شن تنظيم ولاية سيناء، التابع لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، يوم الجمعة الموافق 3 من يوليو الجاري هجومًا بـ3 صواريخ جراد على مدينة “أشكول” داخل الأراضي المحتلة، كرد أولي على اشتراك الطيران الحربي الإسرائيلي في قصف عناصر التنظيم المسلح – على حد قول البيان – بمدينة الشيخ زويد، أثناء الهجمات التي استهدفت قوات الجيش المصري يوم الأربعاء الموافق 1 يوليو.
حيث زعم التنظيم عبر تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أن طائرات إسرائيلية من نوع “زنانة” بدون طيار، وأخرى مقاتلة من نوع “F16″، شنت هجمات على عناصره داخل المدينة أثناء الهجوم على قوات الجيش المصري؛ مما أدى لمقتل العشرات من عناصره في منطقتي الحمايدة والكينيا داخل مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء.
وقد عززت إسرائيل قواتها على الحدود مع سيناء، ودفعت بكتيبة من لواء “نحال” المظلي، لتعزيز قواتها العسكرية بالمنطقة، وقامت بإغلاق طريق 12 الحربي لتفادي أي حادث أمني قد يحدث، على حد ما جاء ببيان الإذاعة العبرية.
وفي سياق متصل نشرت المعرفات التابعة للتنظيم صورًا قالت إنها لهجمات الأربعاء الماضي، والتي استهدفت كمين أبو رفاعي وكمين السدرة جنوب الشيخ زويد، وأظهرت هذه الصور استهداف عدد من الدبابات، وقتلى من جنود الجيش المصري، وإصابة طائرة مروحية من نوع أباتشي.
وفي الشيخ زويد شنت الطائرات المقاتلة الـF16 غارات مكثفة وعنيفة يوم الجمعة 3 يوليو، وذلك على أحياء أبو طويلة، أبو زرعي، المعنية، بلعا، وشيبانة جنوب رفح وبعض المناطق جنوب مدينة الشيخ زويد، حيث أقدمت على قصف منزل لشخص يدعى، سفيان قاسم الريشات، بـ3 صواريخ مما أدى لمقتل ابنته آلاء 18 عامًا، وإصابة كلا من ابنتيه شهد وحنين، وإصابة زوجته وإصابته.
ويقول سليمان إبراهيم، وهو أحد شهود العيان بقرية أبو طويلة بالشيخ زويد، رأينا الطيران وهو قادم من الناحية الشمالية من اتجاه إسرائيل، وكانت تحلق في هذه الأثناء طائرة بدون طيار وقامت بقصف المنزل بعد إطلاق صاروخ من الزنانة، وقامت أيضًا بقصف صاروخ على منطقة أبو زرعي بدون إصابات.
فيما يروي شاهد آخر ويدعى محمد أبو مصطفى، فيقول، قمنا بطلب الإسعاف أكثر من 10 مرات ولم يستجب أحد لنا، ورد علينا مرفق الإسعاف وقال “لا توجد سيارات إسعاف بمرفق الشيخ زويد، نظرًا لأن الإرهابيين استولوا عليهم”، فماذا نفعل إذن، كان هناك قتلى كثر ولم نستطع أن ننقلهم.
وتقول السيدة أم محمود، من منطقة أبو طويلة، حينما تم قصف الصواريخ على منزل سفيان أقدمنا على الركض “الجري” باتجاه كمين الجيش هناك، ولكنه طالبنا بالعودة مرة أخرى من حيث أتينا، وكان القصف كالمطر، حيث قصفت الطائرات مدرسة ومسجد أبو طويلة ومنطقة سوق الأحد بشكل عشوائي.
من داخل مسجد أبو طويلة / يوليو 2015
مسجد أبو طويلة بعد القصف الذي استهدفه
وعلى صعيد متصل أقدمت الطائرات المقاتلة بقصف منزل، يعود لشخص يدعى جلال ناصر أبو فريح، بمنطقة شيبانة جنوب رفح؛ مما أدى لمقتله هو وزوجته وأطفاله الاثنين، وقال شاهد عيان من المنطقة ويدعى أبو محمد المنيعي، إن الطائرات الحربية قصفت المنزل بشكل متعمد دون سابق إنذار، وقمنا بالدخول وسحبنا القتلى في اتجاه معسكر قوات حفظ السلام “MFO” لإسعافهم، ولكن دون جدوى؛ لظروف حظر التجوال المفروض علينا بالمنطقة، وعدم تواجد سيارات إسعاف أو خدمات صحية، وقد أسفر القصف أيضًا عن مقتل الطفل محمد جهاد أحمد ناصر، 5 أعوام، وإصابة أخيه بجروح طفيفة، نتيجة استهداف منزلهم بصاروخ بقرية شيبانة.
وفي يوم السبت الموافق 4 يوليو، وفي أثناء ذهاب مجموعة من الفنيين التابعين لشركة الكهرباء بالشيخ زويد لإصلاح أحد الأعطال بالقرب من حي أبو رفاعي، انفجر بالحافلة التي يستقلونها لغمًا أرضيًا، وأسفر عن مقتل كلاً من جمعة عودة علوان 50 عامًا، وائل جمعة سلامة 40 عامًا، هذا وأُصيب رائد محمد سليمان 33 عامًا، بتشوه كامل بالوجه والجسد، وتم نقلهم لمستشفى العريش العام.
وقد استمرت العمليات المسلحة ضد قوات الشرطة والجيش المصري في سيناء؛ ففي يوم الأحد الموافق 5 يوليو، أقدمت مجموعة مسلحة على تفجير منزل أحد أمناء الشرطة بمنطقة “حي السمران” بوسط مدينة العريش، ويدعى محمد أنس، مما أدى لتدمير المنزل بالكامل، دون وقوع إصابات، فيما تم تفجير منزلين آخرين؛ أحدهم بمنطقة الصفا والآخر بمنطقة حي الزهور غرب العريش، يعود لأحد الضباط، وتعد هذه الحادثة العاشرة لتفجير المنازل الخاصة بأفراد الشرطة بالعريش.
وظل المواطنون بمدينتي رفح والشيخ زويد وقراهم، 5 أيام بلا كهرباء أو مياه بشكل متواصل، نتيجة إقدام الكمائن العسكرية المتواجدة على الطريق الدولي العريش – رفح بالقصف العشوائي بالدانات؛ ما أدى لسقوط إحدى القذائف على أحد الأبراج بالقرب من قرية الفيتات جنوب غرب الشيخ زويد، ثم عادت قبيل عصر يوم الخميس الموافق 9 من يوليو، بعد أن رحلت أكثر العائلات من المدينتين بسبب نقص الخدمات والخوف من الحرب والمقتلة المتواصلة بالمدينتين وقراهم.
وعلى صعيد متصل، أقدم كمين الجيش بمنطقة الظهير جنوب الشيخ زويد، بقصف منزل بقرية “أبو العراج”، مما أدى لمقتل الطفل عمر يوسف مسلم 7 أعوام، وإصابة والده ووالدته وأحد إخوانه بإصابات بالغة.
وأفادت مصادر قبلية أن مسلحون قاموا في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي باستهداف حافلة كانت تقل جنودًا، تابعين لقوات الشرطة بالعريش، بعبوة ناسفة، بالقرب من كمين الميدان غرب مدينة العريش مما أدى لمقتل 2 وإصابة 14 آخرين، وصفت جراحهم ما بين الخطيرة والمتوسطة.
يُذكر أن عناصر تنظيم ولاية سيناء المسلح، قاموا، عصر يوم الخميس، بقنص جندي بكمين أبو طويلة بالشيخ زويد، مما أدى لمقتله على الفور، وقالت مصادر قبلية بمدينة العريش إن الأهالي عثروا صباح اليوم على 6 جثث متحللة، خلف الكتيبة 101 التابعة لقوات الجيش بحي الريسة شرق العريش، وهي الكتيبة التي يطلق عليها أهالي سيناء “سلخانة الموت”؛ ويعتقد الأهالي أنة قد تكون الجثث التي عثروا عليها تعود لمعتقلين سبق اعتقالهم ثم قتلوا رميًا بالرصاص، وهي ليست بالحادثة الأولى، حيث تم العثور قبل ذلك على 11 جثة متحللة لأشخاص سبق اعتقالهم بالكتيبة من مناطق رفح والشيخ زويد.
يُذكر أن العشرات من أهالي مدينة الشيخ زويد ورفح غادروا القري التي تشهد قصف متواصل من قِبل طائرات الـF16 وبدون طيار “زنانة” ومروحيات الأباتشي، وسقوط قذائف الهاون والمدفعية عليهم بشكل عشوائي إلي مناطق داخل مدينة العريش وبئر العبد، ومنهم من غادر شمال سيناء إلي مدينة الإسماعيلية غربًا.
المصدر: ميدل إيست آي