تختلف أو تتفق مع ما يقومون به، لكنهم ظاهرة فرضت نفسها وبقوة على المجتمع المصري، بل ونجحوا في الانتصار على “الجيش الأسطورة” في أكثر من واقعة و”غزوة” كما يسمونها، ولاية سيناء.
بين صولة الأنصار 1 وصولة الأنصار 2
منذ مبايعة تنظيم أنصار بيت المقدس، المتواجد في شبه جزيرة سيناء، لتنظيم الدولة الإسلامية بزعامة أبو بكر البغدادي، وكان هناك ما يسميه المصريون “عربون محبة” من التنظيم المنضم حديثًا إلى قيادته، عن طريق إصدار الفيلم “العبقري” صولة الأنصار؛ والذي ظهر فيه القيادي بالتنظيم كمال علام وهو يرسل رسالة إلى أمير التنظيم يُبشره فيها بالانتصار على الجيش المصري، وظهر جليًا وواضحًا في الإصدار الأول إخفاق الجيش المصري في مواجهة مجموعة من الشباب حديثي العهد بالقتال – كما ظهروا – وانتصارهم عليه بمجموعة من الأسلحة الخفيفة، وهروب دبابات الجيش هرعًا من هذه الأسلحة.
لكن بدا بعد صولة الأنصار الأولى شيئًا ما يقول إن هناك جولة جديدة، ومستوى جديد للتنظيمات المسلحة في سيناء، إلا أن الإصدار الثاني صولة الأنصار 2 أتى مخالفًا لكل التوقعات، بل إن التنظيم أصدر فيلمًا دعائيًا قصيرًا للإصدار الجديد كنوع من التشويق ما يوحي أن القادم أسوأ فعلًا، وأن الإصدار الجديد سيكون أقوى مما سبقه، وخاصةً أن هناك الكثير من العمليات الكبيرة التي قام بها جنود التظيم ضد الجيش، مما يجعل المخزون المرئي أكبر وأقوى.
إلا أن الإصدار لم يحو إلا عمليتين فقط، الأولى وهي عملية معسكري العُبيدات وهي عملية بعيدة الزمن بعض الشيء بالمقارنة بالعمليات المتتابعة، وعملية قسم شرطة ثان العريش، التي تعتبر هي الإصدار أصلًا، ولم يتضمن الجزء الخاص بالعملية اقتحام القسم عبر التفجير وتحرير المعتقلين، وهو ما قاله مؤيدو التنظيم على حساباتهم على تويتر، كذلك لم يرد أي شيء عن عملية الكتيبة 101، وهي العملية الأكثر قوة منذ صولة الأنصار 1، أكثر من عملية قسم ثان العريش على سبيل المثال.
ما لم يرد في الإصدار
الشيخ أبو أسامة المصري المسؤول الشرعي للتنظيم لم يظهر في بداية الإصدار أو نهايته كما العادة، وظهور شخص آخر يُلقي الكلمة الشرعية لمنفذي العملية، هو الأمر الذي يرجح صحة المعلومات الواردة عن مقتل الرجل أو وجوده خارج سيناء.
والأمر الذي شدّ انتباهي أثناء مشاهدة الإصدار هو وجود قناصة ضمن صفوف التنظيم، وهي المرة الأولى تقريبًا التي يظهر فيها قناصة تابعين للتنظيم علنيًا، وأعتقد أنهم هم الذين أحدثوا الإصابات الفادحة التي حدثت لمجندي الجيش في عملية العبيدات.
كذلك كان واضحًا جدًا تعمد مخرج الإصدار تصوير العملية الأولى مدةً طويلة من قبل طلوع الشمس حتى ظهر اليوم تقريبًا، وهي الرسالة التي تعطي دليلًا على مثابرة الجنود وقوتهم وثباتهم مهما طالت المدة.
أعداد الشباب المشاركين في العملية الأولى كان كبيرًا جدًا مقارنةً بالعمليات السابقة، وظهر أحد جنود التنظيم وهو يقوم بقنص مجندي الجيش وبجواره شخص يقوم على تغطية ظهره.
تكرر أكثر من مرة إرسال رسائل لغير المنتمين للتنظيم، ومن يسميهم جنود الدولة بالقاعدين، تكرار إرسال رسائل للأسرى والمعتقلين ومناصري منهج السلمية.
كثيرون كانوا يعتقدون أن جميع جنود التنظيم من أبناء سيناء، وأنهم معتنقون للفكر الجهادي عن قناعة وقراءة وعلم، لكن الإصدار أكّد على أن التنظيم لديه الكثير من أبناء القاهرة والمحافظات بل وأن كثيرين أيضًا ليسوا على نفس النسق الخاص بالشخصية الجهادية المعهودة، بل بدا من حديث أكثر من مجند ركاكة في أسلوب الحديث وضعف في اللغة العربية، ما يدل على أن هؤلاء أغلب الظن فيهم أنهم كفارٌ جدد بالسلمية التي ينتهجها المناهضون للانقلاب العسكري.
لحظة من فضلك، هل تعلم أن الحوار الدائر بين المهتمين على مواقع التواصل الاجتماعي يشير إلى أن الشاب الذي قام بتفجير نفسه في قسم ثان العريش هو طالب بجامعة القاهرة؟ الأمر أخطر من ذلك، فالحديث يدور حول الرجل الذي ظهر في الإصدار يفخخ السيارة باعتباره عضوا سابقا بجماعة الإخوان المسلمين قبل أن يترك الجماعة ويكفر بسلميتها؟
أهلًا بكم في مصر العسكر.