حكمت محكمة جنايات القاهرة على الرئيس السابق محمد مرسي بالإعدام صباح السبت بتهمة التآمر مع مليشيات اجنبية في قضية ” اقتحام السجون ” التي حدثت خلال ثورة يناير منذ 4 سنوات مضت.
حكم المحكمة القابل للطعن كان ضربة للثورة والديموقراطية التي طالب بها الآلاف من المصريين الذين خرجوا للاحتجاج على تفاقم فساد الانظمة السياسية في ثورة يناير 2011.
اعتقلت قوات الامن محمد مرسي ، العضو في جماعة الاخوان المسلمين خلال ثورة يناير ثم خرج من السجن بعد عدة ايام من سجنه في بداية الثورة. أصبح بعدها أول رئيس منتخب في مصر في أول انتخابات حرة و ديموقراطية قبل ان يقوم الجيش المصري بالإطاحة به في انقلاب عسكري دامي بعد مظاهرات 30 يونيو 2013 .
صدر قرار محكمة السبت ضد مرسي و كأنه يجرم ثورة يناير 2011 ، زاعما ان مرسي وجماعة الاخوان المسلمين تآمروا مع نشطاء من حماس و حزب الله من اجل تهريبهم من السجن و من ثم البدء بأعمال عنف والثورة ضد الحكومة في مصر .
نظر في قضية اكثر من 100 متهم آخرين ، اغلبهم حكموا غيابيا بالإعدام في نفس التهمة . و في قضية اخرى، 16 متهم حكموا بالإعدام ايضا بتهمة تسريب معلومات سرية تخص الدولة الى ايران أبان حكم مرسي للبلاد . لم يحاكم مرسي في قضية تسريب المعلومات و أجل القاضي الحكم النهائي الى الشهر القادم .
” سيتم تذكر هذا اليوم كواحد من الايام السوداء في تاريخ مصر ” صرح عمرو دراج – احد كبار الإخوان المسلمين و عضو سابق في حكومة مرسي –. يذكر ان دراج يعيش الآن في منفى في تركيا .
” محاكمة السبت بنيت على اكاذيب ، هرطقة و نظريات شك و مؤامرة ” كما افاد التصريح ” هذه محاولة اخرى للقضاء بالكامل على الديموقراطية في مصر ” قال دراج .
في الاشهر الاخيرة ، حكمت المحاكم المصرية على المئات من الاشخاص بالإعدام في سلسلة من جلسات الاستماع الجماعية التي قالت جماعات الحقوق انها تحدي للمعايير الدولية للقضاء و المحاكمات العادلة . متهم اخواني وحيد تم إعدامه شنقا حتى الآن بعد ثبوت رميه للمتظاهرين ضد مرسي من أعلى احد البنايات 2013 ، بينما لا يزال عشرات الآلاف الاخرين في السجون .
تمثل عقوبة الاعدام تحولا كبيرا للقيادي الإسلامي محمد مرسي و جماعته بعد ان حازت الحركة على الأغلبية في البرلمان و منحت أملا لمصر ان تتغلب فيه على عقود من حكم العسكر.
اثبت مرسي انه قائد عاجز بعد ان ضمن لنفسه سلطات واسعة وفشل في ضم مؤسسات الدولة تحت سيطرته . عندما اجتاحت الحشود شوارع مصر مطالبة باستقالة مرسي كان وزير الدفاع الأسبق – الرئيس الحالي – عبد الفتاح السيسي من امر بإلقاء القبض على مرسي . ترأس السيسي حملة واسعة النطاق لإخضاع جماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من المنشقين الذين عارضوا حكمه.
زعمت لائحة الاتهامات ان نشطاء من الاخوان المسلمين تدربوا لدى حزب الله و ايران داخل غزة ثم استخدموا خبراتهم لاحقا في اقتحام السجن شمال القاهرة. كما وجهت لمرسي والمتهمين الاخرين تهمة ” نهب الدواجن و الماشية ” من السجن . الاف المساجين هربوا من السجون خلال ثورة يناير منذ 4 سنوات مضت بعد ان انسحبت القوات الأمنية من الشوارع.
لأن الجلسة كانت سرية ولم يسمح للإعلام بنقلها ، ليس واضحا الى الآن على اي ادلة استند المدعي العام لإثبات هذه التهم . ضمن قائمة المتهمين ايضا بعض من نشطاء حماس المسجونين في السجون الاسرائيلية و منهم من وافته المنية حتى.
27 متهما فقط ، ظهروا في جلسة حكم السبت و وصل مرسي وهو يرتدي ملابس السجن الزرقاء وتعلو وجهه ابتسامة.
عندما نطق بالحكم هتف مرسي و المتهمين الأخرين هتافات ضد العسكر.
المصدر: واشنطن بوست