سبعون عامًا مرت على نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، حين وقعت القيادة الألمانية على استسلامها غير المشروط بعد المعركة الأخيرة التي سوّت العاصمة برلين بالأرض، وشهدت تدمير أكثر من نصف مليون منزل، بالإضافة إلى العشرات من المنشآت العامة، وهو دمار ظل موجودًا يشاهده سكان المدينة يوميًا لعقود بعد الحرب، خاصة في الطريق المحاذي لسور برلين الذي فصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية أثناء الحرب الباردة، بيد أن المدينة قد شهدت إعادة إعمار واسعة منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، حتى أن مناطق عدة من المدينة تحوّلت تمامًا عما كانت عليه قبل التسعينيات.
بوابة براندِنبورغ هي أشهر معالم برلين، وقد ظلت شبه مدمّرة طوال الحرب الباردة نظرًا لموقعها القريب من حائط برلين، إلا أن إعادة ترميمها جرت بين عامي 2000 و2002، لتصبح ما هي عليه الآن.
في الصورة القديمة، تقف قوات الجيش الأحمر أمام الرايخستاغ، أو البرلمان الألماني المعروف باسم بوندِستاغ، والذي شهد معارك طاحنة حتى بين غرفِه المختلفة في 30 أبريل 1945، وقد تم ترميمه أيضًا بعد أن أصبح مقر البرلمان الألماني بقبته الزجاجية الشهيرة التي صممها نورمان فوستر.
كنيسة كايزر ويلهِلم التذكارية هي واحدة من المواقع القليلة في برلين التي يمكن أن نشاهد فيها حتى الآن الدمار الذي خلفته الحرب، إذ ألحق بها القصف الجوي عام 1943 ضررًا شديدًا، لتُترَك عن عمد بهذا الشكل بعد الحرب وإلى اليوم.
البرلمان الألماني من زاوية أخرى، والذي يجذب الكثير من السياح الذين يمكن أن يروا بأعينهم الجرافيتي الذي رسمه جنود الجيش السوفيتي على حوائطه حين دخلوه عام 1945، والذي تركه الألمان كما هو.
ألِكساندربلاتز، إحدى المناطق المركزية للحياة والثقافة في برلين، ومعقل الملاهي الليلية في فترة العشرينيات، تم تدميرها تمامًا في الحرب، وأعيد بنائها في الستينيات لتكون قلب برلين الشرقية ببرج التلفاز الذي اشتهرت به إلى اليسار.
في الصورة الأولى إلى اليمين يقف الشاعر والمراسل فاسيلي زاخارتشينكو في حوار مع جندي سوفيتي، في 16 مايو 1945، بينما يجلس كليمنس، سائق الريكشو (عربة تجرها عجلة)، في نفس الموقع في 24 أبريل 2015، في انتظار زبون آخر، وفي الخلفية يقف فندق أدلون الذي تم تدميره أيضًا في الحرب، عام 1945، ليُعاد بناؤه عام 1997.
المصدر: ذي أطلانتك