عام كامل والصمت سيد الموقف لدى إسرائيل والمقاومة حول أعداد الأسرى الصهاينة بيد حركة حماس، حتى بدأت الإشارات تصدر من المقاومة، وأولى تلك الإشارات كان يوم 14/12/2014م في الخطاب الشهير لأبي عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، حيث قال: لدينا جنود. ولم يقل لدينا جندي في إشارة إلى شاؤول أرون، ومنذ تلك اللحظة بدأنا كمراقبين نرصد التصريح تلو التصريح لنصل لنتيجة أن لدى كتائب القسام أكثر من أسير، ثم جاءت الإشارة الثانية في إحدى مهرجانات حماس في مدينة رفح عندما تحدث قادة حماس أن لديهم صندوقاً أسوداً، والثقة التي تتحدث بها قيادات حماس ثقة الواثق والقوي، والحراك الدبلوماسي الكبير يؤكد أن هناك هدف تسعى له الأطراف الدولية لحفظ ماء وجه إسرائيل، وحماس اكتسبت خبرة كافية في التعاطي مع هكذا أمور فهي تريد العنب ولا تريد مقاتلة الناطور… هي تريد الإفراج عن أسرى وتخفيف الحصار عن غزة، ولا يعنيها أي شيء غير ذلك.
ثم جاء المؤشر الثالث عبر لوحات جدارية وضعتها كتائب القسام في أماكن متعددة وكانت الجدارية التي وضعت بالقرب من منزل الأسير القسامي القائد حسن سلامة الأكثر أهمية وإثارة، حيث وضعت ساعة على عقاربها أسماء الجنود المخطوفين منذ عام 1988-وحتى عام 2014م، ولم تضع كتائب القسام سوى صورة واسم الجندي شاؤول ارون، وهذا يطرح سؤال حول مستقبل الجندي هدار غولدن وهل سيكون مستقبله يحاكي مستقبل الطيار المفقود رون أراد..؟
ثم تستكمل عقارب الساعة بثلاث علامات استفهام وهذا له دلالتان: الأولى أن لدى القسام في عام 2014 ثلاث أسرى من الجنود الصهاينة. الثاني: أن علامات الاستفهام تؤكد على منهجية وطريق كتائب القسام في خطف الجنود كهدف من أجل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
هذا الغموض الايجابي يربك الساحة الإسرائيلية، ويمنح حماس قوة في إدارة المفاوضات، ويدلل بما لا يدع مجالاً للشك أن حركة حماس فاعل دولي مهم في معادلة الأمن والاستقرار بالمنطقة لا يمكن تجاهلها.
وعند ربط التصريحات بعضها ببعض نصل إلى أن دلالات علامات الاستفهام مرتبطة بعدد الجنود لدى حماس، فثلاث علامات استفهام أي ثلاث جنود يضاف إليها شاؤول أرون، فإن العدد هو أربعة جنود، ويبقى لغز هدار غولدن ينتظر لحظة الكشف الرسمي عن الصندوق الأسود.
وهنا من المحتمل أن يكون المواطن الأثيوبي والعربي خارج هذا العدد وفي حال شهدنا سيناريو الإفراج عنهم مقابل الإفراج عن بعض الأسرى وعلى وجه التحديد محرري صفقة وفاء الأحرار، فإن ذلك من شأنه دعم النتيجة التي توصلنا إليها. ويبقى ذلك في إطار التحليل الذي يحتمل الصواب والخطأ، وكلمة الفصل به للمقاومة وللحكومة الإسرائيلية.
حديث القسام بأن فجر الحرية قد اقترب يدلل بأن هناك حراك دولي لإتمام صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس، وبذلك يحتاج نتانياهو لتهيئة الرأي العام الإسرائيلي تدريجياً لتحمل الصدمة، ولدعم ذلك سمحت إسرائيل بالإعلان عن حادثة فقدان المواطنين الإسرائيليين.
خلاصة القول: النتيجة التي وصل إليها المقال تتلخص في احتمالية أن لدى كتائب القسام أكثر من جنديين، وأن مستقبل هدار غولدن يحاكي مستقبل الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد، وأن فرص إتمام صفقة تبادل هي قوية، وحماس واثقة بما لديها من أوراق دفعت العالم وإسرائيل لتغيير قواعد اللعبة في التعاطي معها.