المصريون يدعون إلى مليونية لمقاطعة شركات الاتصالات

CIW0skcWgAAmGrv

غضب عارم أصاب مواقع التواصل الاجتماعي في مصر على شركات الاتصالات المصرية الثلاث التي تقدم خدمات المحمول للجمهور، يعود هذا الغضب بسبب تردي الخدمات التي تقدمها شركات المحمول الثلاث، بالإضافة إلى سوء خدمة الإنترنت التي تزود بها المشتركين حيث يعاني الجمهور من بطئ شديد في خدمة الإنترنت، ورغم ذلك فإن أسعار تلك الخدمات مرتفعة.

وكرد فعل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وهم الفئة الأكثر استخدامًا للإنترنت قاموا بالاحتجاج على طريقتهم، إذ قاموا بتدشين هاشتاج على موقع التدوين المصغر “تويتر” يحمل اسم #مليونية_ مقاطعة_ شركات_ الاتصالات وذلك تضامنًا مع الدعوة التي أطلقتها حملة ثورة الانترنت لمقاطعة شركات الاتصالات.

حيث تفاعل عدد كبير من المصريين على تويتر مع الهاشتاج إلى أن وصل تداوله إلى المركز الأول ضمن قائمة الأكثر تداولًا على تويتر في مصر، الحملة التي دعى لها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو جموع المصريين إلى إغلاق هواتفهم المحمولة بدءًا من الساعة الخامسة مساء اليوم وحتى العاشرة مساء، بهدف تكبيد هذه الشركات خسائر بسبب المقاطعة في هذه الساعات لإيصال رسالة احتجاجية إليهم من الجمهور، فيما حذر القائمون على دعاوى المقاطعة أن الخسائر ستكون بالملايين لدى الشركات.

فما بين ارتفاع لأسعار الخدمات وترديها وسوء خدمة العملاء لدى الشركات والانقطاع المتكرر للخدمة دون سبب وجيه كانت أسباب المصريين لمقاطعة الشركات التي تزودهم بخدمات الاتصالات والانترنت، حيث يتهمها البعض باستهداف الربح في المقام الأول عن طريق استغلال المستهلك دون النظر إلى جودة الخدمة المقدمة، هذا بالإضافة إلى الحملات الإعلانية التي انطلقت مع شهر رمضان التي وصفت بأنها “مبالغ فيها”، فيرى الجمهور تمويل دعائي ضخم للشركات على كافة وسائل الإعلام، دون أن تولي هذه الشركات ميزانيات تطوير الخدمة المتدهورة أي أهمية، وهو ما ساعد في استفزاز شريحة كبيرة من الجمهور خاصة من الشباب.

كل هذه العوامل دفعت مجموعات شبابية لتبني حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد هذه الشركات التي وصفت خدمتها بالمتدنية بالرغم من انطلاق دعوات سابقة لتحسين الخدمة لكن الشركات تجاهلتها دون جدوى.

وفي المقابل رفضت شركات الاتصالات التعليق علي ”مليونية مقاطعة شركات الاتصالات” التي دعا لها الشباب، ولكن البعض أكد هناك حالة من القلق مسيطرة على هذه الشركات، إذ تنتظر النتائج التي ستسفر عنه هذه الحملة ضدهم التي ستبدأ اليوم تحت مسمى ثورة الإنترنت.

أما عن رد فعل الحكومة فقد ظهر وزير الاتصالات المصري “خالد نجم” في مداخلة تليفونية على إحدى البرامج التليفزيونية ليؤكد أن الوزارة ستعمل على معالجة سوء خدمات الاتصالات ولا سيما خدمة الانترنت التي تهم مجموعات كبيرة من الشباب، نافيًا أي احتكار من جانب تلك الشركات، وهو ما رد عليه النشطاء بأنه يظل كلام لم يرى حيز الفعل حتى الآن.

استجابة أعداد لهذه الحملة لا شك وأنه سيؤثر على أرباح الشركات في هذه الساعات المحددة وهو ما تخشاه الشركات بالتأكيد، وهو انتصار جديد لوسائل التواصل الاجتماعي أمام قضايا تشغل الرأي العام ونقاط تضاف لرصيد الاحتجاجات الالكترونية.

لم تخل التغريدات المتفاعلة مع الأمر من طابع السخرية، كما تنوعت مشاركات الجمهور على الهاشتاج بين متضامن ومعلن للمشاركة.

حيث أعلن مغردون عن كيفية المشاركة في هذه الحملة عن طريق نزع شريحة الشركة من المحمول حتى لا يكون هناك أي ربط بين شرائح المحمول وأبراج الاتصالات.

وقد أعلن آخرون عن دخولهم في ساعات المقاطعة بالفعل بتنفيذ التعليمات عبر نزع شرائح الاتصالات من هواتفهم النقالة.

وقد غرد البعض على هاشتاج آخر متضامن مع الحملة يحمل اسم #ثورة_الانترنت، فقد عبر البعض بسخرية عن التضامن بشعارات تبدو سياسية ولكنها تناسب الحملة.

وقد شارك مغردون آخرين الدعوات للحملة وحثوا أصدقائهم للإنضمام إليها في الموعد المحدد لها.

حيث ترى هذه المغردة أن هذا الأمر هو تمسك بحقها داعية إلى عدم اتخاذ موقف سلبي من هذه الحملة.

وقد مغرد آخر أنهم كمستهلكين يستحقون خدمات أفضل لا سيما خدمات إنترنت أسرع من ذلك



وقد شارك في هذه الحملة العديد من الرموز السياسية والإعلامية والرياضية مؤكدين على ترضى خدمات المحمول في الأوانة الأخيرة، وكان أبرز المنضمين للحملة هو النجم الرياضي المصري لاعب الكرة محمد أبوتريكة الذي أكد في تدوينة له توقف تفاعله مع معجبيه على الصفحة احترامًا لدعوات مقاطعة شركات الاتصالات.

https://www.facebook.com/trikaofficial/posts/1621504401423415

الحملة حتى الآن تُلاقي تفاعلًا شبابيًا كبيرًا ولكن التحدي هو نقلها إلى عوام الجمهور، لكن البعض يراهن على الشريحة الأكثر استخدامًا لخدمات شركات الاتصالات وأهمها الإنترنت، معولين على نجاح هذه الحملة عن طريقهم، ليكون من المنتظر نتائجها وهل سيتغير واقع الاتصالات المصري الذي تتحكم فيه ثلاث شركات لديهم نفس تدني مستوى الخدمة في آن واحد.