نددت منظمة العفو الدولية بقرار السلطات الجزائرية القاضي باعتقال المدون الجزائري عبد الغني علوي بسبب قيامه بنشر صور ورسوم كاريكاتورية للرئيس الجزائري ولرئيس الوزراء على موقع فايس بوك، حيث اعتبرت المنظمة رد فعل السلطات الجزائرية مبالغا فيه، وحثتها على الإفراج عنه “فورا”، كما قال فيليب لوثر مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية: “يبدو أن السلطات الجزائرية تحاول خنق الانتقادات في هذه المرحلة غير الواضحة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل”.
وعلوي معرض لأن يواجه حكما بالسجن عشر سنوات في حال إدانة المحكمة له بتهمة “تمجيد الإرهاب” التي وجهتها له السلطات الجزائرية بعد عثور رجال الأمن على معطف مكتوب عليه بالأسود: “لا إله إلا الله”، أثناء تفتيش بيته، حسب تصريحات محاميه، الأمر الذي علق عليه فيليب لوثر بدعوته للسلطات الجزائرية إلى “مراجعة القوانين التي تجعل من التشهير جريمة جزائية ووضع حد للجوء إلى قانون مكافحة الإرهاب لمعاقبة انتقادات غير عنيفة لممثلي الدولة”.
وذكر أمين سيدهم محامي عبد الغني،لصحف جزائرية، أنه قدم طلبا بالإفراج عن موكله بمكتب قاضي التحقيق بإحدى محاكم العاصمة الجزائرية الأحد الماضي، وأنه لم يحصل إلى الآن على رد في خصوص طلبه كما لم يقع بعد تحديد تاريخ لمحاكمته.
ويذكر أن تهمة تمجيد الإرهاب وجهت في شهر يوليو من سنة 2012 إلى مدون جزائري آخر يدعى صابر سعيدي بعد أن قام بنشر مقاطع فيديو لمسيرات شعبية في تونس ومصر، ووجهت له السلطات الجزائرية تهمة تمجيد الإرهاب وأدين بها، ورغم التفاعل الداخلي والدولي مع قضيته إلا أنه قضى عقوبة بالسجن 9 أشهر.
وتعيش الجزائر حاليا أزمة سياسية قد تزداد تأزما في الفترة القادم، وذلك بسبب الغموض الذي يشوب كل ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية التي يفترض أن تقام مطلع السنة القادمة، وعدم إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد عن ما إذا كان سيترشح للانتخابات الرئاسية أو إذا كان سيطرح تعديلا دستوريا يتيح له الترشح لفترة رئاسية رابعة.