تعرض برنامج “رامز واكل الجو” الذي يقدمه الممثل المصري رامز جلال للهجوم في العديد من الصحف الغربية، بعد أن لفت الأنظار باستضافته للعارضة والمغنية والممثلة الأمريكية باريس هيلتون، والتي تعرضت لأسوأ لحظات حياتها أثناء المقلب الذي قام به رامز معها كما ذكرت على حساب تويتر الخاص بها، وإن كانت المقالب التي يقوم بها على مدار السنوات الماضية قد تصاعدت في مدى جديتها وخطورتها، وقدرتها على إضحاك المشاهد العربي، فإن ردود الفعل الغربية على ما يبدو مستاءة بشدة من هذه النوعية من البرامج، والتي اعتبرها الكثيرون تجاوزت حد الضحك والفكاهة، وأصبحت أقرب للذعر والسخافة.
“نحمد الله أنها نزلت سالمة، وكل ذلك من أجل مقلب، لقد كانت تبكي في حالة ذعر أثناء الطيران كما شاهدنا، ولا أعرف بالضبط من على وجه الأرض يعتقد أنه من المضحك أن نضع شخصًا في موقف كهذا، ولكن يبدو أن هناك أناس يجدون في ذلك تسلية لهم، أما أنا فلا أعتقد أن هذا أمر مقبول، ولا يمكن أن أتمناه حتى لألد أعدائي”، هكذا وصفت الصحافية ريبيكا مور في مجلة كوزموبوليتان النسائية رفضها الشديد للمقلب الذي تعرضت له باريس، والذي تم رفعه على ما يبدو من اليوتيوب مرات عدة نظرًا لأن البعض رأي أنه غير مناسب للمشاهدة.
“تدبير المقالب هو فن خطير ويحتاج أولًا للتفكير مليًا في الخط الفاصل بين ما هو مضحك وما هو عديم الإحساس، وثانيًا للسير على ذلك الخط بحذر شديد، ومن الواضح أن الممثل المصري رامز جلال لم يقم بأي من هذين الشرطين وهو يضع باريس هيلتون في ذلك المقلب، والذي يمكن أن نسميه بكل وضوح المقلب الأكثر خسة في العالم”، هكذا كتبت إحدى الصحافيات في إحدى مجلات الأزياء.
لم يقتصر الأمر على الصحف النسائية والمخصصة للأزياء، بل وصل لصحيفة كبيرة وعريقة مثل الجارديان، والتي كتب فيها الصحافي ستوارت هريتيدج مقالًا بعنوان “حادث طائرة باريس هيلتون: تدني غير مسبوق للمقالب التلفزيونية”، والذي اعتبر فيه أن فكرة المقلب تجاوزت بكثير حدود المسموح به في برامج كهذه، وأن مقدم البرنامج لم يعرف الفرق بين تدبير مقلب لطيف والتصرّف كشخص أخرق، “أن أرى باريس تتوسل لحياتها هو أمر يجعلني أفكر في الحقيقة فيما سأفعله إذا ما كنت لأموت خلال ثوانٍ، ولا يجعلني أضحك أبدًا”، كذا كتب ستوارت.
الهافينغتون بوست أيضًا كتبت عن البرنامج وأشارت للحلقة بأنها كانت مزعجة جدًا لمن شاهدها، وهو ما يبدو أنه نفس الرأي للكثير من المشاهدين والمنابر الإعلامية على الإنترنت، والتي اضطر الكثيرون فيها لإزالة الفيديو بعد رفعه منعًا للإزعاج، أو التحذير قبل عرض الفيديو كما فعلت الهافينغتون بوست، والتي أغرقها القراء بتعليقات سلبية عن انطباعاتهم عن الحلقة.
“محاكاة حادث سقوط وتحطّم طائرة هو محاكاة للذعر لا مقلب مضحك”، هكذا كتب أحدهم، “لا يمكن لشخص أن يضع إنسانًا تحت مشاعر ضغط كهذه إلا إذا كان مضطربًا نفسيًا، إنه أمر شديد الوحشية، لقد كان يمكن أن يحدث عطل بالفعل لتلك الطائرة وهي تتحرك بهذا الشكل وتعرض حياة الركاب للخطر”، في حين كتب آخر أن حادث كهذا قد يؤثر عليها لبقية حياتها كما يحدث مع الكثيرين، وأن المقلب يشي بـ “تدبير مريض”.
جانب من تعليقات القراء على إحدى المواقع التي نقلت خبر المقلب
هذا وسرت أنباء في مواقع عدة عن أن باريس ستقوم بمقاضاة البرنامج والقائمين عليه نتيجة التضرر النفسي الذي لحق بها، والذي قد يسبب لها الخوف من ركوب الطائرات مستقبلًا، في حين قال آخرون إن موافقتها على إذاعة الحلقة وتلقيها مقابلًا ماديًا – إن تم بالفعل – لن يكون في صالحها، لا سيما وأنها صورت مع رامز فيما بعد إعلانًا للبرنامج كان يُذاع قبل رمضان، مما يعني قبولها في النهاية لما جرى، أضف لذلك أن البعض لفت الأنظار للملامسة الجسدية المبالغ فيها من جانب رامز جلال لباريس هيلتون أثناء المقلب، وإمكانية ارتقاء ذلك الفعل لـ “اعتداء جنسي” أو تحرّش كحد أدنى.
ما إذا كانت باريس هيلتون ستقاضي البرنامج فعلًا أم لا هو ما ستكشف عنه الأسابيع المقبلة، بيد أن تسليط الضوء بشكل جدي على المقالب المبالغ فيها، والخطيرة في الحقيقة بشكل يعرض القائمين عليها للخطر، هو أمر جيد في كل الأحوال، وسيكون مفيدًا حال تم رفع قضية أن يوضع حد لهذه النوعية من البرامج، والتي لم يكن ليُسمَح بها في الولايات المتحدة أو أوروبا على أقل تقدير، ولم تكن لتلقى قبولًا أصلًا كما تشي ردود الأفعال.