أسطول الحرية 3 ( Freedom Flotilla III) هو أسطول يتكون من 5 سفن وناشطين متعددي الجنسيات، إنطلق في 10 مايو 2015 من السويد ليتوقف في عدة مدن أوروبية وكان من المتتظر أن يكون الإنطلاق الرسمي من أثينا في اليونان في 23 و24 يونيو 2015 إلى قطاع غزة في فلسطين، قبل أن يتم تأجيله نظرا لسوء الأحوال الجوية.
ويتكون الأسطول من خمس سفن تحمل شخصيات سياسية واعتبارية، وستنطلق سفن منه من اليونان لتلتقي في عرض البحر بالسفينة السويدية التي انطلقت منذ فترة، وتحمل هذه السفن مساعدات رمزية مثل الألواح الشمسية بهدف الإشارة لأزمة الطاقة التي تعاني منها غزة بعد عشر سنوات من الحصار، فالهدف الأول للحملة ليس مجرد إيصال مساعدات للقطاع، بل وضع قضية الحصار على أولويات الأجندة السياسية الدولية؛ يأتي هذا الأسطول بعد أسطول الحرية 1 في 2010، ثم أسطول الحرية 2 في 2011.
دعم واسع للأسطول
ويشارك في هذا الأسطول عدد من الفنانين والمثقفين والسياسيين والرياضيين من العالم، على رأسهم الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، والناشط الأسترالي روبرت مارتين والبرلماني الأردني يحيى السعود، والراهبة الإسبانية تيريزا فوركادس، والناشط الكندي روبرت لوف لايس إضافة للنائب العربي في الكنيست باسل غطاس.
وقد أقيمت عدة وقفات في دول أوروبية لدعم هذا الأسطول كما وقع حوالي 100 نائب في البرلمان الأوروبي عريضة يدعمونه فيها ويدعون عبرها إلى رفع الحصار عن غزة وعدم التعرض له من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي من بينهم نائب رئيس البرلمان ديمتريوس باباديموليس.
كماعقد نواب في البرلمان الأوروبي ندوة صحفية في 26 مايو 2015 أعلنوا فيها على دعمهم لأسطول الحرية في نسخته الثالثة. وفي السياق ذاته، إلتقى وفد من الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة مع وزيرة الخارجية السويدية مارغو والستروم، أين بحثوا سبل دعم الأسطول وكذلك الضغط على كل الأطراف لتخفيف الحصار عن القطاع، وأكددت على افتخارها باعتراف بلادها قبل أشهر بدولة فلسطين.
كما قامت ساندرا وايت، النائبة في البرلمان الاسكتلندي، بتقديم مشروع قرار لبرلمان بلادها لدعم أسطول الحرية 3 وجهود كسر الحصار عن غزة وذلك بهدف دعمه من محاولات الاعتراض، وزارت هيلفي لارسون، النائبة في البرلمان السويدي، مقر الحملة الأوروبية لكسر الحصار عن غزة في السويد وذلك لتعبر عن دعمها للأسطول وللحملة بصفة عامة.
وفي 19 يونيو 2015، وصلت السفينة ماريان لإيطاليا، وكان في استقبالها جمع كبير من المساندين، ومنهم ليولوكا أورلاندو رئيس بلدية مدينة باليرمو وعبر عن مساندة مدينته لحقوق الإنسان ودعم الجهود لرفع الحصار عن غزة.
الكيان الصهيوني يتوعد
من جهة أخرى، أكد الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون إصرار بلاده على منع أسطول ‘الحرية-3’ من الوصول إلى قطاع غزة.
وبرر نحشون قرار بلاده بأن غزة تحت حصار بحري أقره القانون الدولي، وأضاف أن الأسطول إذا كان يرغب في إيصال مساعدات إلى سكان غزة، فبإمكانه فعل ذلك عبر إسرائيل، غير أنه شكك في ذلك، معتبرا أن القائمين على الأسطول لديهم أغراض سياسية وليست إنسانية، وقال إن بلاده ستعيد القادمين في الأسطول إلى بلدانهم.
وبحسب مختصين في الشأن الإسرائيلي، تخشى دولة الإحتلال بشكل كبير تسيير هذه القوافل والأساطيل الهادفة لكسر الحصار المستمر على غزة وتتخبط في كيفية التعامل معها، كما أنها تخشى من التداعيات والأبعاد الدبلوماسية في حال تعاملت البحرية (الإسرائيلية) بقوة وبشكل علني مع الأسطول.
ويرى المختص بالشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن الاحتلال سيحاول جاهدا منع وصول الأسطول إلى شواطئ غزة، وأن السؤال الآن هو كيف سيتم ذلك، خاصة وهي التي لا تريد أن تعيد الخطأ الماضي الذي عرضها لانتقادات واسعة. ويتوقع
أبو عامر أن تقدم البحرية الإسرائيلية على إعطاب الأسطول قبل وصوله إلى حدود غزة المائية كما حدث مع الأسطول الثاني في عام 2011 كم يتوقع أن تلجأ دولة الاحتلال إلى استخدام عنف أقل حدة من الذي اتبع مع نشطاء مرمرة، من خلال استخدام مدافع المياه والغاز وإطلاق النار في الهواء.
يذكر أن قوات الاحتلال هاجمت منتصف العام 2010 سفينة ‘مافي مرمرة’ التركية -أكبر سفن أسطول ‘الحرية2’- في المياه الدولية بالبحر المتوسط بينما كانت متجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار. وكان على متنها أكثر من خمسمئة متضامن معظمهم من الأتراك، مما أسفر عن مقتل عشرة وجرح خمسين آخرين.
هل تصل الرسالة؟
ويحمل أسطول الحرية 3 رسالة رمزية تتمثل في تسليط الضوء الدولي على الظلام الذي يعيشه الفلسطينيون منذ نحو 8 سنوات بسبب الحصار. وفي هذا السياق، قال رئيس الحملة الأوربية لرفع الحصار عن غزة، مازن كحيل، أن الهدف الرئيس من هذه الحملة هو الضغط على العالم لإجبار دولة الإحتلال على رفع الحصار، مؤكداً أن هذه الحملة البحرية حظيت بترحيب نيابي وشعبي أوروبي واسع.
وقال:” ما يجري في قطاع غزة غائب عن الأجندة السياسية الدولية وهدفنا هو إعادة الأولوية لغزة في هذه الأجندة لدفع أوروبا والعالم لإيجاد حل سياسي للمعاناة التي يعيشها القطاع”، مضيفا:” هناك حالة شبة إجماع في صفوف النواب الأوروبيين على رفض الحصار المفروض على غزة، وهم يقفون إلى جانب كافة المحاولات لكسر هذا الحصار”.
أما فيما يتعلق بالعوائق الإسرائيلية والتهديدات بمنعها من الوصول لغزة، فيرى أن ذلك لا يعد نهاية المطاف بالنسبة للحملة، ولا يعتبر فشلاً بالمطلق، بل نجاحا كبيرا، متابعا:” هذا هو النجاح بالتأكيد أن نوصل الرسالة للعالم تحمل أفعال دولة الإحتلال وقيودها على الحركة البحرية أمام غزة”.
وبين في الوقت ذاته في حال تمكن القائمون على الأسطول من نيل حماية دولية عليه فإن المهمة ستبدو صعبة جداً أمام الكيان الصهيوني ولن يبقى خيار الاعتداء عليه متاحاً وهو الأمر الذي يعني الاتجاه نحو الجهود الدبلوماسية من أجل وقف تسيير الأسطول لغزة.
وأيا كانت نسب إمكانية الوصول إلى شواطئ غزة، ومهما كان عدد الأميال التي قد تتوقف عندها سفن الأسطول تحت وطأة العدوان الصهيوني، سيُدفع الرأي العام الدولي دفعا لمتابعة ما يحدث وماذا سيحدث في تلك المنطقة الساخنة في الشرق الأوسط، في فترة قد تكون فيها أخبار داعش والحرب في سوريا واليمن أكثر جاذبية، وسينتهي حتما يتعرية قبح دول الإحتلال وأجهزتها القامعة للحريات والإنسانية.