استهدفت طائرات التحالف العربي، الذي يشن غارات جوية على اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية سوقًا للمواشي في منطقة الفيوش بمحافظة لحج اليمنية، ما تسبب في مقتل أكثر من عشرين مدنيًا.
ووفق ما نشرت وكالة مسند اليمنية للأنباء أن مصدرًا عسكريًا يمنيًا طالب قوات التحالف بأن تفتح تحقيقًا فوريًا فيما جرى حول الضربات الجوية التي أصابت سوق يرتاده المدنيين حيث اعتبرت أنها ضربات خاطئة، إذ أن القوات الجوية للتحالف العربي من المفترض أن تستهدف قوات جماعة أنصار الله “الحوثي”، والقوات المشتركة معها للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح.
ما حدث أمس الإثنين بمنطقة الفيوش بمحافظة لحج، من استهداف سوق للمواشي أدى إلى مقتل أكثر من عشرين شخصًا، يؤكد وجود اختراقات داخل قوات التحالف، كما يؤكد وجود حالة من التساهل في تحديد الأهداف على الأرض، الأمر الذي يتسبب في كوارث إنسانيه يسقط جراءها عشرات الضحايا، بحسب ما أفادت المصادر اليمنية.
يضيف المصدر العسكري اليمني أن الاستمرار العشوائي للضربات الجوية وزيادة نسبة الخطأ بها دون التحقيق في أسبابها، هو مؤشر خطيرعلى هناك أطرافًا تحاول العبث في اليمن مستغلة هذا التحالف العربي.
وقد نقل موقع “يمن فويس” عن نفس المصدر العسكري، بشكل صريح، الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي التي تمتلك غرفة عمليات في عدن مرتبطة بأفراد محددين في الأرض، مهمتها الأساسية تحديد الأهداف العسكرية التي يتم قصفها من سلاح الجو، وأن هذه المهمة تقوم بها الإمارات في كل من عدن ولحج والضالع والمناطق المجاورة لها منذ أكثر من شهرين.
وبالرغم من تقليله لاتهامات سابقة ترددت، تقول إن لدولة الإمارات ضلوع في استهداف مواقع مدنية، ولكن المصدر العسكري يرى أن سلاح الجو الإماراتي لا يمكن أن يتورط في مثل هذه الأخطاء.
ورغم ذلك فإن بعض الجهات الإعلامية تتهم الإمارات بشكل واضح باستهداف مواقع لمقاتلي، ما يُطلق عليهم، “المقاومة الشعبية” في كل من عدن ولحج والضالع، وأرجعوا ذلك أن غرض الإمارات هو تصفية المقاتلين الإسلاميين الذين ينتمي بعضهم إلى فصائل إسلامية باليمن، كحزب الإصلاح اليمني التابع لجماعة الإخوان المسلمين وبعض السلفيين، كما أشاروا إلى أن الغرض من ذلك أيضًا إفساح دورًا كبيرًا لبعض مكونات المقاومة الجنوبية التي قد تدين بالولاء للإمارات.
وقد طالبت قوات من داخل المقاومة اليمينة التحالف العربي أن يقوم بالتنسيق معهم في كافة العمليات القتالية وخاصة العمليات الجوية لمنع تكرر الأخطاء، في الوقت الذي يقع فيه عشرات المدنيين اليمنيين ضحايا لعدوان مليشيات الحوثي وصالح، وكذلك ضحايا لطائرات التحالف العربي.
فطائرات التحالف العربي قامت بقصف مواقع أثرية بالخطأ قبل ذلك، وهو ما دعى منظمة اليونيسكو لأن تقول إن الحرب في اليمن، منذ انطلاق ما يُعرف بعاصفة الحزم، تدمر التراث اليمني؛ بسبب القصف العشوائي على مناطق تاريخية وأثرية وهو ما يدمر التراث البشري، الأمر تكرر مع قصف تجمعات للمدنيين بشكل مستمر دون تحقيق، ومع تكراره اتجهت أصابع الاتهام إلى وقوف بعض الدول في التحالف العربي وراء تلك الحوادث بهدف تصفية حسابات سياسية مع فصائل على الأرض.