور كان تريكة فيها على قدر الثقة كما كان الجمهور وفيا له.
حافظ تريكة على حب جمهوره ونجح فى احباط كل محاولات جره الى حالة الاستقطاب السياسى واحتفظ بآرائه السياسية بعيدا عن العلن وما أعلنه جاء بطريقة سلسة وصادقة فلم يصدم محبيه ولم يغير من آراء المعارضين لمواقفه فيه ورؤيتهم له ، وآرائه تلك لم تكن مواقف تأييد أو معارضة حادة بل جاءت عقلانية هادئة وهو ما حافظ له على حب واحترام الجميع.
أبوتريكة صادق فى تدينه وتواضعه وأخلاقه وبساطته الى أبعد مدى ، انه نموذج فريد و من الصعب تكراره ، وأسفى على نظام ساذج يتخذ قرارا طائشا بمعاداة صانع السعادة فيصادر أمواله وﻻ يدرى ان ثروة تريكة الحقيقية ليست فى البنوك وانما فى قلوب الجماهير وأن حب الجماهير غير قابل للمصادرة أو التحفظ.
دمت يا تريكة خير قدوة وأفضل سفير لمصر وشبابها ومثالا فذا للنجاح والأخلاق ودام حب الناس لك فهو أبقى من أى مال.