لقد تغير الشرق الأوسط تغيرًا جذريًا في كل شيء منذ بداية ثورات الربيع العربي في 2011، تم إغلاق الميناء الرئيسي في اللاذقية في سوريا كليًا، مما يعني أن السلع التي كانت تأتي من تركيا وأوكرانيا وبلدان أخرى إلى سوريا، ومن ثم يتم نقلها إلى الشاحنات للتسليم في الأردن والعراق، بحاجة إلى طريق جديد للسفر.
شلومي فوجيل، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة أحواض السفن الإسرائيلية القريبة من ميناء حيفا يعتقد أنه لديه الحل، يرغب شلومي بأن ترسو السفن من جميع أنحاء العالم في ميناء حيفا ثم تحمل البضائع على شاحنات وتنقل إلى الحدود الأردنية الإسرائيلية، ومن هناك يتم توزيعها على العالم العربي كله.
وقد بدأ فوجيل بالفعل في الاستثمار في منطقة معفاة من الضرائب بين الأردن وإسرائيل تسمى “البوابة الأردنية” على الحدود الأردنية والتي بدأت بالعمل منذ عهد قريب، بحسب صحيفة “جاروزاليم بوست”.
وصرح فوجيل لقطاع الإعلام بشركته لأحواض السفن والنقل الواقعة على شواطئ البحر المتوسط بحيفا قائلاً “أولاً نحن نمارس أعمالنا ولا أحد يهتم ما هو دينك، وهذا بالضبط سبب النجاح وكيفية كسب الأموال ويستطيع الجميع أن يستفيدوا من ذلك”.
وتعد شركة أحواض السفن هي أكبر ميناء مملوك للقطاع الخاص ومتخصصة في البضائع الحرة، تنقل السفن إليها كل شيء من طعام الحيوانات إلى الملح إلى المعادن والبلاستيك.
تقوم الرافعات بتفريغ السفن ثم تغلف البضائع ثم يتم تحميل البضائع على الشاحنات وتتخذ طريقها إلى الحدود الأردنية والمنطقة الحرة “بوابة الأردن” ثم تسلم في العراق وغيرها من البلدان العربية.
وقال فوجيل لـ “جروزاليم بوست”: “نحن نقوم بأعمالنا ببطء شديد ولكن هذه هي الطريقة التي تستطيع بها أن تقيم العلاقات مع جيرانك، وربما يكون ما أفعله هو أمر جيد للسلام في المستقبل، حيث لا نعتمد على الحكومات ويكون التعامل بين التجار مباشرة ونمضي قدمًا”.
التجارة قائمة على التقاط البضائع من الأحواض والموانئ الإسرائيلية بغض النظر عن العلاقات المتوترة بين الإسرائيليين والفلسطينين أو العرب، خصوصًا بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية الأخيرة والتي قال فيها “نحن لا نتوقع قيام دولة فلسطين”.
والتوترات تتزايد أيضًا بعد قرار السلطة الفلسطينية بالانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الجنود الإسرائيليين المتورطين في حرب الصيف الماضي على غزة وعلى حركة حماس، وملاحقتهم دوليًا ومحاكمتهم بجرائم الحرب مما أدى إلى مقاطعة العديد من الفلسطينيين للبضائع الإسرائيلية، على حد وصف الصحيفة.
ويضيف فوجيل “ومع كل ذلك فإن الهدف الأساسي للجميع هو جني الأموال، الحبوب التي تأتي عبر إسرائيل يتم بيعها لأشخاص عديدين منهم مواطنين عرب إسرائيلين يقومون بشراء الحبوب ثم ينقلونها إلى الأردن ومن بعد ذلك يقومون بتوزيعها وممارسة أعمالهم التجارية، الجميع يربحون ويجنون الأموال والجميع سعداء”.
وقال فوجيل “إن البديل الحالي للموانئ السورية هو قناة السويس بمصر، ولكن البضائع التي تعبر قناة السويس يتم فرض الضرائب عليها والمسافة تكون أطول مما يزيد التكاليف، ولكن جلب الحبوب الأوكرانية عبر الموانئ الإسرائيلية قد خفض بالفعل أسعار الخبز في الأردن بنسبة 5%”.
ويضيف فوجيل: “حتى الآن ننتظر موافقة الحكومة الأردنية على بناء جسر مباشر بين الأردن وإسرائيل في المنطقة الحرة (بوابة الأردن)، حيث يستخدم التجار حتى الآن جسر حدودي قديم يسمى جسر الشيخ حسين”.
ويكمل: “استغرق الأمر 5 سنوات للحصول على التصاريح من الحكومة الإسرائيلية، ولكننا نأمل في الحصول على التصاريح من الملك عبدالله في الشهور القادمة لأن ذلك سيخلق الآلاف من فرص العمل ومزيد من التبادل التجاري بين البلدين وسيساعد على تطور ضخم في قطاع الأعمال”.
وذكر فوجيل محادثة دارت بينه وبين رجل أعمال أردني يستورد منه المواشي والحيوانات حيث يريد رجل الأعمال الأردني إنشاء مذبح في الجانب الأردني من المنطقة الحرة، إنه رجل أعمال أردني مسلم ولكنه قرر أن يوظف حاخام وإمام لكي يشرفوا على عمليات الذبح، لكي تكون الذبائح موافقة للشريعة الإسلامية وللدين اليهودي.
قال فوجيل ضاحكا “الآن، هذا ما أتحدث عنه”.
المصدر: جيروزاليم بوست/ ترجمة: أردن الإخبارية