خلف انفجار، اليوم الجمعة، في مسجد شيعي بمحافظة القطيف شرقي المملكة العربية السعودية 20 قتيلًا وعشرات الجرحى وذلك حتى الآن، وسط أنباء عن إمكانية ازدياد أعداد القتلى الناجمين عن التفجير الانتحاري الذي أصاب المسجد.
فيما قالت وزارة الداخلية السعودية إن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في الحادث، إثر تلاقيها بلاغًا عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديح في محافظة القطيف، هذا وأوضحت الوزارة في بيان لاحق صدر بخصوص التفجير، أن التفجير تم أثناء أداء المصلين لشعائر صلاة الجمعة، في مسجد الإمام علي بن أبي طالب، ببلدة القديح، في محافظة القطيف، بعد أن قام أحد الأشخاص بتفجير حزام ناسف، كان يخفيه تحت ملابسه، ما أسفر عن مقتله مع عدد من المصلين في المسجد وإصابة آخرين، كذلك توعدت وزارة الداخلية في هذا البيان بملاحقة كافة المتورطين في الحادث، مؤكدة أن الحادث يستهدف النيل من وحدة النسيج الوطني السعودي.
من جهة أخرى باشرت الجهات المختصة مهامها في نقل المصابين إلى المستشفيات المحيطة، وبدورها استدعت الشؤون الصحية، طواقمها الطبية والتمريضية كافة، بغية التعامل مع ضحايا الحادث، كما ناشدت مستوصفات القديح الطبية، ومستشفى القطيف المركزي، المواطنين في المدينة بالتبرع بالدم، لإنقاذ المصابين.
هذا وقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصابين في الحادث أن الانفجار وقع في الركعة الأولى من من صلاة الجمعة، بينما لم تعلن أي جهة مسؤولياتها عن الحادث حتى الآن، ومن جهتها ذكرت مصادر طبية في القطيف أن أكثر من خمسين شخصًا أصيبوا في الهجوم بجراح متفاوتة الخطورة.
المنطقة الشرقية السعودية التي تشهد احتجاجات بين الحين والآخر ضد السلطات يقطن بها أغلبية الشيعة السعوديين،والجدير بالذكر أيضًا أن هذا اليوم يصادف ذكرى ولادة الإمام الحسين بن علي الذي يحتفل به الشيعة.
هذا الهجوم الذي يستهدف تجمعات شيعية في المنطقة الشرقية ليس هو الأول من نوعه في هذه الفترة المتوترة في المملكة، فقد قتل خمسة أشخاص في إطلاق نار في شهرنوفمبر من العام الماضي، وذلك أثناء خروجهم من حسينية شيعية في قرية “الدالوة” بمحافظة الإحساء شرقي المملكة، وقد أعلنت السلطات السعودية لاحقًا أنها اعتقلت عددا من المشتبه فيهم بضلوعهم في هذا العمل.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية تفاعلا مع هذا الحادث لا سما على موقع “تويتر” الذي ينشط عليه السعوديين بشكل ملحوظ، حيث تناقلوا الخبر فيما بينهم، مدينين ما حدث ومؤكدين أن مثل هذه الأعمال تستهدف تدمير النسيج الاجتماعي بين السنة والشيعة في المملكة، وقد ازدادت التعليقات على الخبر بعد تدشين هاشتاج #تفجير_ارهابي_في_القطيف.
تضامن المغردون مع ضحايا الحادث، وطالبوا بالقصاص من مرتكبيه أيًا كانوا، مغردين بأدعية على من قام بهذا العمل
اللهم انتقم ممن قام بهذا العمل المجرم
وارحم الشهداء
واحفظ السعودية وأهلها وأمنها
— أحمد الكندري (@eng_alkandari) May 22, 2015
في حين أشار مغرد على أن إيران هي من تقف خلف هذه الأحداث، حيث قال في تغريدة له: فتشوا عن إيران في كل ما يحدث من فتن في العالم العربي والإسلامي.
تغريدة للتاريخ:
فتشوا عن إيران في كل مايحدث من فتن في العالم العربي والأسلامي! #أنور_مالك #تفجير_ارهابي_في_القطيف pic.twitter.com/uiEbSfq4j3
— أنور مالك (@anwarmalek) May 22, 2015
وقد سار على نفس النهج الكاتب الصحفي “جمال سلطان” الذي غرد بتدوينة تقول أن من ارتكبوا جريمة تفجير المسجد أردوا عقاب المملكة العربية السعودية وليس الشيعة، مشيرًا إلى أن الإيرانيين ظلوا يتوعدوا السعودية بالرد على عملياتها العسكرية في اليمن طوال الأشهر المادية.
من ارتكبوا جريمة #تفجير_ارهابي_في_القطيف أرادوا عقاب السعودية وليس الشيعة ، والإشارات الإيرانية بالعقاب كانت مادة يومية طوال الشهر الماضي
— جمال سلطان (@GamalSultan1) May 22, 2015
في حين تناقلت حسابات بتويتر تغريدة بها دعوات للمواطنين بالمنطقة الشرقية لضبط النفس وعدم الانسياق وراء الدعوات الطائفية.
عاجل ?
إمام #مسجد_القديح يدعو الأهالي للتحلي بضبط النفس، وعدم الانسياق وراء الدعوات الطائفية#تفجير_إرهابي_في_القطيف #انفجار_مسجد_القديح
— خبر عاجل (@AjelNews24) May 22, 2015
وقد ذهب مغردون إلى أن من يقف خلف مثل هذا الحادث إنما يستهدفون السنة والشيعة على حد سواء وليست طائفة بعينها.
ربط مغردون في تدويناتهم هذا الحادث بعمليات السعودية العسكرية في اليمن، وقالوا أن هذه الأحداث ليست ببعيدة عن قصف نجران بقذائف الهاون من جانب “الحوثيين” كرد على الغارات الجوية السعودية عليهم، فقد ذهب هذا المغرد إلى أن المنفذ واحد والمستهدف واحد بحسب تغريدته.
#تفجير_إرهابي_في_القطيف هذا العمل الإرهابي الجبان لا يختلف أبداً عن قصف نجران بقذائف الهاون..
المنفذ واحد
والمستهدف واحد
— أبو شلاخ الليبرالي (@AboShla5Libraly) May 22, 2015
يذكر أن السعودية قد بدأت عمليات عسكرية في اليمن ضد جماعة أنصار الحوثي بهدف تقويض سيطرتهم على الأراضي اليمينة بعد اتهامهم بالانقلاب على الرئيس عبدربه منصور هادي، وقد ردت جماعة الحوثي على العمليات العسكرية السعودية باستهداف البلدات الحدودية السعودية مع اليمن وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، لذلك يرى البعض أن مثل هذه الأعمال هدفها تدمير الداخل السعودي بإثارة الفتن بين الطائفة السنية الأغلبية في السعودية والطائفة الشيعية، في ظل تصاعد النبرة الطائفية لدى مشايخ السنة في السعودية خاصة بعد انطلاق عملية “عاصفة الحزم”، وهو ما ذهب إليه أحد المغردين في تدوينته التي أكدت أن هناك تصاعد لخطاب الكراهية السني – الشيعي.
أصابع الاتهام تتجه إلى إيران حيث أن البعض يرى أن دولة إيران الداعم الرئيسي لجماعة الحوثي، والغريم الإقليمي للسعودية، ترد بهذا على إفشال السعودية لمخططاتها في اليمن، لذلك أرادت أن تنفذ عمل عدائي ضد الشيعة لإثاراتهم ضد الملك سلمان والسلطات السعودية.
فيما استبعد رأي آخر هذا التحليل الذي يتهم إيران، بعد الاتفاق مع معظم الآراء أن التفجير تم لأهداف طائفية، فلم يستبعد البعض ضلوع “تنظيم الدولة” في مثل هذا الحادث نظرًا لعدائهم مع الشيعة في العموم، خاصة مع تدوال أنباء عن وجود محاولات للتنظيم لتنفيذ عمليات عدائية داخل السعودية، إذ أعلنت السلطات السعودية في اسلابق أنها نجحت في ضبط خلية مرتبطة بـ تنظيم الدولة الإسلامية, تضم 93 شخصًا أغلبهم سعوديون, وخططت لمهاجمة أهداف بينها السفارة الأميركية بالرياض.