رغم استبعاد كل المرشحين المحسوبين على التيار المنفتح في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، فإن الفائز فيها أي حسن روحاني صنف من قبل وسائل الإعلام الإيرانية والعالمية على أنه من التيار المنفتح، انفتاح بدا حقيقة عبر خطابه الأخير في الأمم المتحدة وعبر بعض التصريحات التي أدلى بها روحاني أو وزراؤه والمتحدثون باسمه، ولكنه لم يتحول بعد إلى أفعال.
روحاني الذي علقت وسائل إعلام أمريكية كثيرة آمالا كبيرة عليه، وبادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى إجراء مكالمة هاتفية تاريخية معه، لا يوجد في تاريخه أي أثر للانفتاح أو على الأقل لرفض التشدد، فروحاني عضو في مجلس الشورى الإيراني طيلة عشرين سنة مضت، واختاره آية الله الخميني ليمثله في إعادة تشكيل الجيش الإيراني إثر الثورة، وشغل منصب سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي وترأس لجنة السياسة والدفاع والأمن في مجمع تشخيص مصلحة النظام لمدة 16 عاماً متتالية.
وهو أيضا رئيس لجنة الرقابة على الإعلام، وخلافا لما قد يفهم من الصورة التي رسمت له من خلال وسائل الإعلام الإيرانية والعالمية والتحركات الدبلوماسية الأمريكية والإيرانية، فإن روحاني كان قائد لقوات الدفاع الجوي الإيرانية أيام الحرب ضد العراق، وخلال السنوات التي كانت فيها إيران ورؤساؤها يوصفون بالتشدد والتطرف وبمعاداة الغرب وبالدكتاتورية تجاه الإيرانيين، شغل روحاني منصب مستشار لرئاسة الجمهورية لشؤون الأمن لمدة ثلاثة عشر عاما.
وعلى عكس ما قد يتوقع، فإن الانفراجة التي شهدها الملف النووي الإيراني في الشهر الأول لتولي حسن روحاني، لم يكن سببها تغيرا في السياسة الإيرانية، فروحاني شغل منصب كبير المفاوضين النوويين في إيران لسنتين متتاليتين، الأمر الذي يؤكد أن قرب الوصول إلى حل في خصوص الملف النووي الإيراني لا علاقة له بتغير عاشته إيران وإنما لتغير قررته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
البعض يصفون ما يروّج حول توجه جديد لإيران ب”البروباغندا” السياسية، جاك دورساي، أحد مؤسسي تويتر، والذي يتابع صفحته الخاصة على تويتر أكثر من 2.5 مليون شخص، كتب مساء الثلاثاء الماضي تغريدة موجهة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيها: ” الرئيس حسن روحاني، مساء الخير، هل بإمكان المواطنين في إيران أن يقرؤوا تغريداتك؟”، سؤال يبدو أنه أحرج روحاني وجعله يتهرب من الإجابة المباشرة فكتب: “مساء الخير جاك، كما أخبرت آمانبور(صحفي بال سي أن أن)، جهودي تهدف إلى تهدف إلى تمكين شعبي من الوصول إلى كل المعلومات بكل أريحية، وذلك حقهم”.
سؤال محرج، تجاوز الوقوف عند تاريخ روحاني وافترض صدق أقواله، وطالب بفعل عملي يؤكد توجه الإدارة السياسية الجديدة لإيران نحو تحقيق وعودها المتعلقة بفتح باب الحريات العامة وبتمكين الإيرانيين من الوصول إلى العالم عبر وسائل التواصل المختلفة، فكان جوابه صريح من طرف وزير الاتصالات الإيراني محمود واعظي الذي أعلن أنه ليس مقررا إجازة استخدام موقعي “تويتر” و “فايسبوك”، رافضا التعليق على وجود حسابات تويتر وفايسبوك لمسؤولين إيرانيين رسميين، من بينهم رئيس الجمهورية حسن روحاني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والمرشد الأعلى أية الله علي خامنائي، حيث أجاب واعظي على تساؤلات الصحفيين عن وجود هذه الحسابات: “اسألوهم”.