إذا كنت قد شاهدت توم كروز في فيلم الخيال العلمي “حافة الغد”، فلا بد أنك تذكر تصور الفيلم عن الهيكل الخارجي الذي يرتديه المقاتلون، ويبدو أن الأمر لم يعد خيالًا علميًا فقط؛ فالجيش الأمريكي يسير في هذا الاتجاه، عندما كشف عن نموذج لهيكل خارجي يرتديه القناص حول ذراعه ليجعل رصاصته لا تخطئ أبدًا.
هذا الجهاز، الذي يسمى MAXFAS، له هدف واحد أساسي، أن يلغي الاهتزازات من معادلة القنص تمامًا، فإذا أمسكت ببندقية في طول ذراعك فإن يدك سوف تهتز أو ترتعش بشكل خفيف بالتأكيد، هذه الرعشة سوف تصبح أسوأ إذا كان الجندي متعبًا أو يحمل الكثير من الأشياء، مما يعيقه عن إصابة الهدف بدقة.
يتكون جهاز الذراع هذا من هيكل كربوني يتم لفه حول الذراع، مع كابلات ضغط مدمجة، محركات كهربية، بطارية، ومستشعرات موصولة بها، وعندما تمتد الذراع للتصويب، تلتقط المجسات أي رعشة صغيرة، فتقوم المحركات بشد الكابلات المناسبة كي توقف هذه الحركة بشكل أوتوماتيكي، فتصبح الرصاصة في النهاية أكثر دقة.
هذا الجهاز لن يستخدم مع الجنود فقط، فقد نشأ في البداية لأجل استخدام طبي غاية في الأهمية، حيث يمكن أن يساعد مرضى السكتة الدماغية بعد إصابة أذرعهم بالشلل أو الضعف الشديد، لإعادة تأهيلها واسترداد وظيفة الذراع، وحينها التقط الفكرة المهندس الميكانيكي دان بايشلي، ثم قام بتطويرها في مختبر الجيش الأمريكي البحثي، مركزًا على وقف الاهتزاز في ذراع الرامي، وقد طورها كثيرًا، لكنه ما يزال يحتاج للمزيد كي يصبح جاهزًا لساحة المعركة، وربما سوف يتطور هذا الجهاز في المستقبل ليتم ارتداؤه على الرأس أيضًا، يتتبع حركة عين الجندي ويقوم بضبط الذراع بناء عليها، لأجل دقة تصويب أكبر بكثير.