مجددًا..تصريحات للسفير البريطاني عن “أبناء عمال النظافة” تثير الجدل في مصر

السفير-جون-كاسن،-السفير-البريطاني-بالقاهرة،-2

عقب الجدل الذي أثير على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات وزير العدل المصري المستقيل “محفوظ صابر” عن “أبناء عمال النظافة” وعدم أهليتهم للالتحاق بالوظائف القضائية، دخل السفير البريطاني بالقاهرة “جون كاسن” على خط هذا الجدل بتدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع “تويتر” قال فيها أن السفارة البريطانية ترحب بأبناء عمال النظافة للعمل في السفارة.

تغريدة السفير البريطاني لم تمر هكذا دونما تشعل فتيل الجدل مرةً أخرى على شبكات الإعلام الاجتماعي، التي وصفت بأنها كانت صاحبة الدور الأبرز في الانتصار لأبناء عمال النظافة بعدما رأت أن تصريحات وزير العدل تعج بالعنصرية والطبقية، وكانت سببًا في إجباره على الاستقالة احترامًا للرأي العام كما أعلن مجلس الوزراء المصري.

حديث السفير البريطاني عن الأزمة بهذه التغريدة، فتح باب السخرية أمام رواد المواقع الاجتماعية، فقد أخذها بعض المدونون بروح السخرية وقاموا بالرد على تغريدة السفير، بطريقة ساخرة هم كذلك.

بينما رأى البعض أن الأمر “صيدًا في الماء العكر” كما ذكر هذا المغرد على تويتر ردًا على تغريدة السفير.

بهذه الطريقة ظهرت وجهات النظر المتباينة حول تدخل السفير برأيه في الأمر، بل وتطور الأمر إلى هجوم إعلامي من أحمد موسى المذيع الحالي وظابط الشرطة السابق المقرب من الدوائر الأمينة المصرية، حيث رد على السفير بهجوم حاد مطالبًا بطرده من مصر.

في حين تبنت مجموعة غير قليلة من متابعي مواقع التواصل وجهة النظر هذه معتبرين أن ما حدث تدخل في الشأن الداخلي المصري، وردًا على هذا الأمر دشنوا هاشتاج مطالب بطرد السفير البريطاني من مصر #اطردوا_السفير_البريطاني.

فالأمر دخل في طور جدي لدى البعض، إذ قاموا بمهاجمة السفير، وموجهين له ولبلاده عدة اتهامات ردًا على تغريدته، وهو ما ذكره حساب على موقع “تويتر” موجهًا حديثه للسفير بأن ينصح بلاده بوقف استقبال ما أسماهم “الإرهابيين”، كما اتهم بريطانيا بتسهيل حركة أموالهم، مدعيًا أن لندن تحولت إلى مركزًا لتنظيم القاعدة.

فيما اعتبرت هذه المغردة أن الأمر تدخلًا في شأن مصري بعد ما كتبه السفير.

في الوقت نفسه التي دخلت مدونة أخرى لترد على الأمر باتهام بريطانيا بأنها أصل للعنصرية وسياستهم تعتمد على التفريق.

وتبنيًا لنفس وجهة النظر المهاجمة للسفير قال هذا المغرد عن السفير البريطاني أنه متابع جيد للأخبار، لكن في نفس الوقت اتهمه بالتغاضي عن الأحداث “الإرهابية” وعدم إدانتها مذيلًا حديثه بالهاشتاج الداعي لطرد السفير.

هذا كان جانبًا من الذين طرحوا آرائهم على هذا الهاشتاج، وعلى النقيض عبر البعض عن استيائهم من مثل هذا الهاشتاج بعد أن اتهموا المغردين عليه بجدية أنهم مجرد تابعين للنظام ليس أكثر، وأن قضية أبناء عمال النظافة لا تعنيهم من الأساس إنما همهم الوحيد هو التبرير للدولة وسلطتها.

إذ رد مغردون على المهاجمين للسفير البريطاني بطريقة ساخرة تسخر من تناول القضية بشأن من الجدية الغير موجودة بها من الأساس، حيث قال هذا المغرد ساخرًا من الداعين لطرد السفير إذا كان بإمكانهم طرده شخصيًا مع السفير.



 

في نفس الوقت سخر آخر من وجهة النظر المهاجمة للوزير بقوله كم فرد من الذين طالبوا بطرد السفير بحثوا عن وظيفة عامل نظافة في السفارة البريطانية.

وانتقدت مغردة الازدواجية في خطاب بعض المصريين الذين تقبلوا طبقية وعنصرية وزير العدل المصري ولم يكتثروا بمطالبات إقالة وزير العدل بل وبعضهم دافع عنه وبرر له، في
حين أنهم انتفضوا لمجرد تصريحات على تويتر من السفير البريطاني لا تسئ لأحد.



 

وتحدثت مغردة أخرى في نفس السياق بقولها أن المصريين يسخرون من أنفسهم لكن لا يقبلون أن يسخر منهم أحد، وهو ما يؤكد وجهة نظر التدوينة السابقة.

وقد هاجم مغردون دعوات طرد السفير البريطاني متهمين من يقف خلفها بأنهم يطالبون بطرد كل من ينتقد النظام أيًا كان، وكأنهم لا يريدون أن يذكرهم أحدهم بأخطائهم، وإذا حدث فإنهم يطالبون بطرده فورًا، وضرب مغرد مثالًا بقناة الجزيرة والمعارضين من جماعة الإخوان.

كذلك رد آخرون على الهجوم الذي طال دولة بريطانيا في ثنايا الحديث عن تدوينة السفير، بإبرز ازدوجية من يتبنى هذا الخطاب متسائلين إذا كان بريطانيا دولة سيئة وتوصف بأنها دولة احتلال ويروج مؤيدو النظام المصري أنها لا تحترم مواطنيها، فماذا عن الدولة المصرية التي لا تحترم مواطنيها وتمارس العنصرية تجاههم.

واستكملت مغردة حديثها بقولها أن تدوينة السفير جاءت ردًا على العنصرية التي تحدثت بها الدولة على لسان وزير العدل متسائلةً علامَ الغضب!

الجدير بالذكر أن السفير البريطاني في مصر يعد من الفاعلين عبر موقع تويتر بنشره للصور والتعليقات المميزة بعامية مصرية سليمة فيما يخص كل حدثٍ جاري يتعلق بالشأن العام، حيث نشر صورًا له قبل ذلك أثناء وجوده بأحد المؤتمرات بالإسكندرية.

كما أن السفير معروف بحس الدعابة على حسابه، فقد وجه السفير البريطاني في مصر” جون كاسن”، رسالة ساخرة إلى وزارة الخارجية المصرية يقول فيها أن مصريا طلب منه العمل في وظيفة سفير مصر في بريطانيا، وكان السفير البريطاني قد أعاد تغريد رسالة ساخرة من حساب مصري تطلب من العمل بمنصب السفير المصري في بريطانيا، وهو ما أرسله السفير إلى حساب الخارجية المصرية معلقًا بأن هناك “واحد عاوز يشتغل معاكم”.