أصبح التعليم في أرض تنظيم الدولة مختلفًا عما كان عليه سابقًا، فبعد أن ألغى التنظيم بعض الكليات مثل كلية الحقوق والفنون الجميلة وغيرها، عمد إلى تغيير المناهج والنظام الدراسي بما يتماشى مع مصلحة “أرض الخلافة”، كما جاء في نص البيان الذي نُشر ووزع في المدن التي يضع تنظيم الدولة يده عليها.
عمل التنظيم على تقليص سنوات الدراسة في جميع المراحل، فبعد أن كانت الدراسة الابتدائية ست سنوات قٌلصت إلى خمس سنوات، أما المرحلة المتوسطة فأصبحت سنتين بدلاً عن ثلاثة والمرحلة الإعدادية كذلك اثنتين بدلاً عن ثلاثة، يمكننا القول إن التنظيم ألغى جميع الصفوف المنتهية والتي يكون فيها الامتحان مركزيًا لكل مدارس العراق.
التعليم الجامعي والمنسوب في إدارته إلى “وزارة التعليم العالي” بالنسبة لحكومة بغداد و”ديوان التعليم” بالنسبة لتنظيم الدولة، طرأ عليه التغيير هو أيضًا، فقد أصبحت سنوات الدراسة الجامعية، سنتين بدلاً عن أربع سنوات، على أن يتخللها برنامج صيفي كساعات دراسة إضافية أو تدريب وغيرها.
وبينما يؤدي طلاب المراحل المنتهية امتحاناتهم النهائية هذه الأيام، يعكف التنظيم على تغيير المناهج الدراسية، والتي سيبدأ العمل بها- المناهج والنظام الجديد – ابتداءً من العام الدراسي المقبل، حيث ستركز الدراسة الابتدائية – كما روّج لذلك تنظيم الدولة – على تدريس العقيدة واللغة العربية بالإضافة إلى اللغات والرياضيات والعلوم، كما سيتم استبدال مادة التربية الرياضية بمادة الإعداد الجهادي والبدني (السباحة والرماية وركوب الخيل أو ما يقابلها).
يشرف على إعداد هذه المناهج لجان تربوية استقطبها تنظيم الدولة من الخارج والبعض الآخر من الكفاءات الموجودة داخل حدود دولته، حيث يتم عمل وإعداد هذه المناهج في المكتبة المركزية التابعة لجامعة الموصل، ويتم الإشراف والمتابعة على هذه اللجان التربوية من قِبل أمير ديوان التعليم، الملقب بـ “ذي القرنين” – هو ألماني الجنسية من أصل مصري – بينما أوكلت مهمة تصميم الكتب والمناهج إلى رجل فرنسي الجنسية ويقال إنه مالك لإحدى المطابع في فرنسا.
وبخصوص التغييرات الجديدة ذكر لنا الأستاذ مدحت، الإداري الذي يعمل في جامعة الموصل، أن النظام الدراسي الجديد فريد من نوعه، فلا نجد أي دولة مجاورة للعراق تعمل بنظام دراسي مماثل لهذا النظام، وأضاف أن طلاب هذه المحافظات قد لا يحظون بأي اعتراف لدراستهم سواء من الحكومة المركزية أو من الدول المجاورة، مؤكدًا أن هناك جهود كثيرة بذلت لثني التنظيم عن هذا القرار ولكن ذهبت جميع المحاولات أدراج الرياح.
من جانب آخر قال مدرس مادة التاريخ (ع. ش) والذي رفض ذكر اسمه الحقيقي، أن ما يقوم به تنظيم الدولة هو تأخير لدفعات التعليم “السنية” والتي ستتيح المجال مستقبلاً للطلاب “الشيعة” لأن يقودوا البلد بشكل كامل، خصوصًا أن البعثات الدراسية باتت محصورة بهم، وأضاف باعتقادي أنها محاولة لكسر عجلة التعليم في مناطق أهل السنة فلا شهادات ولا تعليم ولا كفاءات تدير الدولة.
فيما عبر خالد السعدون، طالب الدراسات العليا في كلية اللغة العربية، عن انزعاجه من قرار تغيير النظام الدراسي الذي يتنافى والدول الأخرى، مبديًا استغرابه الشديد من القرارات المصيرية التي تتخذها الدولة والتي غيرت واقع الحياة خلال فترة وجيزة.
الجدير بالذكر أيضا أن عددًا كبيرًا من الطلاب تركوا المدارس ودور التعليم وقرروا الذهاب إلى الأعمال الحرة، معللين عدم ذهابهم إليها، أن النتيجة التي سيحصل عليها الطالب حال تخرجه لن يكون لها أي وزن خارج حدود الدولة.