في ظهيرة يوم 6 أكتوبر، كانت أعداد متزايدة من معارضي الانقلاب تحتفل بوصولهم للمرة الأولى إلى ميدان رمسيس منذ مجزرة رمسيس ومسجد الفتح قبل أشهر.. احتفالات متواضعة طغت عليها مشاعر الحزن كما يظهر في الفيديو بينما كان المتظاهرون يرفعون شارة رابعة وصور الرئيس المصري محمد مرسي وأعلام مصر.
غير أن قوات الجيش التي وجدت نفسها وسط حشود ضخمة من المتظاهرين، واجهت هذه الاحتفالات بقنابل الغاز التي كان معظمها يعود على قوات الجيش نفسه لعدم وجود مسافة فاصلة بين الجيش والمتظاهرين، وبعد فشل قنابل الغاز في تفريق المظاهرة، بدأت قوات الجيش في إطلاق الرصاص الحي في الهواء، رصاص هرب منه المتظاهرون في البداية قبل أن يعودوا للتجمع بأعداد ضخمة وسط الميدان محيطين مرة أخرى بقوات الجيش من كل جانب.
وعلى يوتيوب نشرت فيديوهات تظهر تزايد أعداد المتظاهرين وتجمعهم حول ثلاث مدرعات عسكرية وعشرات الجنود بالتزامن مع قيام الجنود بإطلاق الرصاص بكميات كبيرة في الهواء، مع ترديد المتظاهرين لشعار: “سلمية.. سلمية..” و”اثبت مكانك”، رافضين بذلك الانصياع لأوامر الجنود الغاضبين الذين طالبوا المتظاهرين بالانسحاب من الميدان.
https://www.youtube.com/watch?v=rYCUJwseNJw
وفي ظل عجز قوات الجيش عن تفريق التظاهرة، كان تدخل قوات الداخلية والبلطجية من الطرف الآخر من الميدان، لتكون مجزرة جديدة قتل فيها العشرات بالرصاص الحي وجرح المئات بالخرطوش، ونشرت شبكة رصد فيديو تحت عنوان “قاتل شهداء رمسيس”، يظهر بوضوح قوات الداخلية وإلى جانبها أعداد من البلطجية وعدد من قوات الجيش، حيث يقوم أحد أفراد الداخلية بتوجيه عشرات الرصاصات بشكل أفقي صوب المتظاهرين في حين يقوم آخرون بإطلاق الخرطوش بشكل مباشر وبمسافة لا تكاد تكون سوى بضعة أمتار على متظاهرين عزل.
www.youtube.com/watch?v=9aebFqpUmP4
بعض صور المواجهات التي دارت بين المتظاهرين من جهة وقوات الجيش والشرطة والبلطجية من جهة أخرى:
وفي ميدان التحرير كان كل شيء مهيئا للاحتفال، حيث قامت قوات الجيش بتشديد الحصار المضروب على الميدان وأغلقت كل المنافذ المؤدية إليه بالكامل، ونصبت نقاط تفتيش شخصي يمر بها كل الراغبون في دخول الميدان من نساء ورجال وأطفال وشيوخ وكهول، نقاط تفتيش يتم فيها التثبت من كل ما بحوزة الوافدين بما في ذلك القمصان الداخلية التي يرتدونها حتى تتأكد قوات الجيش من أن هذه القمصان لا تحمل شارة رابعة.
وعلى أنغام “الزار البلدي”، كان المتظاهرون في ميدان التحرير يرددون هتافات من قبيل: “السيسي هو مصر” و”اضرب يا سيسي..” و”مصر هي السيسي”.
وعلى المنصة كما على البنايات المحيطة كما على المدرعات العسكرية، تم رفع صور عملاقة وأخرى صغيرة للجنرال عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الحالي وقائد الانقلاب العسكري.
وفي المساء وبينما كانت عروض الرقص الشرقي تؤديها راقصات وراقصون يرتدون اللباس العسكري الرسمي، كان جنود في الميدان يرقصون ويتراقصون على أنغام الأغاني الشعبية وأغنية تسلم الأيادي الموجهة للجنرال عبد الفتاح السيسي، رغم غيابه هو وكل القيادات العسكرية والسياسية لمصر.
https://www.youtube.com/watch?v=UR69wOvZ_Uc
ومع استمرار المظاهرات وتواصل سقوط المزيد من الشهداء، هيمنت العروض الفنية والغنائية على الاحتفالات الرسمية بذكرى حرب أكتوبر، حيث نظمت أوبريت غنائية باستاد الدفاع الجوي شرقي القاهرة، بعيدا عن مناطق التوتر في العاصمة، بحضور فنانين مصريين وعرب، وبحضور كل من الرئيس المصري المؤقت، عدلي منصور، ووزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى مسئولين من دول عربية، كما حضر وزير الدفاع المصري السابق، محمد حسين طنطاوي، الذي أقاله مرسي في أغسطس/آب الماضي، فيما غاب عنها رئيس أركان حرب الجيش المصري السابق، الفريق سامي عنان، الذي ترددت أنباء عن دخوله في خلاف حاد مع الجنرال عبد الفتاح السيسي بسبب نشر عنان لمذكراته الخاصة وبسبب تداول أنباء عن نية عنان في الترشح للانتخابات الرئاسية.
ووصف مجدي سالم القيادي بـ”التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب”، مظاهرات الأحد بأنها “ثورة حقيقية على الانقلاب”، حيث قال التحالف في بيان صادر عنه: “يبدو أن السادس من أكتوبر سيظل دائما يوما يحمل الدلالة على عظمة الشعب المصري.. وقدرته الدائمة على التضحية والبذل من أجل قضاياه العادلة.. فكما قدم في عام ٧٣ الشهداء من أجل تحرير تراب الوطن واستعادة كرامته.. فها هو يقدم اليوم شهداءه من أجل استعادة حرية الوطن وكرامة أبنائه”.
ومن جهته، وحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية (أ ش أ)، صرح خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة في وزارة الصحة المصرية، أن “حصيلة اشتباكات يوم الأحد بلغت 51 قتيلا و268 مصابا في أنحاء الجمهورية”، مضيفا أن أغلب القتلى سقطوا في محافظتي القاهرة والجيزة، كما شهدت محافظتا بني سويف (وسط) والمنيا (وسط) سقوط قتلى، من دون أن يحدد أرقام القتلى في كل محافظة، مؤكدا أن المصابين سقطوا في عدة محافظات.
في حين صرح مجدي أحمد حسين، رئيس حزب العمل (إسلامي) والقيادي بـ”التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب” أن الشهداء هم : 24 في منطقة الدقي بالجيزة (غرب القاهرة)، و10 في منطقة رمسيس (وسط القاهرة)، و4 في قرية دلجا بالمنيا (وسط)، و5 في السويس (شرق)، و7 في بنى سويف (وسط)، و1 في الإسماعيلية (شرق)، مشيرا إلى أن العدد قابل للزيادة بسبب الاصابات الخطيرة أو عدم التبليغ.