“مغتصبة.. متهمة.. معفيٌّ عنها..”

50687505-8483-4A74-B0EF-2A3FA643D04A_mw1024_n_s

أصدر الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي قرارا بالعفو عن مصممة الديكور النروجية مارتي ديبورا بعد اتهامها بممارسة الزنا وادعاء الزور خلال زيارتها لمدينة دبي في آذار الماضي.

وكانت مارتي قد توجهت بإرادتها إلى شرطة دبي لترفع شكوى ضد إماراتيّ اغتصبها في السادس من آذار أثناء عودتها من إحدى حانات دبي متجهة إلى الفندق الذي تقيم به، لكن الشرطة اتهمتها بالزنا بعد فشلها في إثبات تهمة الاغتصاب على مغتصبيها لعدم وجود 4 شهود.

ولم تمض مارتي سوى أربعة أيام لدى شرطة دبي، في حين أمضت بقية الفترة داخل كنيسة نرويجية بفضل وساطة وزارة الخارجية النرويجية مع نظيرتها الإماراتية.

ولا تتوقف الغرابة في تحويل الضحية إلى متهم، فالعفو الذي أصدره حاكم إمارة دبي أعفى مارتي ومغتَصِبها على حد سواء من نيل عقوبة السجن التي تمثلت في 16 شهرا لمارتي و13 شهرا لمغتصبها.

وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت حملة تعاطف كبيرة حول العالم دعى فيها نشطاء حقوقيون إلى إطلاق سراح مارتي وتمكينها من السفر خارج الامارت، وطالب القائمون على الحملة بمقاطعة دبي لاجبارها على اطلاق سراح مارتي.

ويتساءل أحدهم عن ما اذا كان هناك سبب حقيقي يجعل الناس يذهبون للعمل أو للسياحة في دبي:

ووصف آخر ما حدث في دبي بأنه بربرية دولة تظهر في شكل متحضر:

كما نجح نشطاء في جمع أكثر من 74 ألف توقيع على عريضة مطالبة بتحرير مارتي من خلال موقع آفاز:

وجاء خبر اطلاق سراحها ليفتح عنان التويتر في كل بلدان العالم للاحتفال بحصول مارتي على حريتها:

في حين استهجن آخرون التخريجة الغير اللائقة التي لجأ إليها حاكم دبي، فهو لم يسقط الاتهام عن مارتي ولم يثبته عليها وكذلك لم يفعل مع المتهم باغتصابها، ورغم هذا أصدر قرارا بالعفو، الأمر الذي جعل بعض المعلقين يسمون ما حدث ب: “نصف النصر”:

وكتبت معلقة فرنسية فقالت: “مغتصبة.. متهمة.. معفيٌّ عنها…”

وأخرى كتبت: “بعد ضغوط المقاطعة على دبي، صفحة مارتي ديبورا تعلن قرار السلطات الاماراتية بالعفو عن ديبورا”

ونشرت صحيفة دايلي نيوز الأمريكية مجموعة صور لمارتي، احداها صورت داخل أحد مساجد الامارات وهي ترتدي الحجاب:

وأخرى وبيدها جواز سفرها النرويجي وهي تقول: “It’s a very, very good day.”

ومن جهته، أشار مركز الإمارات لحقوق الإنسان في تقرير أصدره باللغة الانجليزية أن هذه الاعتداءات ستستمر ما لم يتم إدخال إصلاحات على المنظومة القانونية الحالية التي لا تعطي أي حماية لضحايا العنف الجنسي.

في حين صرح مدير حملة #releasemarte بأن العفو أظهر مارتي في شكل المذنبة، وأضاف أنه رغم فرحه بقدرة مارتي الآن على العودة إلى بلدها إلا أنه ممتعض من استمرار معاناة ضحايا العنف الجنسي في الإمارات في ظل القوانين التي لا تتيح لهم فرصة مريحة لرفع الشكاوي ولمحاسبة المعتدين.