كشف أحمد سيفير، المستشار الصحفي للرئيس التركي السابق عبد الله غول أثناء فترة حكمه، في كتاب له، عن تفاصيل الخلافات بين غول وبين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو.
وبيّن كتاب “من الداخل: حول سنوات حكم حزب العدالة والتنمية”، التباين الذي نشر في وجهات النظر بين غول، الذي يعتبر شخصية وسطية ومهادنة وقريبة من جميع الأوساط التركية والخارجية، بحسب الكاتب، وبين أردوغان وأوغلو، خصوصًا في يتعلق بالعلاقات الخارجية التركية، وأهمها أزمتا مصر وسوريا، بحسب ما ذكر موقع “شفاف الشرق الأوسط”.
وأوضح سيفير في كتابه أن غول كان “يعترض على سياسات تركيا إزاء مصر وسوريا”، وأنه اعتبر أن رئيس الحكومة آنذاك رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود أوغلو “بالغا في ردود الفعل وتصرّفا وكأنهما رئيسا حكومة مصر وسوريا ووزيرا خارجيتهما، الأمر الذي يتعارض مع مصالح تركيا”، ويضيف الكاتب أحمد سيفير، أن عبدالله غول قال وجهة نظره لأحمد أوغلو عدة مرات.
وأظهر الجزء المتعلق بسوريا ومصر مدى عمق التناقضات في قمة الدولة التركية أثناء ترؤس أردوغان للحكومة قبل انتخابه رئيسًا في أغسطس 2014، حينما اختار أحمد داود أوغلو خلفًا له لرئاسة حزب العدالة والتنمية، ولترؤس الحكومة.
وتطرق سيفير إلى البرقية التي وجهها الرئيس عبدالله غول إلى الفريق السيسي عند انتخابه رئيسًا لمصر في 11 يونيو 2014، والتي احتجّ عليها رجب طيب أردوغان لأن السيسي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ويقول عبدالله غول إنه أرسل للسيسي “برقية حسن نية وليس برقية تهنئة”، ويكشف المستشار السابق لغول أن الرئيس التركي السابق اختلف مع أردوغان حول احتجاجات الشباب التي اندلعت في أنحاء تركيا في يونيو 2013.
وأوضح لأول مرة أن محمد، ابن عبدالله غول، اصطحب عشرة من أصدقائه إلى القصر؛ لينقلوا لغول وجهة نظرهم في عنف الشرطة المبالغ به ضد المتظاهرين، وأن ذلك دفع غول لاتخاذ موقفًا معتدلًا، في حين اعتبر أردوغان أن المظاهرات كانت تمثل محاولة للإطاحة بحكومته.
ولفت الكتاب إلى سبب معارضة عبدالله غول لطلب أمريكي باستخدام الأراضي التركية لغزو العراق في مارس 2003، وقال إن سبب اعتراضه كان تقرير رفعه رئيس الأركان التركي “حلمي أوزكوك”، جاء فيه أن السماح للقوات الأمريكية بعبور تركيا يستوجب فرض “حالة الطوارئ” في مناطق تحرك القوات الأمريكية حفاظًا على الأمن، وقال سيفير إن غول اعتبر أن إعلان “حالة الطوارئ” سوف يمثل خطوة إلى الوراء في مسار تعزيز الديمقراطية في تركيا، ويكشف أن أردوغان ظل مؤيدًا لمشاركة تركيا عسكريًا في احتلال العراق، الأمر الذي رفضه البرلمان التركي.
رئاسة الحكومة
وكشف سيفير أن عبدالله غول يرغب في العودة إلى حزب العدالة والتنمية وأن لديه خططًا “لإعادة إحياء علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، ولتصحيح الأخطاء التي تم ارتكابها في السياسة الخارجية، ولتخفيف حدة الاستقطاب السياسي داخل تركيا، وكذلك لرفع قضية الوزراء الأربعة المتهمين بالفساد في حكومة أردوغان السابقة إلى المحكمة العليا، ويضيف أن “أردوغان هو الذي حال دون رفع قضيتهم إلى أعلى هيئة قضائية”.
وينقل سيفير عن غول في تصريحات جديدة، قوله: “إذا تسلّمت رئاسة الحكومة فسأعيد تركيا على الفور إلى الأيام التي كانت فيها تشعّ كنجم، سأعيد إحياء مسار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وسأصحح الأخطاء التي تم ارتكابها في السياسة الخارحية”، وأضاف أن “البلاد تعاني من كثرة الاستقطابات، وسأتخذ الخطوات الضرورية لإزالة تلك الاستقطابات الواحدة بعد الأخرى، وسأعطي أهمية كبرى لتعزيز الديمقراطية، كما أني سأقوم على الفور بإحالة الوزراء الأربعة المتهمين بالفساد إلى المحكمة العليا”.
وقال غول: “لا نعرف ماذا ستحمل لنا التطورات المقبلة، ولكن إذا كانوا بحاجة إلي، فسأفكر في الموضوع، ومن المؤكد أنني سأضع شروطي المسبقة قبل الموافقة”.
جدير بالذكر أن أحمد سيفير عمل مستشارًا صحفيًا لعبدالله غول لمدة 12 سنة تغطي فترة 2000 – 2014 عمل غول أثناءها رئيسًا للحكومة، ثم وزيرًا للخارجية، وأخيرًا رئيسا للجمهورية، ويقول سيفير إن عبدالله غول قرأ كتابه قبل صدوره، ولكنه طلب منه تأجيل نشره إلى ما بعد الانتخابات التي جرت قبل أسبوع؛ حتى لا يتم تحميله مسؤولية أي نكسة يتعرض لها الحزب الحاكم، كما حصل فعلًا.
يُشار إلى أن الكتاب سيعرض للبيع ابتداءً من اليوم 15 يونيو 2015.
المصدر: عربي 21