تضامنا مع آلاف المعطّلين عن العمل الذي أدى الخلاف القائم ما بين مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين حول موازنة الحكومة، قامت “دانيلا رومانيتي” صاحبة محل لأشغال الإبرة في ولاية “فيرجينيا” القريبة من واشنطن، بفتح محلها أمام الموظفات الراغبات في تعلم أشغال الإبرة، وتقديم دورات مجانية لهم.
وحسب رؤية رومانيتي، فإن الفراغ قد يسبب مشكلا حقيقيا لهؤلاء السيدات، فبالإضافة إلى انقطاعهن المفاجئ عن العمل، وعدم علمهم إذا ما كانوا سيعودون إلى عملهن أو سيعوضون عن الفترة التي سيقضونها دون عمل، تقوم وسائل الإعلام بنشر أخبار وتحاليل متضاربة من شأنها أن تزيد من تأزم وضع الموظفين، الأمر الذي يجعل الموظفين المجمدين وخاصة النساء منهم في حاجة إلى نشاط يملأن به أوقات فراغهن.
ويقدر عدد الموظفين الحكوميين الذين تم فصلهم أو تجميدهم بما لا يقل عن 800 ألف موظف على مستوى كامل الولايات المتحدة الأمريكية، ينتظر جميعهم نتائج الاجتماعات المقبلة للكونغرس الأمريكي والمفاوضات الجارية بين الديمقراطيين والجمهوريين، والتي يفترض أن تكون فيها الغلبة إما للديمقراطيين عبر رفع سقف الدين العام والمصادقة على مشروع الموازنة، أو لصالح الجمهوريين عبر إفشال مشروع الموازنة واضطرار الحكومة على إعلان إفلاسها.
مع العلم أنه، في حال عجز إدارة أوباما عن إقناع الكونجرس الأمريكي برفع سقف الدين العام فإن أمريكا ستعلن إفلاسها للمرة الأولى في التاريخ، ولن تتوقف أثار هذا الإفلاس على مستوى الموظفين الحكوميين فقط، بل ستتكبد الدول التي تمتلك “السندات الأمريكية” الخسارة الأكبر، وأولها الصين تليها اليابان ثم بريطانيا، وكذا الدول العربية، وعلى رأسها السعودية التي تمتلك أكبر احتياطي نقدي في الشرق الأوسط (700 مليار دولار) تستثمر جزء كبير منه في السندات الأمريكية.