انتصار آخر للأسرى الفلسطينين أحرزه الأسير خضر عدنان، بعد انتصاره في معركة الأمعاء الخاوية والتي استمرت لمدة 55 يومًا، حيث أعلن نادي الأسير الفلسطيني، أمس، عن التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح عدنان من السجون الإسرائيلية والتعهد بعدم الاعتقال مرة أخرى في مقابل إنهاء إضرابه عن الطعام، ومن المفترض أن تخلي السلطات الإسرائيلية التي وقعت على الاتفاق سبيل الأسير في 12 من يوليو المقبل.
مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني، المحامي جواد بولس، الذي فاوض المدعي العام الإسرائيلي وأبرم الاتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية، أشار إلى إنهاء الأسير الفلسطيني إضرابه عن الطعام، ولفت كذلك إلى إقامته ورئيس النادي، قدورة فارس، مع عائلة الأسير عدنان مؤتمرًا صحفيًا، صباح اليوم، في مركز الإعلام الحكومي برام الله للوقوف على تفاصيل الاتفاق، ومن جهته اعتبر نادي الأسير في تصريحات على لسان رئيسه الاتفاق إنجاز وطني وانتصار للأسير خضر عدنان.
جواد بولس: خضر عدنان تناول أول لقمة لبن من يد أمه، ويرسل التحية لجميع من وقف بجانبه وساند عائلته.#كلنا_خضر_عدنان
— شمس نيوز SHMS NEWS (@shmsnews) June 28, 2015
من جانبها، أكدت زوجة خضر عدنان، رندة موسى، أن زوجها انتصر على الكيان الصهيوني مرةً أخرى بتوقيع الاتفاق الأخير، وكانت الزوجة نفت التوصل لأي اتفاق للإفراج عن زوجها قبل العيد خلال اعتصامها الذي بدأته وأبناؤها الستة أمام مستشفى أساف هروفيه جنوبي تل أبيب المحتجز بها زوجها، حيث أعلنت الأسرة دخولها في إضراب مفتوح عن الطعام والاعتصام بالمستشفى تضامنًا مع الأسير بعد تردي حالته الصحية، وأكدت أنها لن تبرح باحة المشفى قبل الإفراج عنه، وبعد ساعات قليلة تم الإعلان عن الاتفاق الذي يقضي بفك إضراب الأسير مقابل حريته.
#رندة_موسى زوجة الشيخ #خضر_عدنان تعلن الإضراب عن الطعام بعد زيارته، زوجة وأطفال ووالدا الشيخ #خضر_عدنان معتصمون في ساحة مستشفى صرفند.
— Amany Khalifa (@Amanykhalefa) June 28, 2015
عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الذي اعتقلته السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة، حيث أمضى ما مجموعه ستة أعوام متفرقة في سجون الاحتلال بدون أن توجه له أي تهمة رسمية وذلك عن طريق ما يعرف بالاعتقال التعسفي، بدأ يدخل في حالات غيبوبة متقطعة ويعاني من هبوط حاد بالوزن، وانخفاض في دقات القلب بسبب إضرابه، وذلك بحسب ما أعلنه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع.
خاض الرجل تجربة الإضراب سابقًا إبان اعتقاله في ديسمبر من العام 2011، إذ استمر الإضراب وقتها 65 يومًا ثم انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه في أبريل من العام 2012، كان ذلك الإضراب الأطول والأشهر وقتها، وبعد عامين من هذه التجربة وأثناء عودته مع شقيقته من مدينة نابلس إلى بلدته عرابة بمحافظة جنين، أوقفته قوة إسرائيلية عسكرية في حاجز أمني بمنطقة وادي الدعوك القريب من بلدته واعتقلته، ليخوض تجربة الاعتقال الإداري العاشرة في عمره، وفي مطلع شهر مايو الماضي بدأ إضرابًا آخر للمطالبة بوقف سياسة الاعتقال الإداري بحقه بعدما أمضى مدة تسعة أشهر معتقلاً دون توجيه أي اتهامات له.
رفض عدنان المثول أمام المحاكم الإسرائيلية لاعتقاله إداريًا بدون تهم واضحة أو سقف زمني محدد لمدة الاعتقال، بالإضافة إلى توارد معلومات إليه عن احتماليه تجديد اعتقاله مرةً أخرى، معتبرًا أن المثول أمام محاكم الاحتلال ليس له أي نتائج مرجوة بقدر ما هو طريقة لشرعنة الظلم الإسرائيلي، كما حذّر من تمثيل المحامين له غيابيًا أمام المحكمة، وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت استئنافًا قدمه محامي عدنان ضد تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثالثة على التوالي، وأمرت بتجديد اعتقاله لمدة أربعة أشهر أخرى.
خشية السلطات الإسرائيلية من ظهور موجة جديدة لإضرابات الأسرى الفلسطينين دفعتها لاتخاذ إجراءات تعسفية بحق خضر عدنان، حيث قامت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بعزله داخل زنازين سجن “هداريم” شمال فلسطين المحتلة، فيما ناشد والده عدنان موسى، الأسرى في سجون الاحتلال للانخراط في الإضراب وتوسعة رقعته احتجاجًا على سياسة الاعتقال الإداري وتضامنًا مع نجله، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال سينضمون للإضراب في حال تم تمديد أوامر اعتقالهم.
حاز الإعلان عن الإفراج عن الأسير خضر عدنان بعد أقل من أسبوعين تفاعلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر النشطاء الاتفاق انتصارًا جديدًا للرجل الذي حقق انتصارًا سابقًا بإضرابه الأول في العام 2012، حيث فجر حينها موجة أخرى من الإضرابات في سجون الاحتلال للأسرى الفلسطينيين أسوة بتجربة الأسير خضر عدنان.
الشيخ انتصر من أول يوم خاض في المعركة وبالمرحلة الأولى، وجب التنويه #خضر_عدنان
— Amany Khalifa (@Amanykhalefa) June 28, 2015
وانتصرت الارادة
انتصر خضر عدنان مرة اخرى..
İradenin zaferi
Hıdır Adnan yine kazandı.#كلنا_خضر_عدنان#خضر_عدنان pic.twitter.com/8J9SVFpP5N— İntifada Yayınları (@intifadayayin) June 29, 2015
قال أحد النشطاء في تدوينة له على موقع تويتر أن مطالبة الأسير بحقه سبب انتصاره وأن الحق الذي وراءه مطالب لا يضيع.
لن يضيع حق وراءه مطالب #كلنا_خضر_عدنان
— karim (@karkar1978) June 29, 2015
وأضاف آخر في تغريدة: “الحرية لا تصلح إلا لمن كان حر النفس قبل الجسد”.
الحرية لا تصلح إلا لمن كان حر النفس قبل الجسد #خضر_عدنان_انتصر #كلنا_خضر_عدنان
— Elza Saleh (@elzasaleh) June 28, 2015
فيما أرجع نشطاء سبب رضوخ الاحتلال الصهيوني وإصدار قرار بالإفراج عن الأسير لتهديدات حركة الجهاد الإسلامي المنتمي إليها الرجل وأحد أهم قادتها بإنهاء التهدئة.