ترجمة وتحرير نون بوست
خلال حفل حماسي لفرقة راستاك الإيرانية، واجه المتشددون المحافظون المتدينيون في الجمهورية الإسلامية، تحدياً يطّرد انتشاره في إيران، وكان التحدي هذه المرة متمثلاً بثلاث شابات يهتفن بحماس داخل الحفل.
مع متابعة الصديقات الثلاث، اللواتي كن يرتدين حجاباً ملوناً، لصراخهن الحماسي وتصفيقهن المندفع، ظهرت امرأة تبدو عليها ملامح الصرامة، ترتدي عباءة باللون الأسود، من إحدى زوايا القاعة، ووقفت أمام الفتيات، رافعة إصبعها، ومهددة بطردهن، ولكن عندما واصلت الفتيات هتافهن، التقطت امرأة مسؤولة أخرى صورة للفتيات.
لم تكن الفتيات مذعورات أو خائفات على الإطلاق، وسألت إحداهن الأخريات “هل أنتن متأكدات بأنكن لن تخرجن؟” رافعة صوتها فوق الموسيقى، مع ابتسامة متحدية أطلقتها بوجه أفراد الأمن، وكان الجواب واضحاً عندما تابعت الفتيات هتافهن وصياحهن، ولكنهن خضعن للمراقبة عن كثب حتى نهاية الحفل.
إيرانيون يشاهدون إحدى مباريات كأس العالم في البرازيل في مقهى رياضي بالعاصمة طهران
هذه المواجهة هي عبارة عن مثال بسيط لحالة أكثر انتشاراً، تتمثل بالكيفية التي يواجه بها المتشددون الإيرانيون، الذين هيمنوا على إيران خلال العقد الماضي، قوة أخرى متمثلة بالشباب الإيراني الثائر، الذي وُلد بعد فترة طويلة من ثورة عام 1979، علماً أن أكثر من 50% من الشعب الإيراني، البالغ تعداده حوالي 75 مليون نسمة، هم تحت سن الـ35 عاماً، والكثير من هؤلاء الشباب سئموا وتبرموا من التشدد الديني، وسوء الإدارة الاقتصادية، والعزلة، التي تم فرضها عليهم جميعاً إثر عقود من العقوبات الدولية على إيران.
الإيرانيون الشباب لا يحاولون الإطاحة بنظام الحكم الإيراني، الذي لا يزال يخوض المحادثات النووية مع القوى العالمية الست الكبرى، حيث حلت المهلة الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي وانقضت، ولكن الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، صرحت بأن المفاوضات ستستمر في اليومين المقبلين.
“لا يمكنك أن تبني سدًا أمام الإعصار”
يبدو الشباب الإيراني المولود ما بعد الثورة، في الوقت الراهن على الأقل، غير مهتم سياسياً بشكل عام، ويسعى فقط للتحرر من المعارك الإيديولوجية المستمرة التي تعصف في البلاد منذ عهد الثورة، كما أن جيل الشباب راضٍ بقادته المحافظين من الذين لا يتمتعون برؤى متشددة، مثل الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني.
“هذا طوفان عارم من الشباب الذي يبحث عن حياة أفضل”، يقول رضا سلطان زاده، 43 عاماً، مدير صندوق استثماري في طهران، ويتابع “أنت لا تستطيع أن تضع سداً أمام إعصار تسونامي”.
إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن الناشطين والسياسيين التابعين لمعسكر الإصلاح الإيراني، يأملون بأن الموجة الشعبية التي سيحظى بها روحاني إبان الوصول إلى الاتفاق، ستساعد على اقتلاع واجتياح أعتى المتشددين من البرلمان الإيراني في انتخابات العام المقبل، وهذا قد يفتح الباب أمام إبرام تحالف ما بين المحافظين الأكثر براغماتية والإصلاحيين، مما سيساعد على دفع إيران إلى حقبة نهاية عزلتها الدولية.
أكثر من نصف السكان الإيرانيين تبلغ أعمارهم 35 سنة أو أقل
سابقاً، تشجع الكثير من الإيرانيين الشباب إثر الاتهامات بالفساد التي تم توجيهها إلى مسؤولين كبار من عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والذي يتهمه روحاني بأنه أساء إدارة الاقتصاد الإيراني.
“لقد أدركوا بأنهم لا يستطيعون إدارة البلاد بدوننا”، يقول سعيد ليلاز، اقتصادي اصلاحي وناشط سُجن لمدة عام للتعبير عن رأيه ضد الحكومة في عام 2009، وتابع قائلاً “لقد تعلمنا أننا لا نستطيع أن نطلب من النظام أن يتغير بشكل فوري، لذا نحن الآن نحتشد في الوسط”.
المتشددون في إيران يهيمنون على جميع مقاليد السلطة الرسمية في البلاد، بما في ذلك القضاء، والبرلمان، واللجنة التي ستختار خليفة للزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، كما أن الحرس الثوري الإيراني، المحسوب على الفصيل المتشدد، وسّع نفوذه للهيمنة على الاقتصاد والمجتمع، وفي ذات الوقت، يشرف على السياسة الخارجية للبلاد، والتي تشمل توظيف وتشغيل الميليشيات التي يعتبرها الغرب منظمات إرهابية، مثل حزب الله وحماس.
في أعقاب إعادة انتخاب أحمدي نجاد عام 2009، اندلع استياء واسع النطاق بمواجهة المتشددين، حيث شكك وطعن منافسا نجاد، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، بنتائج الانتخابات، وقادا المظاهرات لأسابيع، قبل أن يتم اعتقالهما وحبسهما؛ وحينئذ كان النظام الإيراني المتشدد بقيادة نجاد مصدوماً بهذه الاحتجاجات، ورد عليها من خلال سحق التحرك الأخضر الإيراني المعارض، وهو الاسم الذي أُطلق على الأحداث التي اندلعت في إيران بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2009.
بشكل عام، المعارضون الأكثر حدة للنظام الإيراني، توفوا منذ فترة طويلة، أو تم نفيهم، أو حبسهم، وحالياً، معظم الإيرانيين الشباب وذويهم، يحاولون عموماً المضي قدماً في حياتهم، ولكنهم فاجأوا المؤسسة الإيرانية المتشددة قبل عامين، بتدفقهم العارم لدعم روحاني، وهو سياسي براغماتي مخضرم، تعهد بدفع إيران نحو عهد جديد من “الحكمة والأمل”.
الكثير من الناخبين توسموا في روحاني خيراً، ورؤوا في وعوده وسيلة للتخفيف من السياسات الصارمة والقاتمة للمتشددين الإيرانين، ومنذ اعتلائه لدفة الحكم، ركز روحاني على الاستقرار الاقتصادي، كما جعل الاتفاق النووي الهادف لرفع العقوبات، القضية المحورية للجهود المبذولة من قِبل حكومته.
ورغم أن روحاني قد خيب أمل العديد من الإصلاحيين الذين كانوا يأملون في فسح مجال أكبر للنشاط السياسي، وتحقيق تحسينات في مجال حقوق الإنسان، بيد أن روحاني قام فعلاً بتلطيف تطرف النظام، وعمل من خلف الكواليس على مجابهة وعكس بعض السياسات المتشددة، حيث أسند بعض الأدوار البارزة في حكومته، لأعضاء من جماعات الأقليات والنساء، مما أثار فزع المتشددين.
على سبيل المثال، أعلنت الحكومة الإيرانية مؤخراً بأن مرضية أفخم، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ستصبح أول سفيرة أنثى لإيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، كما حاول السيد روحاني الضغط للسماح للمنتخب الوطني الإيراني للنساء بالمشاركة في مباراة لكرة الطائرة ضد الولايات المتحدة، ولكن وزير الداخلية المتشدد أعلن في اللحظة الأخيرة أن النساء سيحظرن من المشاركة في هذه المبارة.
سعى روحاني أيضاً لإزاحة المتشددين الذين عينهم أحمدي نجاد في الجامعات الحكومية الإيرانية، والتي أصبح بعضها بؤرة للنشاط السياسي المتشدد، وأحد هذه الجامعات التي طالتها إصلاحات روحاني، هي جامعة العلامة الطباطبائي في طهران، والتي شهدت فصولها الدراسية فصلاً ما بين الجنسين، وكانت المنظمات الطلابية المتشددة تتحدى الأساتذة الجامعيين، حيث تم تطهير أعضاء هيئة التدريس من جميع الأساتذة المعارضين للسياسات التشددية.
ولكن بعد وقت قصير من توليه السلطة، قام روحاني بتعيين رئيس جديد للجامعة، وعادت بعض الصفوف الدراسية، بشكل غير رسمي، لسياسة الاختلاط ما بين الجنسين، كما تم إعادة توظيف بعض الأساتذة الذين تم طردهم مسبقاً.
ونتيجة لذلك، عادت الجامعة إلى المجتمعات الأكاديمية الدولية، ورحبت مؤخراً ببعثة تبادل طلابي من معهد ماساتشوستس للتقنية، “لقد انفتحنا على العالم”، يقول اسماعيل قادري، بروفيسور في السياحة تمت إقالته من منصبه في عام 2005، ومن ثم تم إعادة تعيينه مرة أخرى من قِبل رئيس الجامعة الجديد.
وعلى الرغم من الجهود المضنية التي انتهجها النظام الإيراني لعزل إيران عن التأثير والنفوذ الأجنبي غير المرغوب به، بما في ذلك مشروع الإنترنت الوطني في عهد أحمدي نجاد، الهادف لحصر المواطنين بشبكة إنترنت محلية إسلامية، بيد أن الإيرانيين الشباب متصلون بالعالم الآن بشكل لم يُعهد مسبقاً.
هيمنة وسائل الإعلام الاجتماعية
رغم أن الحكومة تحجب رسمياً الخدمات الرئيسية مثل الفيسبوك والتويتر، بيد أن “وسائل الإعلام الاجتماعية يستعملها الجميع، وكل بطريقته الخاصة”، تقول مريم أبي الفضل، الرئيس التنفيذي لشركة لانترن “أي الفانوس”، وهي شركة مقرها الولايات المتحدة، مختصة بتصميم برمجيات يمكن استخدامها لكسر الحجب المفروض من الحكومة الإيرانية على الإنترنت.
الموقف الاحتجاجي الذي سجلته النساء الإيرانيات مؤخراً، والمتمثل بتصوير أنفسهن بدون حجاب في الأماكن العامة، ونشر الصور على الفيسبوك، اكتسب مشاركة واسعة، كما أدى إلى سجن العديد من النساء في المعتقلات الإيرانية.
وفضلاً عما تقدم، فإن الإيرانيين الشباب ينظمون عروضاً للأزياء، ولكن بشكل هادئ جداً؛ فأسبوع الموضة الثالث في طهران، والذي يضم عرضاً للأزياء النسائية يقتصر حضوره على السيدات فقط، وعرضاً للتصاميم الرجالية مختلط الجمهور، تم تنظيمه على مدى ثلاثة أيام في الآونة الأخيرة، في الطابق السفلي من مركز تسوق راقٍ.
الإيرانيون الشباب يقضون ساعات مطولة على الموقع الالكتروني التجاري Digikala، حيث يستطيعون مقارنة المنتجات، وتبادل الأفكار حول هواياتهم، “أنماط الحياة الشعبية تتغير”، يقول سعيد محمدي، 35 عاماً، مالك موقع Digikala مع شقيقه التوأم حميد، ويتابع قائلاً “إن الطريقة التي يفكر فيها الناس هنا تتغير أيضاً”.
في إيران، حوالي 32٪ من السكان يستخدمون الإنترنت
حافظ صفائي، 21 عاماً، يرغب بأن يصبح عاملاً محترفاً في صناعة القهوة “باريستا”، حيث شحذ مهاراته في صنع القهوة من خلال تتلمذه على يد معلمين في صناعة القهوة الإيطالية واليونانية، كما شارك في مسابقات لصنع القهوة في أوروبا والولايات المتحدة، وفاز بواحدة من المسابقات في طهران العام الماضي، “أريد أن أجمع الناس من خلال القهوة”، يقول صفائي.
قام صفائي وشقيقه بافتتاح مقهى في حي مرموق في طهران في مايو الماضي، ويعمد الشقيقان من خلال هذه المقهى إلى إحياء “ثقافة القهوة” القديمة، التي يقولان أنها كانت موجودة عندما كانت إيران على مفترق طرق التجارة الدولية التي شملت اليمن وإثيوبيا.
المحافظون المتشددون في إيران لم يقفوا مكبلي الأيدي، بل دافعوا عن أنفسهم ومستحقاتهم، حيث ذاع الانتقاد المباشر للمحادثات النووية الإيرانية مع الغرب، ولكن تم كتم هذه الانتقادات بعد تأييد الخامنئي لها، رغم أن الأخير عبّر عن تشككه من الوصول إلى صفقة إثر المحادثات، كما أن المرشحين الرئاسيين السابقين، موسوي وكروبي، اللذان طعنا بمصداقية انتخابات عام 2009، وقادا مظاهرات مضادة للنظام بناء على ذلك، مازالا تحت الإقامة الجبرية من دون محاكمة، فضلاً عن أن العديد من الأمريكيين من أصل إيراني مازالوا يقبعون في السجون الإيرانية، بما في ذلك كاتب صحيفة الواشنطن بوست المتهم بالتجسس، جيسون ريزايان، الذي مثل أمام المحكمة لمرتين، ولكن التقدم الحاصل في إجراءات المحاكمة المغلقة، ما زال غير واضحاً، حيث أن ريزايان قد يواجه عقوبة تصل إلى 20 عاماً في السجن في حالة إدانته، وفقاً لما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست.
في أوائل أبريل، تظاهر حوالي 200 متشدد أمام البرلمان، إبان تقديم وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، ملخصاً خاصاً داخل البرلمان عن حالة المحادثات النووية، وتبعاً لكون هذه الاحتجاجات في إيران تعتبر غير قانونية بدون الحصول على إذن خاص، قامت الشرطة بسرعة بتفريق المتظاهرين، كما حذر وزير الداخلية الإيراني مؤخراً من مغبة تنظيم المزيد من المظاهرات غير القانونية.
بجميع الأحوال، يشير صقور المحافظين الإيرانيين إلى أن التوصل لاتفاق نووي لن ينهي المعارضة الإيرانية تجاه الولايات المتحدة، طالما أن الأخيرة تدعم إسرائيل، وتصر على لعب دور في العراق والخليج الفارسي، “وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب”، يقول حسين الكناني مقدم، وهو ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني، ويرأس حالياً أحد الأحزاب السياسية المحافظة.
في الآونة الأخيرة، كثّف المتشددون من جهودهم لإحباط الفعاليات الثقافية التي يرونها غير لائقة دينياً، مثل الحفلات الموسيقية التي يعزف فيها النساء والرجال الموسيقى معاً، حيث خشي منظمو الحفل في همدان من أن تعمل الضغوطات على إلغاء حفلهم في اللحظة الأخيرة، خاصة أنه سبق وأن تم إلغاء حفلتين في طهران قبل ذلك الحين.
في مايو، تجمع مجموعة من المتشددين أمام قاعة حفلات في ماهشار، وهي مدينة ساحلية في جنوب غرب إيران، حاملين لافتات احتجاج على إشراك المرأة في فرقة موسيقية كان من المقرر أن تعزف في القاعة في ذلك اليوم، وتم إلغاء الحفل بعد أن أيّد أحد الشخصيات الدينية الرائدة في ماهشار هذه المظاهرة، علماً أن الحفل كان قد تم الموافقة عليه في وقت سابق من قِبل وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، بقيادة الوزير علي جنتي، المعيّن من قِبل روحاني، والذي مارس ضغوطات عديدة باعتباره وزيراً للثقافة للسماح بعقد المزيد من الحفلات الموسيقية، ومن الجدير بالذكر أن جنتي هو نجل أحد المتشددين الإيرانيين الأكثر قوة، آية الله أحمد جنتي، وهي علامة أخرى على معركة الأجيال التي تشهدها إيران.
من جهته ألقى بروز أرجمند، مدير مكتب الموسيقى في وزارة الثقافة الإيرانية، اللوم في إلغاء الحفل على “المعتقدات الدينية الصارمة، والنوايا السياسية، والافتقار للوعي حول الأثر الإيجابي الذي تحققه الموسيقى على جيل الشباب”.
يكتا جامهكرمي، هي عازفة كمان في فرقة موسيقية، هذه الفرقة كانت تعزف الموسيقى الإيرانية التقليدية في مدينة أصفهان في فبراير، قبل أن ينقطع الحفل بدخول نحو 50 متظاهراً متشدداً، ولكن الفرقة تابعت الحفل متجاهلة مطالب المتظاهرين لإنزال النساء من على المسرح، حيث تصف جامهكرمي اللحظة بقولها “بقي المتظاهرون لمدة 20 دقيقة، وكانوا يهتفون بشعارات، ويحدثون الجلبة والفوضى”، وتابعت قائلة “هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف من العزف”.
وتعقيباً على هذه الحادثة، أدانت مجموعة غير ربحية من الموسيقيين، تدعى بيت الموسيقى، قطع الحفل من قِبل المتظاهرين المتشددين؛ فعلى الرغم من أن القانون يقف إلى جانب الموسيقيين، بيد أن الحفلات الموسيقية غالباً ما يتم إلغاؤها من قِبل المسؤولين المحليين تحت تأثير رجال الدين والمتشددين، وفقاً لحميد رضا نوربخش، وهو مغني ومدير مجموعة بيت الموسيقى، والذي أضاف قائلاً “انتخاب السيد روحاني، وتشكيل حكومة الحكمة والأمل، ألهم الموسيقيين”.
ومن موقعه كمدير لمكتب الموسيقى في وزارة الثقافة، يرى السيد أرجمند أن المتشددين يخوضون معركة ضد المستقبل، حيث يقول “هناك مجموعة صغيرة تسخّر الساحة الثقافية لتحقيق أغراض سياسية”.
المصدر: وول ستريت جورنال