أعلن ناشطو المعارضة في سوريا أن كتائب الثوار استولت على بلدة “خان العسل” الواقعة غربي محافظة حلب شمالي سوريا بعد معارك عنيفة دامت أسابيع.
خان العسل قرية في منطقة جبل سمعان في محافظة حلب في سوريا، تقع في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب.
بدأت القصة عندما تقدمت كتائب الثوار في بلدة خان العسل الشمالية السبت 20 تموز، وبدت قريبة من السيطرة على واحدة من آخر البلدات الباقية تحت سيطرة قوات الأسد في الجزء الغربي من محافظة حلب.
وفي مساء الأحد 21 تموز، بدأت ألوية الجيش الحر معركة تحرير “خان العسل” بالسيطرة على بلدة متاع، مقر قيادة قوات النظام في المنطقة، وأتبعتها بالسيطرة على منطقة السماقية شرق المدينة. وواصل الجيش الحر عملياته بالمنطقة بتنسيق تام بين كل فرقه مقاتلة مع غرفة عمليات خان العسل، ليخوض معارك شرسة مع قوات النظام، ليسيطر على الحارة الجنوبية والحارة الشمالية من البلدة، ومن بينها مبان قيادية، إضافة إلى السيطرة على منطقة مساكن الصحفيين، قبل أن يتقدم باتجاه الجزء الغربي من المدينة، ليعلن بذلك سيطرته الكاملة على خان العسل.
كما تمكن مقاتلو الجيش الحر أيضًا من إصابة طائرة حربية فوق خان العسل سقطت فى منطقة الراشدين الجنوبية. وبحسب قائد العملية فقد سقط أكثر من 60 قتيلًا من قوات النظام، بينهم العديد من ضباط العمليات، واغتنم الثوار في هذه المعارك العديد من الآليات العسكرية من جنود النظام.
ويأتي خبر تدمير ضريح خالد بن الوليد في حمص ونبأ الكمين الذي أودى بحياة 49 مقاتلًا من المعارضة في عدرا شمال دمشق للتغطية على خبر سقوط “خان العسل” بيد الثوار، وسحب الاضواء من هذا الحدث الهام، وذلك بحسب تحليل الخبير العسكري والاستراتيجي العميد صفوت الزيات والذي أدلى به لقناة الجزيرة الإخبارية.
ويرى العميد الزيات في تحرير خان العسل “إنجازًا كبيرًا” ودليلًا على أن معركة حلب قد اقتربت من الحسم. ويضيف: السؤال الكبير الآن بعد خان العسل هو أكاديمية الأسد العسكرية التي تبدو محصورة من جهتي الشرق والغرب. في إشارة إلى أن الأكاديمية المذكورة وهي أحد آخر معاقل النظام في حلب تبدو الوجهة المناسبة للثوار بعد “خان العسل” والأسهل من وجهة نظر عسكرية.
وقالت صحيفة اليوم السابع المصرية إن أهمية سقوط خان العسل تكمن فى أنها المفتاح للطريق إلى منطقة الحمدانية، لاسيما أنها تشكل المعقل الأخير لقوات النظام فى الريف الغربي للمدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ضباطًا في جيش النظام انسحبوا من بلدة خان العسل بعد حصار من مسلحي المعارضة. وبث ناشطون مقاطع فيديو على مواقع الانترنت لدبابات تابعة للجيش أثناء انسحابها من المدينة، كما أظهر تسجيل آخر قائدًا مقتولًا قالت المعارضة إنه كان قائد قوات النظام التي كانت تقاتل في البلدة التي ظلت محاصرة لأسابيع. وكانت قوات الأسد قد ردت على زحف المعارضين على خان العسل بسلسلة من الغارات الجوية في المنطقة.
وحاولت كتائب الجيش الحر مرارًا الاستيلاء على هذه البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية خلال الأشهر الماضية، وتمكنت من السيطرة على بعض المواقع من دون أن تنجح في بسط سيطرتها عليها.
يذكر أن أبرز المعارك في خان العسل وقعت في مطلع آذار الماضي عندما سيطر المقاتلون المعارضون على مدرسة الشرطة الواقعة عند طرف البلدة بعد معركة تكبد خلالها الطرفان حوالي مئتي قتيل واستغرقت ثمانية أيام، كما سيطر الثوار على أجزاء اخرى من البلدة ليخسروها بعد أيام قليلة.
وفي 19 آذار الماضي، تبادل النظام والثوار الاتهامات بإطلاق صاروخ يحمل ذخيرة كيماوية على خان العسل مما تسبب في مقتل حوالي ثلاثين شخصًا، وسط تضارب في المعلومات حول حصيلة الضحايا.
وتفيد تقارير بأن الجيش النظامي، الذي يحاصر مدينة حلب، يواجه مقاومة شرسة من مسلحي المعارضة الذين يشنون هجمات مضادة تسفر عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف جيش النظام.
المصدر: مركز مسار الإعلامي