من المقرر أن يبدأ السيد عزام الأحمد مشاوراته لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد تكليف اللجنة التنفيذية له، وسبق مشاورات الأحمد تصريح بالغ الأهمية لوزير خارجية فرنسا فابيوس، حيث قال بحضور وزير خارجية دولة فلسطين الدكتور رياض المالكي، بأن الرئيس أبلغه بأن أي وزير لا يعترف بشروط الرباعية الدولية لن يكون ضمن الحكومة، وهذا يعني عدم مشاركة حماس وربما أحزاب أخرى بالحكومة المقبلة، وفي حال أكد عزام الأحمد خلال مشاوراته بالفصائل حديث فابيوس؛ فهذا يطرح سيناريوهان للمشهد القادم:
1- سيناريو العودة لنقطة الصفر
رفض حماس المشاركة والاعتراف بالحكومة القادمة، وإعلام الفصائل بموقفها، وطرح مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنال ثقة نوابها بالبرلمان والذين يشكلون 60% من أعضائه، في الأغلب سترفض بعض الفصائل المؤثرة مثل الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية المشاركة، وسنكون أمام نفس المشهد الذي تلا الانقسام.
ما يؤكد هذا السيناريو:
– حماس ترى أن الرباعية هزمت أمام صلابة الموقف الفلسطيني المقاوم.
– بعض المتغيرات السياسية التي تصب في صالح حماس والتي دفعت العديد من الدول لقيادة حراك دبلوماسي للوصول لهدنة مع غزة.
ما ينفي هذا السيناريو:
– الواقع الاقتصادي والحياتي الصعب للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
– قد تكون هناك رغبة لحركة حماس بأن تتخلص تدريجيًا من عبء الحكم، مع ضمان دمج كوادرها بالحكومة وهذا قد يتحقق ضمن صفقة جديدة سنتحدث عنها بالسيناريو التالي.
2- سيناريو الصفقة
من المحتمل أن ترفض حماس المشاركة وتشترط القبول بالحكومة وتمكينها بغزة بإبرام صفقة مع الرئيس بموجبها يتم تصفير مشاكل غزة ودمج كامل لموظفي الحكومة السابقة والالتزام بتنفيذ كل خطوات المصالحة، وبذلك تخرج حماس من مشكلة شروط الرباعية، وتضمن تلبية شروطها المتعلقة بحاجة الناس بغزة.
ما يؤكد هذا السيناريو:
– إدراك حماس للوضع المأساوي الذي تسبب به الحصار لسكان قطاع غزة.
– حاجة حماس الماسة للخروج من الضائقة المالية والتفرغ لتطوير قدراتها، وهذا لن يتم طالما استمرت بدفع مرتبات لموظفي الحكومة السابقة.
– رغبة السلطة الفلسطينية بأن تغلق الباب أمام الحوارات الثنائية بين حماس وأوساط دولية وأممية بدأت تنفتح على حماس لمناقشة الهدنة مع إسرائيل.
ما ينفي هذا السيناريو:
– وجود جماعات مصالح تريد للوضع الراهن بالاستمرار.
– أزمة الثقة بين الطرفين قد تعطل إبرام صفقة متكاملة تؤسس لشراكة حقيقية.
الخلاصة: ما سبق يتوقف على إصرار الرئيس على تبني شروط الرباعية، ولكن في حال تخلت السلطة عن ذلك فأعتقد أن فرص تشكيل حكومة وحدة ستكون قوية في حال امتلكت كل الأطراف لإرادة سياسية لإنهاء الانقسام وتوحيد المؤسسات والتأسيس لشراكة حقيقية تؤسس لدولة عصرية.