وصلت أول دفعة من الحجاج السوريين الى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج لهذا العام 1434 بعد أن منحت السلطات السعودية تصاريح الحج لهذا العام لقرابة الـ 10000 سوريّ عبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وكانت سلطات الحج في المملكة العربية السعودية قد أصدرت بياناً بأن الجهة الرسمية والوحيدة المخولة باصدار تصاريح الحج للسوريين ومتابعة اجراءاتهم داخل وخارج سوريا لحج 1434 هو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية كونه الفصيل السياسي الممثل للسوريين بعيداً عن النظام السوري القائم والذي تشهد البلاد ثورة عارمة ضده راح ضحيتها أكثر من 115 ألف قتيل منذ قرابة العامين ونصف العام.
الائتلاف بدوره قام بتشكيل لجنة أطلق عليها ” لجنة الحج العليا ” لتشرف على تسجيل بيانات الراغبين بأداء فريضة الحج لهذا العام، وفتحت مكاتب متعددة في حلب والرقة والحسكة داخل سوريا و في بيروت واسطنبول وغازي عنتاب وعمّان والقاهرة وغيرها من المدن خارج سوريا التي من شأنها تسهيل مهام الحجاج السوريين والتواصل معهم بشكل أسرع.
الشاب عبد الرحمن من مدينة حمص والذي أجبر على النزوح الى تركيا بعد أن دمّر حيهم بالكامل أبدى سعادة عارمة لدى صدور تأشيرته لحج هذا العام بيسر وسهولة خلال يوم واحد، من جهة أخرى عارض كثير من السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي فكرة الحج لهذا العام للسوريين مبررين ذلك بأن تكاليف الحج من شأنها أن تحوّل لاعانة أبناء الشعب السوري في الداخل في ظل انقطاع المواد المادية عنهم وتراجع المساعدة التي كانت تصل اليهم من المؤسسات الداعمة نظراً لطول الأزمة الغير المتوقع والتي من الممكن أن تستمر لسنوات أطول.
وكان كثير من السوريون داخل سوريا قد حرموا الحج للعام السابق 1433 لعدم تواصل ابرام الاتفاقية بين النظام السوري والسلطات السعودية حيث أعلنت لجنة الحج العليا في سورية في بيان لها ذلك الوقت بأنه لا حج للسوريين هذا العام، وأضاف: “رغم قيام اللجنة بكل الإجراءات المطلوبة لموسم الحج لهذا العام 1433هجري/2012 ميلادي ، ولعدم قيام وزارة الحج في المملكة العربية السعودية بإبرام الاتفاقية في موعدها كما هو متبع كل عام، فإن موسم الحج الحالي متوقف بسبب ذلك”.
ومن الجدير ذكره بأن وزارة الحج في السعودية اتخذت توصيات على بعثات الحج بعدم تسييس شعيرة الحج أو القيام بمسيرات أومظاهرات من شأنها الخروج من النسك صوب أمور أخرى لا علاقة للفريضة بها، وأضاف وزير الحج الدكتور بندر الحجار : “السعودية دأبت على الاجتماع مع بعثات الحج قبل بداية الموسم، ويتم التوقيع معهم على محاضر ومن أهم بنودها التزام جميع مكاتب خدمات الحجاج للبعثات لجميع القادمين للحج بالانظمة التي فرضتها السعودية في موسم الحج، ونرجو من الجميع الالتزام بتلك الانظمة”.