يعتبر اليوم الأحد الموافق 31 مايو 2015 آخر أيام المدة التي حددها المجلس الأعلى للانتخابات للأتراك المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التركية، وكان المجلس قد حدد فترة اقتراع الأتراك المقيمين في الخارج ما بين 8 مايو إلى 31 مايو.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في خارج البلاد للانتخابات البرلمانية 2 مليون و867 ألف و658 شخصًا، وتنظم الانتخابات في 54 دولة حول العالم.
وحسب إحصاءات الدولة التركية فإن عدد الأتراك المقيمين في الخارج 5 مليون تركي يقطن منهم 4 ملايين أوروبا الغربية و300 ألف في أمريكا الشمالية و200 ألف في الشرق الأوسط و150 ألف في أستراليا.
وقد أظهرت المعطيات التي نشرتها وكالة الأناضول أن عدد الناخبين الأتراك في الخارج الذين قاموا بالإدلاء بأصواتهم منذ الـ 8 من يوليو حتى الـ 30 من يوليو بلغ 744 ألف و543، وتبلغ نسبتهم حوالي 26% ممن يحق لهم التصويت في الخارج، وتبدو هذه النسبة كبيرة مقارنة بتلك التي جرت في الـ 10ر من أغسطس العام الماضي والتي بلغت فيها نسبة الناخبين حوالي 8.37% وهي نسبة ضئيلة للغاية أثارت حفيظة الأحزاب التي عزت ضعف المشاركة إلى الطريقة المعقدة للتصويت والتي تُجبر الناخب على أخذ موعد مسبق باليوم والساعة للإدلاء بصوته، مما حدى المجلس الأعلى للانتخابات بإلغاء هذه الطريقة وفتح باب الانتخاب بدون أي تقييدات.
وبلغ عدد أصوات الأتراك المقيمين في ألمانيا قبل يوم من إغلاق الصناديق 450 ألف و153 صوتًا بزيادة تبلغ أربع أضعاف عن تلك النسبة في الانتخابات الرئاسية، وتعتبر نسبة الأصوات التي تم الإدلاء بها في ألمانيا الأعلى من بين الدول التي يجري فيها الاقتراع.
وبلغ عدد الأصوات في الولايات المتحددة الأمريكية 14 ألف و572 صوتًا، وفي النمسا 34 ألف و366 صوتًا، وبلجيكا 42 ألف و157، وفرنسا 107 ألف و55 صوتًا، حسب معطيات وكالة الأناضول.
وتسعى الأحزاب المشاركة في الانتخابات للحصول على نسبة عالية بين الأتراك المقيمين في الخارج، حيث تمثل كتلة الأتراك في الخارج 3 – 4% من مجمل الأتراك الذين يحق لهم الاقتراع، ويعتبر حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي الأوفر حظًا لنيل أصوات الناخبين الأتراك المقيمين في الخارج.
وقد أجرى حزب الشعوب الديمقراطي حملة واسعة لنيل أصوات الناخبين الأتراك في الخارج وصرح أكثر من مصدر في الحزب أن هدف الحزب حصد 400 ألف صوت من المغتربين والتي تزيد من حظوظه في تجاوز عتبة الـ 10%، وإن استطاع الحزب الحصول على هذا العدد من الأصوات فقد توفر له حوالي 1% من مجمل الأصوات، رغم أن أصوات الأتراك المقيمين في الخارج تحسب بطريقة خاصة بعد فرز الأصوات كاملة في مساء الـ 7 من يونيو القادم.
عرض للنسب التي يجب على حزب الشعوب الديمقراطي الحصول عليها في الداخل والخارج لتجاوز عتبة الـ 10%:
وقد حصل صلاح الدين ديمرطاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطي على نسبة 9.5% في الانتخابات الرئاسية وبلغت نسبت الأصوات التي حاز عليها في الخارج 22 ألف و582 صوت بنسبة 9.78%، وإن حاز حزب الشعب الديمقراطي على هذه نسبة 9 – 9.5% وبقيت نسبة المشاركة في نفس معدلها السابق فإن الحزب سيحتاج إلى ما بين 229 ألف – 489 ألف صوتًا من الأتراك المقيمين في الخارج.
من جهة أخرى صرح حزب العدالة والتنمية أنه يقوم بفعاليات حملته الانتخابية في كل الدول التي ستجري فيها الانتخابات للأتراك المقيمين في الخارج ليعزز بذلك انتصاره في الانتخابات الرئاسية في الخارج، حيث حصل أردوغان على نسبة 62.30% من أصوات الناخبين الأتراك في الخارج.
وتعتبر نتائج الانتخابات البرلمانية التركية في الخارج مهمة لحزب العدالة والتنمية في سباقه الحالي ليس من ناحية التأثير على نتائج الانتخابات العامة فقط، بل بما يحمله انتصار حزب العدالة والتنمية بين الأتراك في الخارج من قيمة معنوية مهمة تضاف إلى رصيد الحزب خصوصًا في هذه الفترة الحرجة والمهمة من تاريخ تركيا.