في محافظة إدلب، يعرفون باسم “الغرباء على الخيول”، ضمن صفوف جبهة النصرة، يعرفون بـ “أصدقائنا”، في أوروبا وأمريكا، التنظيم الجهادي الصغير المعروف بـ “خراسان”، ويتم إلقاء اللوم عليهم بالتخطيط لمهاجمة الغرب.
يبدو أن الجميع متفقون على شيء واحد: السرية العالية للتنظيم في شمال سوريا هي أحد أسرار الحرب الأهلية السورية، هذا الأسبوع، قال زعيم جبهة النصرة إنه لا يوجد تنظيم اسمه خراسان، وقال إنه يوجه من قيادة القاعدة المركزية لتركيز قدرات التنظيم في سوريا.
ملاحظات أبي محمد الجولاني، في مقابلة له على الجزيرة، كانت المرة الأولى التي تتحدث بها النصرة – التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة، واللاعب المؤثر في الحرب السورية – حول خراسان، التي تتهمها أمريكا بالتعاون مع النصرة لاستهداف المصالح الغربية خارج سوريا.
رفضت هذه الملاحظات مباشرة من المسؤولين الغربيين وسكان إدلب، قياديان كبيران إسلاميان بعلاقات وثيقة بالنصرة أوجزوا للغارديان خلال الأسابيع الماضية فهمهم لتنظيم خراسان وعلاقاته الوثيقة بالتنظيمات الجهادية الأصلية.
قال أحد القياديين “حتى الآن، لم يريدوا شيئًا من الحرب السورية، وكل ما أرادوه استخدام سوريا كملعب لما يريدونه في مكان آخر، هذا مختلف الآن، في الهجوم على إدلب لعبوا دورًا رئيسًا، فقد نسقوا معظم الهجمات الخطيرة، بدونهم، لم تكن إدلب لتسقط”.
الادعاء أن خراسان لعبت دورًا رئيسًا في مساعدة العناصر الجهادية والثوار في المعارضة السورية للسيطرة على مدينة رئيسة يمثل المرة الأولى التي يكون بها أي مسؤول في حالة استعداد للاعتراف بالعمل لجانب التنظيم، قال القيادي “إنهم سر كبير كما تعلم، يعملون مباشرة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري”.
حتى الآن، كل السكان والجهاديين الذين قابلتهم الغارديان رسموا صورة لبنية متحكم بها عن بعد وغير قابلة للاختراق بقيت لنفسها، وأعضاؤها انتقلوا لتجنب الضربات الجوية الأمريكية.
في الليلة الأولى للحملة التي قادتها أمريكا لمهاجمة تنظيم الدولة في سبتمبر الماضي، ثلاث قواعد لجبهة النصرة وتنظيم جهادي آخر، أحرار الشام، تلقوا هجمات في الغارات البدائية، قتلت الهجمات أكثر من 70 مسلحًا، وادعت واشنطن أنها ضربت خلايا قادة ينتمون لخراسان، كانوا يحملون مهمات باستهداف مناطق خارج سوريا.
كلا التنظيمين نفى أية علاقات بخراسان، وتعهدوا بالثأر من أمريكا، مسؤولو النصرة ادعوا أنهم لم يسمعوا بخراسان، مما دفع بأمريكا بالادعاء أنها تراقب نمو الحركة لأكثر من عامين، بينما بدأ وسط المعارضة بالانقسام والتطرف في أجزاء من شمال سوريا، مواطنان محليان يقولان إن الأشخاص بدأوا يشيرون لـ “الغرباء مع الخيول” أول مرة في ريف إدلب بداية 2013.
قال أحد الرجال: كانوا من كل الأماكن التي تنتهي بـ “ستان”؛ أوزبكستان، أفغانستان، طاجكستان، وأماكن مثل ذلك، مضيفًا أنهم “كانوا يرتدون مثل مجاهدي أسامة بن لادن، وينامون في الغابات مع خيولهم بجانبها، خيول كبيرة جميلة، لم يريدوا شيئًا منا، أو من التنظيمات المعارضة”.
مواطن آخر قال إن التنظيم كان يعرف محليًا بـ “خراسان” في نهاية 2013، قائلاً “أنه أصبح من الصعب معرفة من معهم مباشرة ومن مع النصرة، فقد أصبحوا يتشابهون”، مشيرًا إلى أنه “حتى حين ضرب الأمريكيين لهم، لم نكن نعرف ما الذي يريدونه، ولا زلنا لا نعرف”.
أكد قيادي جهادي للغارديان أن زعيم التنظيم كان محسن الفاضلي، أحد مقاتلي القاعدة الذين سافروا إلى سوريا في بداية 2013، مع عدد قليل من أعضاء داخلة أيمن الظواهري الداخرية، تدعي الحكومة الأمريكية أن الفاضلي، الكويتي، كان أحد المقربين من بن لادن الذين علموا بهجمات ١١ سبتمبر قبل تنفيذها.
ادعى البنتاغون أنه قتل الفاضلي في هجمة جوية في 22 سبتمبر، لكنه قال لاحقًا أنه نجا من الضربة، جهادي فرنسي، ديفيد درغيون، اعتقد أنه أصيب بشدة، ناقدون للقرار الأمريكي لقتال داعش في سوريا والعراق يشيرون إلى غياب المعلومات تمامًا عن خراسان قبل الضربات الجوية، ويدعون أن ظهورها كان نسقًا مناسبًا لتبرير التدخل.
المسؤولون المحليون، مع ذلك، يقولون إن التنظيم يجمع قوته منذ 2014، مسؤول رسمي قال إن رؤساء خراسان على حركة دائمة لتجنب الضربات الجوية، قال “حيثما ذهبوا يبحث عنهم الأمريكيون، منازلهم يتم قصفها طيلة الوقت”.
وأضاف “أنا لا أشك أنهم يخططون لشيء خارج سوريا، لكن هذا من المستحيل معرفته، ليس هناك سوريون يعملون مباشرة معهم، الرجال الكبار فقط من القاعدة، لأكون صادقًا، عندما عملوا مع النصرة في إدلب، كانت هذه المرة الأولى”.
بإنكار الخراساني لوجود خراسان، أو ارتباطه بأي مخططات لهجمات خارج سوريا، بدا الجولاني وهو يضع النصرة كتيار جهادي أكثر قبولًا، بعيدًا عن التوحش غير المقبول لداعش، إلا أن المسؤولين الغربيين يقولون إن خراسان تظل قريبة من رأس قائمة التهديدات المحتملة لأمريكا وبريطانيا وأوروبا، بعدم وجود إشارة حول أي أوامر من الظواهري بتسهيل التهديد.
قال القيادي الثاني المنتمي للنصرة “هم أكثر ظهورًا من قبل، الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو أن لا أحد يريد الحديث عنهم”.
المصدر: الغارديان / ترجمة: التقرير