رصدت واشنطن مؤخرًا خمسة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن أعضاء وقياديين من تنظيم الدولة المعروف بـ “داعش” من هؤلاء طرخان باتيرشفيلي (أبو عمر الشيشاني)، فمن هو؟
الطاجيك والأوزبك والشيشانيين والقرغيز هم الجزء الأكبر من قوات النخبة في تنظيم الدولة الإسلامية، يعتمد التنظيم بشكل أساسي على سكان أواسط أسيا، ويشكلون الجزء الأكبر من قوات النخبة المسماة “الانغماسيين” أو “الاقتحاميين”، وبحسب تقرير أعده دانيل تيرفوسكي، نشرته صحيفة الغارديان، أن هنالك أكثر من أربعة آلاف مقاتل من أواسط أسيا في صفوف التنظيم، يشكل الشيشانيون جزء كبير من هذه القوة، وهم مصدر قلق لسكان المناطق القابعة تحت نفوذ التنظيم؛ بسبب تشددهم الديني وتصلبهم في الرأي.
وقد برز من بين هؤلاء طرخان باتيرشفيلي، الملقب بـ “أبي عمر الشيشاني” وزير حرب التنظيم، خلفًا لـ عدنان أسماعيل نجم الملقب بـ “أبي عبد الرحمن البيلاوي”، الذي قتلته القوات العراقية، يروي تيمور باترشفيلي والد أبي عمر، وهو مزارع يناهز السبعين من العمر حسب تقرير نشرته في السابق جريدة الحياة، كيف أصبح نجله ترخان معروفًا باسم عمر الشيشاني أو أبي عمر الشيشاني، ولد في جورجيا في إحدى قرى جبال بانكيسي، وخدم في الجيش الجورجي لفترة، دخل السجن بتهمة تهريب السلاح إلى الانفصاليين الشيشان، وقضى ثلاث سنوات في السجن، يقول تيمور باترشفيلي، إن تلك السنوات التي أمضاها في السجن غيَّرته، فاعتنق الإسلام، ذات يوم أخبر والده أن بلاده لم تعد بحاجه إليه، ومنذ ذلك اليوم لم ير تيمور باترشفيلي ابنه طرخان.
توجه أبو عمر للقتال في سوريا وبايع التنظيم، حيث كان أميرًا لما يسمى بجيش المجاهدين في عام 2012، يقول والده، بعد ذهابه إلى سوريا اتصل به ابنه عمر الشيشاني وسأله فيما إذا كان يصلي أم لا فأجابه والده “إنني أصلي بكل تأكيد، أصلي للقديس جاورجيوس، وأقفل الخط”، وفي تقرير نشرته الإندبندنت عن اتصال آخر من الشيشاني، أبلغ والده أنه يقود الآلاف من المقاتلين، وسوف ينضم إلى هؤلاء المزيد من المقاتلين الذين سيتبعونه في قتاله ضد روسيا، وفقًا للصحيفة البريطانية.
ظهر أبو عمر الشيشاني، الذي يشتهر بلحية صهباء وقبعة سوداء، في بعض المقاطع التي بثها التنظيم كان أبرزها ما بثته مؤسسة الاعتصام التابعة للتنظيم، حيث ظهر الشيشاني مع طه صبحي فلاحة الملقب بـ “أبي محمد العدناني”، المتحدث الرسمي للتنظيم قرب حاجز حدودي بين العراق وسوريا، كذلك ظهر الشيشاني بشكل غير واضح في خطبة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في الجامع الكبير في الموصل بعد هجوم التنظيم على المدينة.
شن التنظيم بقيادة الشيشاني هجوم عنيف على مطار “الطبقة” قرب مدينة الرقة السورية، وأدى الهجوم إلى مقتل المئات من الضباط والجنود السوريين، كذلك شن التنظيم العديد من الهجمات بقيادة الشيشاني في مناطق شمال شرق الموصل، غرب كركوك، حلب، دير الزور وعين العرب (كوباني).
تتمتع القوة التابعة للشيشاني ببعض المعدات الثقيلة من دبابات ومدافع ومضادات طائرات، وقوة بشرية من عدة بلدان غالبيتها من مناطق أواسط أسيا.
وقد شوهد الشيشاني في بعض المناطق العامة القابعة تحت حكم التنظيم مع مجموعات أخرى، حسب شهود عيان من تلك المناطق، ويذكر أنهم يقومون بمحاسبة المخالفين لقوانينهم التي وضعوها، ويتسمون بمظاهر غاضبة تجاه المخالفين قد تصل في بعض الأحيان إلى الضرب المبرح.