1) الجماعة
عُرض مسلسل الجماعة في رمضان السابق لثورة يناير المجيدة، وهذا من حُسن حظ الجماعة فلم يدُم صيت هذا العمل “القمئ” كثيرًا وخاصة بعدما طغى زخم ثورة يناير والربيع العربي على كل شيء.
وقتها كنت أعمل بأحد مقاهي الإنترنت، كان الانتشار أيضًا ضعيفًا على الأرض اللهم إلا ما كان يمتلك أجهزة استقبال قمر صناعي، أو لدية وصلة إنترنت، عدا ذلك لم يسمع بالمسلسل إلا المهتمين، وأفردت المساحات على الإنترنت والمواقع الاجتماعية للمسلسل بين ناقم على العمل ومؤيد له.
وهو العمل الدرامي الذي طعن الجماعة في مقتل، ولم يستدل إلا على كتابات مرتزقي النظام كالخرباوي وإخوانه، والتي كانت كتاباتهم مجروحة لشخصنة أمور كثيرة، وحنق كثير منهم على الجماعة وتاريخها الذي للأسف لم يُجمع في كتاب واحد أو روي كاملًا عن ثقات إلا ما نُدر من مقالات الشهيد حسن البنا وإخوانه.
لكن وبعيدًا عن أي شيء فالمسلسل يضرب الجماعة وحدها، يضرب تنظيم الإخوان المسلمين الذي لديه مؤسسات تدافع عنه ومتحدثين يمكنهم الدفاع عن فكرهم وحتى وإن لم يكن لدى الإخوان من يرد عنهم الشبهات فلا مُشكلة إن شكّ الناس في منهج الإخوان أو تاريخهم، لن تقوم القيامة بالتأكيد، ولن ينزل المسيح ليكسر الصليب ويذبح الخنزير إذا انتهت الجماعة بأسرها.
2) مين صلاح الدين القليوبي ده؟
اعترضت إحدى بطلات مسلسل حارة اليهود في الحلقة الثانية من المسلسل عندما شبهت ابنتها أخيها الضابط بصلاح الدين الأيوبي بجملة “مين صلاح القليوبي ده؟” في مشهد غاية في الركاكة يوضح مدى الاستهانة بالرموز الإسلامية التي قادت الفتوحات الإسلامية.
شاهدت الحلقتين الأولى والثانية من المسلسل والتي لم استسيغ منها دقيقةً واحدة بدايةً من احتماء المسلمين بالمعبد اليهودي وهو المكان الآمن الوحيد في الحارة، فمن يسكن في حارة اليهود فسيجد بالتأكيد ما يحتمي به ويقي نفسه من الموت، أما القاطنون خارج نطاق الحارة من المصريين فلا أمان لهم، ويشير هذا المشهد إلى أن وقت حدوث الحادث، وسقوط الفأس في الرأس لن يجد المسلمون ملجئًا إلا اليهود.
كذلك أظهر المسلسل اليهود على أنهم وديعون طالبو سلام وأمن، أما المسلمون فهم فُتوات شبيحة جامعو إتاوات بالنهار، رواد خمارات بالمساء، والمسلمون المسالمون هم بائعو خُضار سيشتري بائعو الدهب اليهود منهم عاجلًا أو آجلًا محالهم.
أما إبتهال ذلك الاسم الصوفي الجميل، استعمله صناع المسلسل ليكون معبر عن بنت مسلمة تحُب بنت أخرى يهودية لأجل الرقص، وتكره يهودية أخرى لأنها ستتزوج حبيبها، بل وتقوم باستخدام أحد البلطجية المعاونين لأبيها الفتوة للاعتداء على البنت اليهودية.
هذا ما ظهر خلال 60 دقيقة فقط، التي هي عمر الحلقتين الأولى والثانية، فما بالكم بالـ 28 حلقة الباقية؟ رمضان كريم.
على الهامش: لم أتوقع هذه الحفاوة الصهيونية بهذا العمل، وبعيدًا عن الحفاوة الإعلامية المتوقعة ربما، لم أتوقع أن تكتب سفارة الكيان الصهيوني في مصر أنها تابعت المسلسل ببالغ العناية، بل وتبارك لصناع العمل.
3) الإسلاميون والفنون المنسية
على الناحية الأخرى يُتحفنا الإسلاميين هذا العام وبالتحديد الإخوان بعمل درامي – إن جاز التعبير – تحت مسمى “سمير بنديرة”، إنتاج قناة مصر الآن، شاهدت منه الحلقتين الأولى والثانية أيضًا والتي كانتا صادمتين، كنت أتوقع أن يتم تقديم أرقى من ذلك بكثير، ولا أخفيكم سرًا كنت متفائلاً، فمثل هذه التجارب كان الإسلاميون شارفوا على نسيانها، إلا أنني صدمت كثيرًا من العمل، ناهيك عن المشاكل الفنية في أداء كثير من الممثلين، والإضاءة السيئة التي أرهقت عيني وصدمت أكثر من ابتذال أشياء كثيرة، أهمها عمامة الأزهر.
والشيء بالشيء يذكر، أهدتنا ذات القناة في أول أيام رمضان برنامج للإعلامي نور الدين عبدالحافظ الشهير بـ “خميس” كهديةً لنا في أول أيام الشهر الفضيل.
وكأن انقلابًا لم يحدث، وكأن شهيدًا لم يُقتل، وكأن أسيرًا لم يُسجن.
رمضان كريم.