ترجمة من الإيطالية وتحرير نون بوست
بالإضافة للصعوبات الكبيرة التي يواجهها نظام بشار الأسد على مختلف جبهات القتال، تعاني حكومته أيضًا من صعوبات اقتصادية كبرى بسبب فقدان مناجم الفوسفات وآبار النفط التي أصبحت كلها تحت سيطرة تنظيم داعش، ويشتد الخناق أكثر على هذا النظام مع كشف صحيفة تركية مؤخرًا شريط فيديو يظهر دعم تركيا للمعارضة السورية بكميات كبيرة من السلاح.
وبينما ينهار النظام السوري مفسحًا المجال لتنظيم داعش ليبسط سيطرته على مناطق جديدة في سوريا، كثف التحالف التركي السعودي، الذي لم يكن ليخطر على بال أحد قبل فترة قصيرة، من دعمه المالي والعسكري للمعارضة السورية المعتدلة، لتضيق الكماشة أكثر على بشار الأسد، هذه الأموال والأسلحة تستفيد منها عدة فصائل معارضة، من بينها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي الفصيل الأبرز في المواجهات الدائرة ضد قوات النظام في الشمال الغربي.
وقد نشرت صحيفة جمهورييت التركية تسجيلاً يظهر إرسال جهاز المخابرات لكمية كبيرة من الأسلحة نحو سوريا من بينها حوالي ألف قذيفة، وألف قنبلة يدوية، وخمسين ألف بندقية وثلاثين ألف مدفع رشاش.
ولا تعد هذه المستجدات مفاجئة بالنسبة للكثير من الملاحظين، بل هي مجرد تأكيد لما يروج حول سعي الحكومة التركية والنظام السعودي للمساعدة على إسقاط بشار الأسد، وكسر التحالف بين دمشق وطهران، وقد تعقدت الأمور كثيرًا بالنسبة للنظام السوري بعد خسارته لمحافظة إدلب بالكامل، حيث أصبحت هذه المحافظة المحاذية للحدود التركية تحت سيطرة جيش الفتح، الذي يمثل تحالف عدة مجموعات معارضة على رأسها جبهة النصرة، بالإضافة لخسارة مدينة تدمر، التي سيطر عليها تنظيم داعش الذي استفاد من كميات كبيرة من الأسلحة التي حصل عليها من ثكنات الجيش العراقي بعد سيطرته على مدينة الرمادي.
ومع توالي الضربات الموجعة التي يتعرض لها النظام، أصبح الدعم الذي يتلقاه من عناصر تنظيم حزب الله الشيعي مصيريًا لمواصلة القتال، خاصة مع الإرهاق الذي أصاب جنود النظام، وتراجع معنوياتهم وتعدد الانشقاقات.
يضاف إلى هذه الصعوبات المتزايدة على أرض المعركة، الحالة الاقتصادية الكارثية التي تعاني منها البلاد بسبب الحرب بين النظام والمعارضة، وفي ظل فقدانه لأغلب موارده الطبيعية والمنجمية، يبدو النظام عاجزًا عن مجابهة مصاريفه الأساسية، ومعتمدًا بشكل كلي على المساعدات الإيرانية.
ومن أبرز المواقع التي أثرت خسارتها في موارد النظام، منجمي الشرقية وخنيفس، الواقعان على بعد 50 كيلومترًا من جنوب غرب مدينة تدمر، حيث ينتج الأول حوالي 3 مليون طن سنويًا من الفوسفات، والثاني 850 ألف طنًا، وقد كانت سوريا قبل الثورة خامس أكبر مصدّر للفوسفات في العالم، بينما لم تبع في الربع الأول من سنة 2015 أكثر من 408 ألف طن.
كما بدأ إنتاج النفط يتراجع أيضًا، فالصادرات انخفضت لتصل إلى أقل من نصف الكمية التي تم إنتاجها في الثلث الأول من سنة 2011، والتي قدرت بحوالي 988 ألف طنًا، ما ضمن لدمشق عائدات مالية بلغت 3.8 مليار دولار، ولكن في سنة 2013 نجح تنظيم داعش في السيطرة على كل حقول النفط في محافظة دير الزور، وفي شهر ديسمبر الماضي نجح هذا التنظيم في إنتاج 80 ألف برميل نفط يوميًا، مقابل إنتاج النظام لـ 17 ألف برميلاً، ومع نهاية سنة 2014 انخفض إنتاج النظام إلى 9329 برميلاً يوميًا بعد أن وصل في سنة 2010 إلى 380 ألف.
كما نجحت عناصر تنظيم داعش خلال الأسبوع الماضي في السيطرة على حقل نفطي آخر في جزل، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 2500 برميل يوميًا، أما حقول إنتاج الغاز الطبيعي فهي ماتزال تحت سيطرة النظام، ولكن ليس بشكل كلي، وقد انخفضت القيمة الإجمالية للصادرات السورية من 11.3 مليار دولار في سنة 2010 إلى 1.8 مليار دولار في سنة 2014، بحسب صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، وقد تكفلت طهران بتغطية حصة من هذا العجز الهائل في الميزانية، بلغت قيمتها 4.6 مليار دولار.
المصدر: صحيفة المانيفستو الإيطالية