رغم سفره إلى مدينة قونيا وسط تركيا لقضاء عطلة العيد مع عائلته، استأنف وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” نشاطه الدبلوماسي والإنساني مباشرة عقب أدائه لصلاة العيد، حيث صرح لوسائل الإعلام من أمام جامع الإرشاد بكونيا أن وزارته تتابع عن كثب آخر التطورات وتواصل مساعيها الهادفة إلى إطلاق سراح الطيارين التركيين المختطفين في لبنان مؤكدا أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب “نبيه برّي”، وعدا ببذل قصارى جهديهما من أجل إطلاق سراح الطيارين التركيين المخطوفين منذ أكثر من شهر، كما أشار داود أوغلو إلى أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع عقيلتي الطيارين المختطفين، وشرح لهما الجهود المبذولة من أجل إطلاق سراح زوجيهما، متمنياً أن يطلق سراحهما في القريب العاجل.
وقبل أن يتوجه أحمد داوود أغلو إلى الحي المجاور للجامع للمعايدة ولتوزيع “إكراميات العيد”، تحدث أوغلو إلى الصحفيين الذين تجمعوا أمام الجامع وذكرهم بمعاناة “الإخوة السوريين” وشعوب مصر وفلسطين وميانمار والصومال، مشيراً إلى أن عيد الأضحى هذا العام يحل للمرة الثالثة، والسوريون بعيدون عن ديارهم وموطنهم، ومؤكّداً أن قلوب الأتراك تحس بالألم الذي يعاني منه الإخوة والأخوات في جميع أنحاء العالم.
وفي وقت لاحق من أول أيام العيد، وعلى هامش مشاركته في أحد برامج المعايدة في المدينة، قال أحمد داود أوغلو أنه تناول آخر مستجدات الأزمة السورية الراهنة، مع نظيريه الأميركي، جون كيري، والفرنسي، لوران فابيوس، في اتصالات هاتفية أجراها معهما، مشيرا إلى أنه يحتفل بالعيد من ناحية، ويجري من ناحية أخرى اتصالات دبلوماسية بعدد من المسؤولين في مختلف أنحاء العالم لمناقشة آخر تداعيات الأزمة السورية، مؤكدا أن هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق المجتمع الدولي، لعجزه عن تقديم المناخ الآمن للسوريين حتى يتمكنوا من الاحتفال بالعيد في سلام شأنهم في ذلك شأن جميع مسلمي العالم.
وفي ثاني أيام العيد، التقى أحمد داود أوغلو مع أكثر من 700 طالب قدموا من أكثر من 30 دولة لمتابعة دراستهم في تركيا، حيث قال لهم أن لا سعادة بالنسبة له تضاهي الجلوس إلى طلاب العلم وتبادل أطراف الحديث معهم وأنه وبلاده يرحبون بتواجدهم في تركيا ويطالبونهم ب”أن لا يشعروا أبداً أنهم مدينون لتركيا بأي شيء”، ثم خص الطلاب الفلسطينيين والسوريين فقال لهم أن “على كل فلسطيني وسوري، أن يعرف أن له مكانة مختلفة في قلوبنا”.