سندس عاصم: أول عضوة بالإخوان تتلقى حكمًا بالإعدام

بتهمة التجسس لصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، ومع 15 عضوًا من الإخوان المسلمين منهم الرئيس السابق محمد مرسي ومحمد البلتاجي وخيرت الشاطر، تلقت سندس عاصم، البالغة من العمر 28 عامًا، حكمًا غيابيًا بالإعدام، وهي الموجودة حاليًا خارج مصر لدراستها بجامعة أوكسفورد في بريطانيا، لتصبح بذلك أول أنثى بالجماعة تتلقى تلك العقوبة في إطار محاكمات النظام الحالي لكل من ألقي القبض عليه من المحسوبين على الإخوان المسلمين أو رئاسة محمد مرسي أو اعتصام رابعة العدوية.
سندس عاصم، عملت كمتحدثة إعلامية للإخوان المسلمين، حُكم عليها غيابيا بالإعدام في قضيتي التخابر واقتحام السجون#مصر pic.twitter.com/hMl6QRCCau
— نون بوست (@NoonPost) May 16, 2015
ماذا فعلت سندس لتستحق تلك العقوبة إذن، على الأقل في وجهة نظر القضاء المصري المعروف بتبعيته للنظام وانعدام مصداقيته؟ كانت منسّق الإعلام الدولي في مكتب الرئيس محمد مرسي، حيث ساهمت كعضوة في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في تعديل صورة الجماعة على المستوى الدولي، وتمثيل وجه الشباب في الحركة الإسلامية بشكل عام، وكانت المحرر الرئيسي لموقع الإخوان الناطق بالإنجليزية “إخوان ويب”، وجزءًا من لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، والمسؤول عن حساب تويتر الإنجليزي الخاص بالجماعة.
تُعتَبَر سندس من الوجوه الإسلامية الشابة التي اهتمت بقضايا رئيسية في مصر والمنطقة، وابتعدت عن الخطاب الإسلامي التقليدي عن “الدولة الإسلامية” والمعارك الهامشية التي نشبت في الإعلام حيالها مثل تطبيق الحدود ومنع الخمور إلخ، وقد تحدثت إلى صحيفة نيويورك تايمز عام 2011 عن ضرورة تركيز الإخوان المسلمين على معالجة المشاكل الاقتصادية وتوفير الوظائف وإصلاح المنظومة القائمة للقضاء على الفساد الموجود، كما كانت جزءًا من وفد أرسلته جماعة الإخوان المسلمين إلى نيويورك فور اكتساح حزب الحرية والعدالة في انتخابات 2012، كجزء من اهتمامها بترسيخ صورة جيدة لها في الغرب، خاصة في الولايات المتحدة.
سندس ليست استثناءًا في عائلتها، إذ أن والديها من أعضاء وأنصار الإخوان المسلمين، فقد كانت والدتها، منال أبو الحسن، مرشحة عن الإخوان لعضوية مجلس الشعب في انتخابات 2012، ولكنها لم تنجح في الفوز بمقعد آنذاك، كما أن والدها من داعمي الجماعة، وهو قيادي وسيط، شارك في تأسيس دار الوفاء للنشر، كما أنه كان مدير دار النشر للجامعات ورئيس اتحاد الناشرين المصريين. كما أنه كان مسؤولًا عن نشر وطباعة كتب تعليمية إسلامية، تحمل عناوين مثل “كيف تكون أبًا مسلمًا؟”
تدرس سندس حاليًا في مدرسة بلافاتنيك للسياسات بجامعة أوكسفورد، بعد أن درست الأدب الإنجليزي ثم أنهت رسالة الماجستير الخاصة بها في الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وكانت رسالتها عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر موثوق للمعلومات بين الشباب في مصر، وتحوّل الكثيرين إليها كبديل ذي مصداقية للإعلام التقليدي المتأثر إما بالسلطة أو برجال الأعمال الذين يميل أغلبهم إلى السلطة كذلك نظرًا لتحالفاته معها.
تقول سندس عن نفسها كما يرد بموقع جامعة أوكسفورد، “تنصب اهتماماتي البحثية على ترسيخ الديمقراطية والحكم الرشيد ودولة القانون في مصر والشرق الأوسط.. وعلى مدار السنوات السبع الماضية شاركت في عدة برامج للحوار بين الثقافات، فأنا عضوة بـ”تحالف الحضارات” التابع للأمم المتحدة UNAOC، وزميلة للبحوث في معهد الفكر الإسلامي بواشنطن.”
بعد الحكم عليها بالإعدام، كتبت سندس أنها استقبلت الخبر بذهول، وأن الحكم العبثي مبني على اتهامات سياسية لا أساس لها، ويفتقد لأبسط قواعد العملية القضائية السليمة الموجودة في الدستور المصري والقانون الدولي، “مثلي مثل الآلاف من الشباب المصري المُلقى الآن في السجون لنشاطه السياسي، لم أكن أتخيل يومًا أن ألاحق قضائيًا لأنني أؤدي عملي كمنسق للإعلام الأجنبي بمكتب الرئيس المنتخب ديمقراطيًا، والعالم يعرف جيدًا أن تلك المحاكمات تفتقد لأي استقلالية أو نزاهة، وأنها أداة بيد نظام ارتكب أفظع جرائم ضد حقوق الإنسان في تاريخ مصر.”
Sondos Asem, young Brotherhood member sentenced to death alongside over 100 others yesterday, released a statement pic.twitter.com/ewjs2ssKVo
— Liam Stack (@liamstack) May 17, 2015
علاوة على ذلك، أكدت سندس أنها ستبذل كل ما بوسعها لدحض الدعاوى المرفوعة ضدها، بغض النظر عن جدوى فعل ذلك بالنظر لوضع القضاء المصري المسيّس بشدة حاليًا ضد الجماعة، وأنها ممنونة لأنها لم تكن بمصر في تلك اللحظة، حيث تتواجد في بريطانيا منذ عام لدرساتها العليا، “مع الأسف، لا أملك حاليًا أي خطط للعودة إلى مصر في الوقت الحالي، وبذلك الحكم بالطبع لن يتسنى لي أن أزور أسرتي في المستقبل القريب.. ولكنني ممنونة لكل من ساندوني من زملائي وأصدقائي بعد تلك الأخبار البشعة.”
جدير بالذكر أن سندس، ورُغم خبرتها الإعلامية ودورها الكبير في ظل رئاسة مرسي، ابتعدت عن المشهد الإعلامي بعد الانقلاب العسكري، ولم تقفز إلى عالم الإعلام “الرابعاوي” كما يسمى، والذي تعج بها قنوات مثل “مكملين” و”مصر الآن”، إلا أنها بعد أن استطاعت الخروج من مصر بصعوبة، عقب منعها من السفر أكثر من مرة، أقامت في اسطنبول مع أختها التي تقيم في تركيا، بالإضافة إلى استكمال دراستها في لندن مثلما أوضحت في بيانها المنشور، متنقلة بين اسطنبول ولندن على مدار الأشهر التي أعقبت خروجها من مصر.