قال الرئيس الإسرائيلي رفيلين ريبليين إنه لا يعارض إجراء أي مفاوضات مع حركة حماس، مضيفًا أنه لا يهمه عمن يتحدث وإنما ما يهمه هو حفاظ أمن المواطنين الإسرائيليين.
لقد سمعت كلامك أنا مواطن فلسطيني لا أنتمي إلى حماس أو أي حزب، أنا لا يعنيني من يكون في القيادة الفلسطينية، يعنيني من يقدم لي كفلسطيني الخير وأشعر معه أني في أمان على وطني، من يقدم أكثر يحصد حب الجماهير، لكن من يثق في كلامك سيد ريفلين، كيف نثق بكم وأنتم تفاوضون الفلسطينيين 20 عامًا لم يجد منكم الشعب الفلسطيني سوى مزيد من الإرهاب والإجرام وابتلاع الأراضي وتهويد القدس، لماذا لم تحققوا الأمان وإعطاء دولة للشعب الفلسطيني كيف يثق بكم الشعب؟!
أنتم من وقعتم مع مصر تفاهمات صفقة شاليط ثم عدلتم عنها واعتقلتم من أطلقتم صراحهم، كيف يثق بكم الشعب الفلسطيني وأنتم صباحًا ومساءً تقولون لن يكون هناك دولة اسمها فلسطين، برنامج حماس واضح ولا يقوم على إجراء مفاوضات مع الاحتلال خاصة وأن المفاوضات التي أجرتها منظمة التحرير منذ سنوات ماذا كسبت، لا شيء، بل أنتم اتخذتم من المفاوضات وسيلة جيدة في ابتلاع ما تبقى من الأرض، لكن لا ننكر أن هناك مفاوضات سابقة جرت بين الحركة وإسرائيل ولكنها كانت غير مباشرة من أجل تحرير الأسرى.
ما يتفوه به ريفلين ريبليين عبارة عن خبث سياسي ومحاولات لابتزاز رئيس السلطة محمود عباس من أجل العودة إلى مربع المفاوضات “العبثية” ولمزيد من التنازلات واستمرار التنسيق الأمني.
أما فيما يخص حماس وإسرائيل، التفاوض المباشر مع الاحتلال يعني الاعتراف بوجوده، لأن المشكلة الأساسية بين حماس والاحتلال هي مشكلة وجود، يبني كل منهما مشروعه الوجودي على إنهاء الآخر، لكن مع كل ما ذكرناه لا يوجد شيء مستحيل أو محرم في السياسة لقد شاهدنا وقرأنا كثير من التفاهمات حتى بين أمريكا وطالبان، بين أمريكا وفيتنام ولكنها تبقى تفاهمات لا تمس الجوهر والقضية، تفاهمات فرضتها الحرب بين الطرفين منها ما يخص إسرائيل مثل الأسرى ومنها ما يخص الفلسطينيين وإنقاذ أهل غزه بعد أن رفضها الأخ قبل العدو وحاصرها من يقع على عاتقه حمايتها، ماذا تفعل مصر الشقيقة تجاه أهلنا في غزة، كلنا يعرف ماذا يحدث حتى في الحروب، من أصول الانتصار ألا تحاصر عدوك، اجعل له منفذًا للانسحاب أو وسيله للتفاهم.
إذا اعتبرت مصر أن حماس عدوها لما تعانيه من اإخوان في مصر وهو شأن داخلي ليس لحماس أي طرف فيه، كذلك هناك خوف إسرائيلي من حماس من وجودها ومن عدم وجودها، مفارقه عجيبة تحكم إسرائيل، لأن استمرار خنق أهل غزه قد يفتح المعركة من جديد مع حماس على أسوأ مما كان، وإضعاف حماس قد يجعل داعش تحكم غزة، اسمع هذا التصريح مليء في الخبث السياسي دعا رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابق، أو ما يُعرف بـ”الموساد،” إفرايم هالفي، إلى تفاوض إسرائيل مع حماس، لافتًا إلى أن ذلك يعتبر خيارًا صعبًا ولكن يوجد هناك خيارات أكثر صعوبة.
وقال هالفي في مقابلة مع CNN: “لا شك أن خيار التفاوض مع حماس خيار سيء، ولكن هناك خيارات أسوأ من ذلك، نحن نعلم ما قد يكون بعضها وخصوصًا أحدها، داعش، التي تقوم بعمليات الآن في شمال ووسط العراق لها مخالب في قطاع غزة”، لافتًا إلى أن داعش أو ما يُعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام تقوم بتجنيد عناصر لها في غزة تمامًا كما تفعل في أوروبا.
وتابع هالفي قائلاً: “كان لنا دورات مع حماس سابقًا وانتهت هذه الدورات باتفاقيات أو ترتيبات معهم إذا صح التعبير، ولكنها كانت عبارة عن مفاوضات وما قمنا به فيما يتعلق بملف الجندي شاليط فهذا يعتبر تفاوضًا مع حماس، أنا أقول كلامه ليس صحيحًا لأن الراعي والطرف الثالث كان مصر هو الوسيط في هذه التفاهمات، رغم أن الطرفين (حماس وإسرائيل) يعتبر كل منهما الآخر عدو وجودي وموقف حماس من التفاوض المباشر مع إسرائيل يخالف مبدأ حماس، بل يتناقض مع ميثاقها، لأنه يمثل اعترافًا مباشرًا بالاحتلال ويقرّ له بالأرض الذي يحتلها”.
كذلك لداعش كثير من العناصر ذهبوا من إسرائيل نفسها وهم الآن من النواة الصعبه لداعش، لكن الظروف قد تساعد في تفاهمات بين حماس وإسرائيل حماس تهدد إسرائيل والحرب لم تنته ولدى حماس أسرى إسرائيليين، وفي الجانب الآخر خوف مطلق من شيء اسمه غزة، كيف تتفاوض إسرائيل لإطلاق سراحهم وإرجاع شيء من الهدوء إلى كيانها خاصة غلاف غزة المدمر، والشعب الإسرائيلي لا يريد الرجوع إلى مدنه قبل أن تقول حماس كلمتها، تتصل مع إناس في المريخ لكي يتفاهموا مع حماس ماذا يريدون، لا بد من طرف ثالث للتفاوض ونقل ما يريده كل طرف، نذكر أن حركة “حماس” التي تعرضت لثلاثة حروب متتالية منذ العام 2008 وحصار لايزال مستمرًا منذ أعوام من أجل أن تغير موقفها من اتفاقات أوسلو، واتهمتها حركة “فتح” بأنها عدمية واشترطت عليها الاعتراف باتفاقات أوسلو لدخول منظمة التحرير، لكن “حماس” ظلت ترفض كل تلك المطالب وتؤكد تمسكها بمبدأ المقاومة كخيار إستراتيجي لطرد الاحتلال.
لو أرادت حماس أن تلعب في السياسة كما يفعل الآخرون لوجدتم خالد مشعل وهنية جالسين مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض وجميع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية تتحدث عنهم وعن إنجازاتهم العظيمة في تحرير البشرية من العبودية وأنهم السبب الرئيس في ولادة السيد المسيح وهم من أنقذ اليهود من جبروت فرعون.
التفاهمات بين حماس وإسرائيل تكتيكية وليست إستراتيجية كما يتبناها البعض، فالسلام بين الشعوب لا يأتي فقط عن طريق الكلام، السلام سيد ريفلين يريد شجاعة حقيقية من الجميع لكي يعيش الجميع في سلام، ولكن في ظل حكومة إسرائيلية يمينية لا تؤمن بالسلام أو بأي حق للفلسطينيين، بل إن نتنياهو يصرح أن المبادرة العربية ماتت، ستكون هناك مزيد من الحروب التي لا نحبها والتي لا يرغب بها أحد، ولكن هذا هو ما كُتِب في التاريخ أن الحرب يصنعها المغامرون ويكتوي بنارها الجميع، اقول لكم شيء لا أحد يحب الحرب، الإنسان هو الإنسان أكان مسلمًا أو يهوديًا أو مسيحيًا أو أي دين وأي جنس وعرق يحب الأمان والسلام والاستقرار، لكن كتب على الفلسطيني لا أمان له إلا بالكرامة ولا سلام إلا بالسلاح، حتى ولو كان أعزل، ولا سلاح معه سوى سلاح العزة والكرامة، سينتصر .. رفعت الجلسة.