الجندي الأمريكي دون غوميز كتب فقرة جديدة من سلسلة مذكراته تحدث فيها عن “أجمل” الأيام التي عاشها في العراق أثناء خدمته العسكرية هناك، أيام قضاها داخل مطار بغداد الدولي صور من خلالها وضع الجنود الأمريكيين في العراق العامة وفي مطار بغداد خاصة.
“في أحد أيام شهر أكتوبر من سنة 2003 بعد 5 أشهر من احتلال العراق، طلب من الوحدة التي أعمل فيها أن ترسل فرقتي مشاة إلى مطار بغداد الدولي لمهمة خاصة ستستمر لأسبوع على الأقل، وكنت قائد احدى الفرقتين التي تم اختيارهما لأداء هذه المهمة، ودون أن نعلم الأسباب أو نوع المهمة جهزنا عتادنا وتوجهنا إلى بغداد”.
دون غوميز لمح كثيرا في مذكراته إلى أن الجنود الأمريكيين كان معظمهم يقومون بالخدمة العسكرية على مضض وكانوا يرفضون الخدمة في العراق ويظهر الغضب عليهم من تقاسيم وجوههم ومن تصرفاتهم.
“وبعد مسيرة طويلة عبر الطريق السريع رقم ثمانية إلى بغداد، وبعد أن مررنا بعشرات الحواجز الأمنية المليئة بالأمريكيين الغاضبين، وصلنا إلى مطار بغداد، وفي داخله لمحنا بناية ضخمة في وسط المحطة الجوية، وعلى واجهة البناية علقت لافتة كبيرة كتب عليها “مرحبا بكم في نزل كاليفورنيا””.
“وبينما ذهب القائد الأعلى مني رتبة للتنسيق مع القادة المسؤولين عن المطار، كانت لدينا فرصة لاكتشاف مطار بغداد الذي طالما سمعنا عن الخدمات الخاصة التي يقدمها من خلال زملاء لنا مروا منه وحدثونا عن محلات “البرغير كينغ” وغيرها من أنواع الطعام الأمريكي المتواجدة بداخله والتي حرمنا منها منذ بدأنا خدمتنا في العراق، ربما كانت وجبة بسيطة بالنسبة لأمريكي، ولكن الحصول على “سندويتش” دجاج واحد وتقاسمه ما بين 36 من أعضاء الوحدة التي كنت فيها كان يعني لنا الكثير”.
“وبعد جولة صغيرة في المطار، تم إبلاغي بأننا سنعمل كقوة للرد السريع في حالات الطوارئ في محافظة بغداد، وبالنسبة لي كانت هذه المهمة أفضل من المهام السابقة فلن نقوم بمهام حراسة يومية وسنكتفي بالاستمتاع بالخدمات الموجودة في المطار إلى أن يأتينا طلب مساعدة، ولكن بالنسبة لزملائي فقد بدا على وجوههم القلق عندما شرحت لهم بأننا وفور سماعنا لأي طلب للمساعدة فسنركب مروحيات التوماهوك ونتوجه إلى المكان الذي جاء منه النداء والذي يفترض أن يكون فيه مواجهة مع مجموعات مسلحة”.
“تم تخصيص الطابق السابع في مبنى نزل كاليفورنيا لنقيم فيه، وبعد أن قمنا بإيصال كل أسلحتنا إلى هناك وبعد أن قمنا بترتيب الغرف وتعديل بعض مشاكل الكهرباء والنوافذ، قمنا بشراء شاشة تلفاز وجهاز XBOX وبعض الأفلام ولعبة ” Halo: Combat Evolved” القتالية ووفرنا كل ما يلزمنا للاسترخاء والراحة، وبعد محاولات عديدة فاشلة لتشغيل الXBOX بسبب التيار الكهربائي، نجحنا بعد يومين في تشغيله وبدأنا اللعب”.
“وانتهت فترة الأسبوعين ونحن جالسون أمام التلفاز نلعب ونأكل الوجبات الجاهزة دون أن يأتينا أي نداء ودون أن نغادر نزل كاليفورنيا، وفي اليوم الذي طلب منا الاستعداد للعودة إلى ثكنتنا في الصحراء، كان الحزن ظاهرا علينا، كما كانت الغيرة ظاهرة على وجوه أصدقائنا الذين استقبلونا في الثكنة بعد أن بلغتهم أنباء عن كيفية تمضيتنا لل”إجازة” في مطار بغداد بينما كانوا هم يعملون ساعات إضافية لتغطية غيابنا”.