دخل تنظيم الدولة الإسلامية في سرت إلى قاعدة القرضابية الجوية في مدينة سرت وسط ليبيا ومشروع النهر الصناعي بالمدينة، الجمعة بعد انسحاب الكتيبة 166 مشاة المكلفة من المؤتمر الوطني العام بحماية وتأمين سرت في فبراير الماضي.
من جهتها أعلنت الكتيبة 166 على لسان قادتها العسكريين في تصريحات صحفية رسمية أو على صفحاتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن الانسحاب كانت نتيجة تكتيك وإعادة انتشار القوات والآليات وليس هزيمة عسكرية على يد التنظيم.
بوابة الستين
فجر انتحاري نفسه ببوابة الستين الواقعة في الحدود الإدارية لبلدية مصراتة في 21 من مايو الجاري، مما أسفر عن سقوط قتيل وجرح آخرين، مما دعا المجلس البلدي إلى إصدار بيان استنكر فيه عملية الهجوم، داعيًا المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ الوطني والمؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لهما إلى دعم الكتيبة 166 مشاة.
أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية نوري أبو سهمين قرارًا قبل عملية بوابة الستين بيوم واحد أمر فيه رئاسة الأركان التابعة له ووزير الدفاع بالعمل على دعم الكتيبة 166 في مدينة سرت، كونها تواجه خطرًا داهمًا في وسط ليبيا، من المحتمل أن ينتقل وبقوة إلى غربها، وأكد مصدر من الكتيبة 166 – فضل عدم ذكر اسمه – أن الخلاف المعلن بين المجلس البلدي مصراتة والمؤتمر الوطني العام أثر بشكل مباشر على الحرب في مدينة سرت بين تنظيم الدولة الإسلامية والكتيبة 166.
وأفاد بأن انسحاب الكتيبة من قاعدة القرضابية ومشروع النهر الصناعي لم يكن تكتيكًا عسكريًا أو إعادة انتشار كما صرح بعض قادة الكتيبة، بل يرجع ذلك إلى عدم دعم المجلس البلدي مصراتة والمجالس العسكرية والكتائب الدائرة في فلكه الكتيبة 166 بكتائب أخرى مسلحة.
وأضاف المصدر أن جغرافية مدينة سرت واسعة ومترامية الأطراف وتحتاج إلى عدة كتائب تنتشر في نقاطها الحيوية والرئيسية لمنع التموين والاتصال والدعم عن تنظيم الدولة الإسلامية الذي بدأ يستفيد من المتناقضات السياسية والجغرافية لمدينة سرت في صالح إعادة انتشاره.
تناقضات المؤتمر الوطني وبلدي مصراتة
وصرح المصدر بأن أطرافًا بالمجلس البلدي مgصراتة وبعض الكتائب الأخرى تحاول إلقاء اللائمة على المؤتمر الوطني العام في انسحاب الكتيبة 166 وتراجع دورها العسكري والأمني بسرت لتصفية حسابات سياسية وإحراج المؤتمر الوطني أمام الرأي العام العالمي والمحلي.
وقال المصدر إن آمر الكتيبة محمد الحصان أكد في اجتماع ضم المجلس البلدي مصراتة والمجلس العسكري والمنطقة العسكرية وعدد من الكتائب التي تتبع المنطقة العسكرية، أن المؤتمر الوطني دعمه بخمسة مليون دينار، وأنه بحاجة إلى دعم قوات وليس أموال.
وضع عسكري متأرجح بين تنظيم الدولة الإسلامية في سرت والكتيبة 166 يستفيد منه قائد عام جيش البرلمان خليفة حفتر، الذي ترك منطقة وسط ليبيا ساحة صراع بين خصومه.