من شُرفة فندق پاليه كوبورج في العاصمة النمساوية فيينا، وبابتسامته المعهودة، أطل علينا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مساء الأمس أثناء المفاوضات المستمرة مع القوى الغربية، ليقابل سيل من الأسئلة من قِبَل الصحافيين الواقفين أسفل شرفته، والذين سأل أحدهم ببساطة كيف يشعر ظريف اليوم، لتأتيه إجابة الوزير: “نعسان ومُرهَق جدًا،” بيد أن ظريف على ما يبدو سيتمتع براحة خلال الأيام المقبلة بعد أن توصل لاتفاق بالفعل كما أفادت المصادر صباح اليوم.
بعد 17 يومًا من المفاوضات، و12 عامًا من توتر العلاقات الذي تراوح بين تطبيق العقوبات الاقتصادية والتهديد بالحرب، أعلن الدبلوماسيون أن إيران قد توصلت لاتفاق مع قوى الخمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين)، وأن الاتفاق، المكتوب في حوالي مائة صفحة، سيُنشَر كاملًا غدًا، الثلاثاء، ليكشف عن التفاصيل السياسية التي لم تخرج للنور بعد.
المؤتمر الصحافي بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية فريدريكا موغريني
أبرز الملفات التي سيتناولها الاتفاق هي مسألة استمرار حظر تصدير السلاح لإيران من عدمه، وما إذا كانت هناك قيود على برنامجها الصاروخي، ورُغم أنه لم يصدر رسميًا بعد، إلا أن التسريبات غير الرسمية من الغُرَف المغلقة تقول بأن حظر تصدير السلاح إما سيستمر كما هو لخمس سنوات، أو سيُرفَع مع بقاء بعض القيود لخمس سنوات، وأن القيود على تصدير التكنولوجيا الصاروخية ستظل كما هي لثماني سنوات.
هذا وأفاد حساب تويتر الخاص بقناة پرس تي في التابعة للحكومة الإيرانية أن البنية التحتية النووية ستظل كما هي بما فيها مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، وأن أرصدة إيران المجمّدة في الخارج سيتم إلغاء تجميدها، وسيتم رفع الحظر على التعامل مع البنك المركزي الإيراني، وقطاع النفط والغاز وشركات عديدة أخرى، بالإضافة إلى رفع الحظر عن دراسة الطلاب الإيرانيين في المجالات النووية بالخارج.
IRAN DEAL UPDATE
Arak heavy water reactor to remain intact, modernized, equipped with latest technology#IranDeal pic.twitter.com/7rHgQiZozx
— Press TV (@PressTV) July 14, 2015
IRAN DEAL UPDATE
Bans on Iran Central Bank, shipping, oil industry, and many other companies to be removed pic.twitter.com/5mEjIxLu0Q
— Press TV (@PressTV) July 14, 2015
IRAN DEAL UPDATE
Billions of Iran’s blocked revenues will be unfrozen#IranDeal #IranTalksVienna #IranTalks pic.twitter.com/yBX9EuSaRR
— Press TV (@PressTV) July 14, 2015
IRAN DEAL UPDATE
Ban on Iranian students studying in nuclear-related fields to be fully removed pic.twitter.com/3R2YybNzOw
— Press TV (@PressTV) July 14, 2015
من ناحيته، صرّح يوكيا أمانو، الأمين العام للهيئة الدولية للطاقة الذرية، بأن الاتفاق خطوة للأمام، وأنه سيقوم بإصدار تقرير عن أي جوانب عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني بحلول 15، ديسمبر المقبل كتقييم لمدى التزام إيران، حيث تقول المصادر أن الاتفاق سيتضمن رفع العقوبات الاقتصادية بالفعل، ولكن أي إخلال بالاتفاق من الجانب الإيراني سيتيح للقوى الغربية إعادة العقوبات خلال 65 يومًا.
خلال ساعتين، قام الرئيس الإيراني حسن روحاني بنشر تغريدة على حساب تويتر الخاص به تقول بأن هناك اتفاقية للتعاون قد وُقِّعت بالفعل بين إيران والهيئة الدولية للطاقة الذرية لحل كل المشاكل العالقة تقنيًا فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، مُرفقة بصور ليوكيا أمانو مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي، وهما يوقعان الاتفاقية، في حين أشارت رويترز طبقًا لمصادرها أن موقع پارتشين العسكري الذي تود الهيئة دخوله وتفتيشه سيكون جزءًا من ترتيبات منفصلة مع الجانب الإيراني.
Just now, Iran and @iaeaorg agree to accelerate cooperation with aim to fully resolve all prior issues. #IranTalks pic.twitter.com/MjtKsfCvsO
— Hassan Rouhani (@HassanRouhani) July 14, 2015
من المتوقع بالطبع أن يبدأ الهجوم على الاتفاق فور ظهوره بشكل رسمي، وفي طهران وواشنطن وتل أبيب بشكل أساسي، حيث يرى معسكر المحافظين في طهران أن الإطار العام الموضوع للاتفاق منذ أشهر مُجحفًا لإيران، في حين يرى الجمهوريون وأنصارهم من مؤيدي إسرائيل في دوائر السياسة الأمريكية أن الاتفاق تهاونًا بمصالح إسرائيل، وانفتاحًا غير مرغوب فيه على العدو الإيراني الذي يتمدد نفوذه في المنطقة بشكل متزايد، كما أن الكونجرس الأمريكي، والذي يتمتع فيه الجمهوريون بأغلبية الآن، سيحتاج إلى التصديق على الاتفاق قبل أن تتبناه واشنطن، وهي مهمة شديدة الصعوبة.
خلال الأيام القليلة المقبلة، سينتظر العالم أن يصدر كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الإيراني حسن روحاني خطابات رسمية بشأن الاتفاق الجديد، بل إن روحاني بالفعل قد أصدر تغريدة على حساب تويتر الخاص به صباح اليوم يبارك فيها الاتفاق، قائلًا أنه “انتصار للدبلوماسية والاحترام المتبادل على رؤى الإقصاء والقهر، وأنه بداية جيّدة،” ولكن ليس قبل أن يقوم بمسحها وإصدار أخرى أكثر حذرًا تبدأ بـ”لو تم الاتفاق.”
If #IranDeal, victory of diplomacy and mutual respect over outdated paradigm of exclusion and coercion. And this will be good beginning.
— Hassan Rouhani (@HassanRouhani) July 13, 2015
بدأت ردود الأفعال تتوالي على الاتفاق المُعلَن منذ ساعات، حيث قال تريتا پارسي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، أن الاتفاق يعني نهاية خيار الحرب بين الولايات المتحدة وإيران، وبداية صفحة جديدة لمستقبل أكثر إشراقًا وتعاونًا، وأن الكرة الآن في ملعب الكونجرس، والذي حذر من رفضه للاتفاق، كما ثمّن ذلك سير ريتشارد دالتون، السفير البريطاني السابق لإيران، والذي دعا إسرائيل لقبول الاتفاق، وقال بأنه يحقق كافة مصالحها ولا يتهاون مع الطموح النووي الإيراني.
NIAC Applauds Historic #IranDeal: https://t.co/UfnIw7whsM #DiplomacyWorks #Vote4Peace pic.twitter.com/QKB3Jt0sIG
— NIAC (@NIACouncil) July 14, 2015
تغريدة من حساب تويتر الخاص بالمجلس الوطني الإيراني الأمريكي
في تل أبيب، بطبيعة الحال، كانت ردود الفعل المستاءة من الإعلان، حيث نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على حساب تويتر الخاص به تغريدة تقول أن الغرب قدم تنازلات في كل الملفات التي كان يُفتَرَض الوقوف فيها لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، بينما قالت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي أن الاتفاق “انصياع ذي عواقب تاريخية من جانب الغرب لمحور الشر الذي تقوده إيران،” في حين صرّحت مير ريجيب وزيرة الثقافة والرياضة، والمتحدثة السابقة باسم الجيش الإسرائيلي، أن الاتفاق خبر سيء للعالم الحر وللبشرية كلها.
World powers have made far-reaching concessions in all areas that were supposed to prevent Iran from obtaining a nuclear weapons capability.
— Benjamin Netanyahu (@netanyahu) July 14, 2015
This agreement is a capitulation of historic proportions by the west to the Iran-led axis of evil.
— Tzipi Hotovely (@TzipiHotovely) July 14, 2015