رغم أن صوت السيسي كان شديد الوضوح والتطابق مع صوته المألوف –وكذلك صوت محاوِره ياسر رزق- فإن التأكيد على صحة التسريب جاء من عند الإعلامي الشهير محمود سعد، الذي كان أول المبادرين إلى تنفيذ طلب الفريق عبد الفتاح السيسي بمناداته إلى منح أعلى درجات الحصانة إلى السيسي ورفاقه، مكررا حرفيا الطلبات التي وردت في التسجيل المسرب.
مقطع من كلام الإعلامي محمود سعد سويعات قبل تسريب الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=Wvmx3501CWo
كلام السيسي في التسريب المسجل قبل كلام الإعلامي محمود سعد والمنشور بعد كلام محمود سعد:
أحد المعلقين على التسجيل المسرب وعلى كلام الإعلامي محمود سعد قال أن شبكة رصد أخطأت عندما سارعت إلى نشر التسريب وأن عشرات الإعلاميين كانوا سينخرطون في الحملة التي دعا إليها أو أمر بها الجنرال عبد الفتاح السيسي لو أخّر نشر التسريب لسويعات قليلة.
وأما الكاتب الصحفي محمد القدوسي فقد صرح لقناة الجزيرة قائلا: “ها هو الجيش يسعى إلى السلطة.. نحن أمام تمثيلية، نحن بصدد عملية نصب واحتيال على الشعب المصري”، ثم أكد أن كلام السيسي يؤكد أنه بتنفيذه للانقلاب وبمضيه في السياسات التي تلت الانقلاب قد ورط نفسه في مأزق يجعله لا يضمن الفوز في الانتخابات القادمة ولا يضمن كذلك مكانه على رأس وزارة الدفاع.
النقطة الأخرى التي يؤكدها التسريب الجديد، هي أن أعداء الانقلاب عامة والجنرال عبد الفتاح السيسي خاصة باتوا متواجدين في كل مكان، فالتسريب هذه المرة جاء من داخل مؤسسة إعلامية محسوبة على العسكر، والتسريب الذي سبقه والمتعلق بخطبة مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة جاء من داخل إدارة الشؤون المعنوية للجيش المسؤولة على تصوير وتوثيق تلك الفعاليات، وأما التسريب الذي سبقهما فقد جاء من اجتماع خاص وشديد السرية يفهم منه أن التسريب جاء من الدائرة الضيقة المقربة من الجنرال عبد الفتاح السيسي.
التسجيلات المسربة، ورغم ما يبدو من اختلاف في المصادر التي تأتي منها، واضح جدا أنها تصيب شخصية الجنرال عبد الفتاح السيسي في مقتل وتخرجه في صورة المنافق الكذاب المخادع، وذلك بتكذيبها لقوله بأنه جاء “ليطبطب على المواطن المصري” من خلال التسريب الذي قال فيه “مافيش حاجة ببلاش.. عاوز حاجة يبقى تدفع”.
كما كذَّب الخطاب التحريضي لعلي جمعة أمام المئات من قادة الجيش والداخلية، والذي سرب قبل أيام، تصريحات السيسي التي ادعى فيها مرارا عدم رغبته في إقصاء أي تيار سياسي ورغبته في أن تشارك كل التيارات السياسية المصرية في المرحلة الانتقالية القادمة.
وجاء التسريب الأخير لينسف ما ادعاه السيسي وأنصاره منذ يوم 3 يوليو من عدم طمعه في السلطة، فكانت كلماته واضحة عن خطط وتمثيليات يدبرها مع رجال الإعلام والمثقفين ل”ترتيب” مراحل وصوله إلى كرسي الرئاسة أو لضمان بقائه على رأس وزارة الدفاع.
المؤكد الآن، وفي ظل استمرار التسريبات المتتالية هو أن شخص الفريق الأول عبد الفتاح السيسي لم يعد متلائما مع الصورة التي أراد وأريد له أن يظهر فيها أمام المصريين كقائد وطني صادق، ولا أمام الحكومات الغربية الذين لم يعد بإمكانهم إقناع شعوبهم بأن ما يحدث في مصر ثورة وليس انقلابا.
وأما ما لا يمكن تأكيده الآن فهو الخطوة القادمة التي سيقدم عليها قادة الجيش المصري، فمعظم المراقبين يستبعدون إمكانية تراجع قيادات الجيش عن الانقلاب، ويرون أنهم ربما يضحون بعبد الفتاح السيسي في سبيل إتمام مخطط الانقلاب مع قائد آخر ربما يكون هو رئيس الأركان الحالي الفريق صدقي صبحي أو ربما يكون اللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني والذي فتحت له كبرى الفضائيات، المعروفة بانحيازها للعسكر، أبوابها في تقارير ولقاءات خاصة ليس معتاد حضور العسكريين فيها.