استهدف تفجير موكب النائب العام المصري هشام بركات صباح اليوم أثناء توجهه لمقر عمله، وقع الانفجار خلف سور الكلية الحربية بمنطقة مصر الجديدة شرقي القاهرة، ما أدى إلى إصابة النائب العام وستة آخرين بين ضباط من طاقم حراسته الخاص، الحادث الذى استهدف موكب النائب العام المستشار هشام بركات أسفر عن إصابته بخلع فى الكتف، وكدمات فى مناطق متفرقة من الجسم، وكسور فى عظام الوجه، وجرح قطعى فى الأنف، نقل على إثره إلى مستشفى النزهة الدولي مصابًا، وتم نقله لغرفة العمليات حيث خضع لعدة عمليات جراحية.
https://youtu.be/h4r6Q-hu0go
حاولت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن تظهر حالة النائب العام بالمستقرة مع الترويج لإصابته بخلع في الكتف فقط وكسور في عظام أنفه، لكن المصادر الطبية الداخلية أكدت خطورة حالة النائب العام الذي توفي بعد ساعات من نقله إلى المستشفى، إذ أعلنت مصادر طبية وقضائية بمستشفى النزهة الدولي مقتل المستشار هشام بركات ، النائب العام، متأثرا بإصابته.
هذا وقد قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن النائب العام هشام بركات “أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة”، وأكدت وكالة الأنباء الألمانية أن النائب العام فارق الحياة نتيجة إصابات خطيرة من بينها تهتك بالرئة ونزيف حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه.
التفجيرات التى استهدفت موكب بركات نتج عنها موجة انفجارية ضخمة، اخترقت السيارة المصفحة، التى كان يستقلها، مما أسفر عن احتراق العديد من سيارات الموكب، وقد تبين من المعانية الأولية، تحطم ما يقرب من 20 سيارة، اشتعلت النيران في بعض منها، وتحطم البعض الآخر، نتيجة شدة الانفجار، بالإضافة إلى وجود تلفيات في بعض المحال التجارية وواجهات العقارات، المواجهة لمكان الانفجار، وقد أشار مسؤول في الداخلية المصرية أن بركات أصيب بشظايا زجاجية جراء الانفجار.
https://youtu.be/6ADDVvcxrCw
التفجير نتج عن استهداف مجهولين لموكب النائب العام وتحديدًا سيارته وذلك أثناء خروجه من الشارع الذي يقطن به النائب العام متوجها إلى مكتبه، حيث تم تفخيخ سيارة داخلها كميات هائلة من مواد شديدة الانفجار تم تفجيرها عن بعد أثناء اقتراب الموكب.
تبنت عملية الاغتيال حركة تدعى “المقاومة الشعبية بالجيزة” وذلك على صفحة منسوبة لها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ولم يتسنى التأكد من نسبة هذه الصفحة لهذه الحركة، خاصة مع تردد الأنباء عن نفي مماثل من نفس الحركة بتبني هذا الحادث.
ليس هذا هو الحادث الأول الذي يستهدف عناصر قضائية مصرية في الأوانة الأخيرة، حيث قامت جماعة أنصار بيت المقدس في منتصف شهر مايو الماضي بهجوم على حافلة تقل عناصر من النيابة العامة مما أسفرعن مصرع ثلاثة من وكلاء النيابة العامة، في شمال سيناء، وقد توعد التنظيم في إصداراته المرئية باستهداف المزيد بعد أحكام الإعدام التي يصدرها القضاء المصري بحق المعارضين.
وقد وقع تفجير سابق في شرقي القاهرة أيضًا في وقت سابق من العام قبل الماضي استهدف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم لكنها صُنفت كعملية اغتيال فاشلة، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس مسؤولياتها عنها أيضًا، والتي عُرفت بعد ذلك باسم ولاية سيناء بعدما بايعت تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام.
من هو هشام بركات؟
هشام بركات النائب العام الذي لقي مصرعه اليوم نتيجة عملية الاغتيال هذه، تولي منصب النائب العام في مصر عقب انقلاب الثالث من يوليو بعد عزل النائب العام الأسبق طلعت إبراهيم الذي تم تعيينه في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقد كان بركات يشغل منصب رئيس بحكمة الاستئناف ثم تم انتدابه رئيسًا للمكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية وقت نظر قضية محاكمة المتهمين في قضية أحداث استاد بورسعيد، كما تولى أيضًا قضية هروب المساجين من سجن وادي النطرون إبان ثورة يناير، تلك القضية التي اتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسي، ثم انتدب بركات رئيسًا للمكتب الفني بمحكمة استئناف القاهرة، حتى وصل إلى منصب النائب العام.
أبرز قرارات المستشار هشام بركات خلال عمله كنائب عام كانت قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ما أدى لمقتل قربة الألفين في يوم واحد من مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، كما أحال بركات الرئيس السابق مرسي إلى محكمة الجنايات بتهم مختلفة من بينها التخابر واقتحام سجن وادي النطروان وقضية أحداث الاتحادية، وقد أصدر قرارًا بالتحفظ على أموال جماعة الإخوان المسلمين وأحال بركات الآلاف من معارضي الانقلاب العسكري للمحاكمة بتهم مختلفة، وقد صدرت أحكام بالسجن بمدد مختلفة عليهم وأحكامًا أخرى بالإعدام على مئات منهم.
وقبل مقتله بساعات، أصدر بركات، قرارًا بحظر النشر في القضية المعروفة إعلاميا رقم 250 أمن دولة، المتهم فيها عدد من الشخصيات العامة والحقوقية والسياسية بتلقى أموال لقلب نظام الحكم، أثناء ثورة 25 يناير، كما أحال عدد من رافضي الانقلاب العسكري إلى المدعي العام العسكري بتهم ارتكاب أعمال إرهابية.
هذا الحادث هو الأول من نوعه منذ الانقلاب العسكري الذي ينجح في استهداف مسؤول بحجم بركات في الدولة المصرية، وهو تطور لا شك خطير وينذر بدخول البلاد إلى مرحلة أوسع من دوامة العنف.