لم يتأخر أحد من قادة دولة الاحتلال والسفراء الأجانب عن تلبية دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للاحتفال بعيد ميلاد والده المئة، وبينما القاعة تضج بالحضور، ألقى والد نتانياهو كلمة أبرز ما جاء بها قوله: طالما أن الشعب الفلسطيني لم ينس نكبته ومازال يحتفل بها، فلا مستقبل لدولة إسرائيل.
نعم، العودة حق كالشمس، لن يستطيع أي كان أن يتنازل عنها، فهي حق فردي لكل اللاجئين الفلسطينيين، كفلته القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، ولذلك حتماً سنعود، وسنبقى نطالب بحقوقنا بكل السبل المشروعة والمكفولة بالقانون، فإنهاء الاحتلال ضرورة وطنية، ويجب أن تكون المصالحة الوطنية أحد أهم دعائم تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو إنهاء الاحتلال، فلا يعقل أن ينعم هذا الاحتلال بخيرات بلداننا ومياهه، بينما يتكدس اللاجئين بمخيمات لا تصلح للعيش الآدمي، سواء في فلسطين أو خارجها.
جيلنا ولد بغزة، ولم يبق من جيل النكبة على قيد الحياة سوى القليل، ورغم ذلك مازال شغف العودة لدى الأجيال يسري بالدماء، ومفاتيح العودة يتوارثها الأبناء من الأجداد، وسيبقى الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى نكبته حتى يتحقق حلمه بالعودة إلى دياره والتعويض عن كل ما حصل له.
ومن هنا وفي الذكرى السابعة والستين للنكبة، أبرق بالرسائل التالية:
1- إن معركة العصف المأكول وإبداعات المقاومة بضرب الخطوط الخلفية للعدو زاد لدى شعبنا بأن لحظة التحرير اقتربت وأن العودة لديارنا لم تعد حلماً.
2- ضرورة أن تتحمل إسرائيل سياسياً وقانونياً وأخلاقياً تبعات جريمتها بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
2- ملف حق العودة غير قابل للتصرف أو التفاوض، فهو حق فردي لا يملك التصرف به أي رئيس أو حزب أو منظمة.
3- ضرورة أن تتحمل الأونروا مسئولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية وفقاً لقرار تأسيسها (رقم 302)، ورفض أي تقليص في خدماتها تحت أي ذريعة، فوكالة الغوث وجدت لمساعدة اللاجئين كل اللاجئين الفلسطينيين.
4- على الفصائل الفلسطينية توحيد جهودهم في القضايا الوطنية الكبرى، فلا يعقل أن يكون لكل فصيل لجنة مختصة باللاجئين تعمل بشكل منفرد، بل يجب أن يعمل الجميع ضمن إطار يجمع الكل الوطني والإسلامي، واعتقد أن لجنة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور، ولكن هذا يحتاج لاجتماع الإطار القيادي المؤقت للمنظمة.
5- يجب أن يتم تبني رؤية لتطوير فعاليات النكبة من خلال تطوير المناهج الدراسية والأعمال الفنية، والخطط الإعلامية، التي تغرس في الأجيال الصغيرة معنى العودة.
6- على الجالية الفلسطينية بالشتات والسفارات والقنصليات العمل للتواصل مع المجتمعات الغربية لتوضيح الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في أماكن تواجده، ووضعه في صورة المؤامرات التي تحاك ضد عودته.
في ختام مقالي وفي ذكرى النكبة لابد من أن أرسل رسالة إلى بلدتي الأصلية وهي بيت دجن قضاء يافا، تلك البلدة التي ولد فيها والدي وأجدادي، وحدثني كثيراً عن جمالها والدي، وجمال برتقالها، وطيبة عوائلها، حيث تبلغ مساحتها 17.327 دونماً. ولبيت دجن وباقي قرى ومدن فلسطين أقول: حتماً سنعود.