هذه المرة، الصراع على المساجد، فالعسكر في مصر أرادوا أن يثبتوا أن المصريين على دين ملوكهم، وكما قال الفنان المصري علي الحجار في أغنيته لدعم العسكر “لنا رب ولكم رب”، فإن العسكر بدورهم أرادوا دعوة بقية المصريين لدينهم، ولربهم عبر إغلاق آلاف المساجد ومنع عشرات الآلاف من الخطباء من الخطابة وعبر ترويج خطاب يدعم الجيش ويفتي بقتل معارضيه سلميين كانوا أو غير سلميين.
الفقرة السابقة ليست متحاملة على الجيش في مصر، فقد أعلنت الحكومة التي عينها العسكر عن نيتها “تعديل الخطاب الديني”، ودعم ما تُطلق عليه السلطات: “الإسلام المصري”
الإسلام المصري يدعم فصل الدين والدولة، في دعم صريح لسلطات العسكر، وفي طريقة أخرى من استخدام مؤسسات الدولة، ومساجد الله، في الحملة على الإخوان المسلمين ومؤيدي الرئيس مرسي بعد أن قُتل منهم المئات فضلا عن اعتقال آلاف آخرين.
“النظام الجديد يحاول أن يخلق إسلاما رسميا، إسلاما للدولة، لم يوجد من قبل في تاريخ المسلمين” يتابع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية عماد الدين شاهين “إنهم يقدمون تفسيريا دينيا لقتل آلاف الناس، ويرسلون إشارات تحذيرية لقطاعات كبيرة من الناس، هذا بالتحديد ما يمكن أن نسميه: الفاشية”
الرسميون يقولون إن الهدف هو الترويج لـ”إسلام الأزهر”، الذي لا يتسامح مع الحديث العلني في السياسة لكنه يدعم مؤسسات الدولة بشكل واضح وعلى رأسها الجيش.
وخلال الأيام الماضية قامت وزارة الأوقاف المصرية، والمسؤولة عن المساجد في الدولة المصرية، ببعض القرارات التي من شأنها دعم الجيش. فقد فصلت وزارة الداخلية عشرات آلاف الخطباء المنتسبين إليها (٥٥ ألفا بحسب وزير الأوقاف)، وقررت إغلاق عشرات الآلاف من المساجد التي فرضت عليها شروطا لا تتوفر في غالب مساجد مصر وزواياها.
تأتي كل تلك القرارات، في الوقت الذي انتشر فيه فيديو لمفتي مصر السابق الشيخ علي جمعة يدعو لقتل معارضي الجيش في مصر، ويسمي كل المعارضين بالخوارج، داعيا الجيش والشرطة لقتل من خرج عليهم بسلاح أو من تظاهر ضدهم بغير سلاح، ومطلقا لفظ الخوارج على حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومؤكدا أن الله ورسوله مع جيش مصر حين يقتل آلاف الناس المحتمين بالمساجد، واصفا إياهم بـ”المنتنين” ظاهرا وباطنا.
https://www.youtube.com/watch?v=48S_8gaTz7o#t=48