توقفت وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني عند زيارة خالد مشعل؛ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للمملكة العربية السعودية لأول مرة منذ عدة سنوات، ولقائه ملك السعودية بجانب قيادات عليا الدولة.
وأضافت “فارس” أن زيارة خالد مشعل للسعودية حملت في طياتها تحاليل وقراءات عديدة بهذا الخصوص. وتشير بعض التقارير، والكلام لـ”فارس”، إلى أن خالد مشعل قدم طلبا بمساعدة مالية تقدر بعشرين مليون دولار شهريا لتأمين شؤون سكان غزة وحكومة “حماس” في القطاع.
وأوضحت “فارس” أن محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الذي يتصدر ملف الحرب في اليمن، طلب من خالد مشعل المشاركة بـ 700 عسكري من غزة بعملية “عاصفة الحزم”، مشيرة إلى تدرب هؤلاء المقاتلين الغزّيين على حرب الجبال والشوارع والمدن على غرار حزب الله في لبنان، وقدرتهم على مواجهة الحوثيين في المدن والجبال الوعرة في اليمن.
وتابعت “فارس” بأن خالد مشعل اعتبر خروج 700 عسكري من غزة مشكلة، لأنه من الممكن أن يتم استغلال ذلك من قبل الجماعات المرتبطة بإيران في غزة، لكنه وافق، والكلام للوكالة الإيرانية، على تدريب قوات متخصصة في حرب الشوارع والمدن والجبال بالتعاون مع السعودية.
وقالت “فارس” إن خالد مشعل اقترح على محمد بن سلمان تنفيذ مشروع تفخيخ الجبال المشتركة بين الملكة العربية السعودية واليمن لإيقاف تسلل الحوثيين أو اقترابهم من الحدود السعودية.
من جهته، تطرق موقع “فردا” الإيراني الشهير إلى زيارة خالد مشعل للمملكة العربية السعودية من خلال عنوان عريض على موقعه الرسمي هو: “ماذا يفعل خالد مشعل في السعودية؟”. ولم يضف “فردا” أي تعليق على هذا العنوان، في إشارة واضحة إلى حجم الانزعاج من الزيارة.
وعلقت الصحفية الإيرانية “نيلوفر قادري” على زيارة خالد مشعل للسعودية في تغريدة على حسابها في “تويتر” قائلة: “من بعد الاتفاق النووي الإيراني سوف نرى تحركات سعودية من شأنها أن تفاجئ الجميع. لقاء خالد مشعل مع الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض مثالا”.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني بحسب أن هناك تخوفا إيرانيا حقيقيا من تقارب حركة حماس مع المملكة العربية السعودية، وظهر ذلك بشكل جلي بعد زيارة مشعل واللقاءات التي تمت بين وفد حركة حماس والملك سلمان، حيث إن إيران ترى أن تقارب السعودية من “حماس” سوف يسحب البساط من تحت أقدام الخطاب الإيراني، ويجرد إيران من شعار تبني القضية الفلسطينية ودعم المقاومة هناك الذي استخدمته كجسر للتسلل إلى الشعوب العربية.
وفي سياق توضيح الموقف، رد قيادي بارز في حركة حماس، فضّل عدم ذكر اسمه، بمزيج من التسخيف والتكذيب، حيث قال إن ما ذكرته “فارس”، لا يعدو أن يكون أوهاما وأكاذيب، لا أساس لها من الصحة، ولم يحدث شيء من ذلك، ربما، والكلام للرجل، باستثناء طلب الدعم الذي كان عاما، ولم يتحدث عن أرقام ولا تفاصيل.
لكنه لم يتردد في القول إن الزيارة كانت ناجحة، وإن استقبال “القيادة السعودية” لوفد الحركة بقيادة مشعل كان “ممتازا ومبشرا”.