في خبر مفاجئ، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” عن اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة نزار الرقيعي المعروف بأبو أنس الليبي، والذي تتهمه واشنطن بالتورط في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا عام 1998، وذلك في عملية غامضة قال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل أن قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية قامت بتنفيذها في ليبيا مساء السبت.
وحسب ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية أمس الأحد، فإن أبو أنس موجود حاليا في مكان آمن خارج ليبيا، دون أن تكشف إلى الآن أي تفاصيل عن العملية أو عن مكان احتجاز أبي أنس الحالي، وحسب وكالة الأناضول للأنباء فإن مسؤولين بالجيش الأمريكي قالوا أن عملية اعتقال الرقيعي نفذتها “قوة دلتا” التابعة للجيش الأمريكي، والمسؤولة عن عمليات مناهضة الإرهاب في شمال أفريقيا، في حين قال آخرون لصحيفة نيويورك تايمز ، بأن قوات أمريكية خاصة شنت يومي الجمعة والسبت غارات في كل من ليبيا والصومال، مشيرين إلى أن الليبي تم اعتقاله خلال الغارة التي شنت على طرابلس، فيما لم يتم القبض على أحد أثناء الغارة التي شنتها تلك القوات في مدينة براوي الصومالية.
ومن جهة أخرى أكد مسؤولون صوماليون بوكالة الأناضول أن الحكومة الصومالية كانت على علم مسبق بالعملية، في حين لم تنفي السلطات الليبية ولم تؤكد بعد علمها بالعملية واكتفت مصادر أمنية ليبية بالقول بأن قوة أمريكية خاصة اعتقلت أبو أنس بالعاصمة طرابلس، دون أن توضح الجهة التي تم نقله إليها، وما إذا كان عملية اعتقاله قد تمت بالتنسيق مع السلطات الليبية أم لا.
والرقيعي مطلوب لدى الشرطة الفيدرالية الأمريكية منذ حوالي 15 سنة بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة والضلوع في تفجيري سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، بالإضافة إلى تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، مع العلم بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي ( إف بي آي) بالولايات المتحدة قد خصص مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
وفي هذا الصدد صرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، أن بلاده “لن تتوقف عن مطاردة الإرهابيين في أي مكان بالعالم، مهما قاموا بالاختباء، أو التخفي أو الهروب”، مؤكدا أن العملية كانت ناجحة تمكن الجيش الأمريكي خلالها من إلقاء القبض على أحد “أخطر الإرهابيين في العالم”، لافتا إلى أن نزار الرقيعي المعروف بأبي أنس الليبي، في يد السلطات الأمريكية الآن، وأن الليبي كان على رأس قائمة المطلوبين في العالم.
ومن جهته، وعلى هامش أعمال “منتدى التعاون الاقتصادي” الذي انعقد يوم الأحد في مدينة بالي بإندونيسيا، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن “الإرهابيين يمكنهم الهروب، ولكن لا يمكنهم الاختباء”، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة لن تتوقف أبدا في جهودها الرامية إلى محاسبة الذين يصرون على ارتكاب أعمال الإرهاب”، مضيفا أن “العملية الأخيرة في ليبيا ، تثبت أن أعضاء القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، يمكنهم أن يهربوا، ولكن لا يمكنهم أن يختبئوا”.
وأما في مقديشو، فقد قال مصدر استخباراتي في الحكومة الصومالية أن الغارة الأمريكية الأخيرة على مدينة براوي الساحلية (180 كلم جنوب العاصمة مقديشو) التي تمت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الماضي، استهدفت يمنيا يدعى “لقمان” (لم يعرف لقبه) وهو عضو بحركة الشباب المجاهدين، وذلك بسبب اتهامه بالتورط في الهجوم الأخير على المركز التجاري في نيروبي المعروف باسم “ويست غيت”، مضيفا أن “لقمان” لم يكن في المنزل وقت الهجوم، ولم يتم القبض عليه، وأما الشخص الآخر الذي استهدفته الغارة الأمريكية فهو –حسب المصدر الاستخبراتي الصومالي الذي طلب عدم ذكر اسمه- كيني من أصل صومالي يعرف باسم “عكرمة”، ويوصف بأنه من قادة المقاتلين الأجانب بالحركة، ورغم نجاح الوحدة المهاجمة في اعتقال 3 من حراسه الشخصيين فإنه قد تمكن من الفرار.
ويذكر أن مجموعة من المسلحين التابعين لحركة الشباب الصومالية (المقربة من تنظيم القاعدة) نفذوا نهاية الشهر الماضي عملية اقتحام لمركز “ويست غيت” التجاري في العاصمة الكينية المملوك نسبيا لإسرائيليين، حيث استخدموا قنابلا يدوية وأسلحة رشاشة، واشتبكوا لساعات مع قوات الجيش الكيني مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات