وقع انفجار ظهر اليوم الإثنين في بلدة سروج التابعة لولاية شانلي أورفه قرب الحدود التركية السورية، أسفر عن مقتل 28 شخصًا على الأقل وجرح 100 آخرين.
واستهدف الانفجار حديقة “مركز أمارا الثقافي”، حيث كان عشرات النشطاء الشباب من اتحاد الجمعيات الشبابية الاشتراكية (SGDF) مجتمعين في المركز قبيل مغادرتهم إلى بلدة كوباني الكردية في سوريا.
ونقلت صحيفة ديلي صباح عن مصادر مطّلعة أنّ النشطاء كانوا مشاركين في حملة للمساعدة في إعادة بناء بلدة كوباني، وكان الاتحاد قد أصدر بيانًا صحفيًا أمس الأحد قبل بدء رحلة المجموعة من إسطنبول، وقد انضمت لها مجموعة أخرى في أنقرة.
وكانت المجموعة تهدف إلى مواصلة أعمالها الخيرية في كوباني حتى 26 يوليو الجاري، والتي تتضمن بناء ملعب للأطفال، وزرع غابة تذكارية وتقديم خدمات صحية للسكان المحليين.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ 300 شخص على الأقل كانوا مجتمعين في المركز الثقافي حيث وقع الانفجار.
تقول التغريدة التالية التي نُشِرت على حساب المركز قبيل الانفجار: “اجتمع شباب غيزي في مركز أمارا الثقافي قبيل ذهابهم إلى كوباني”.
Gezi'nin çocukları Suruç Amara Kültür Merkezi'nde #Kobane 'ye geçmek için toplandı. #Kobandeyiz pic.twitter.com/pCprAeD3fH
— Sosyalist Gençlik (@sgdf_basin) July 20, 2015
صورة تداولها نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي لاجتماع الشباب في المركز الثقافي قبل الانفجار.
وأرسل رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو كلًا من نائبه نعمان كورتولموش ووزير الداخلية صباح الدين أوزتورك ووزير العمل والضمان الاجتماعي فاروق تشيليك إلى مكان الانفجار، وأدان نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أكدوغان الانفجار الذي وصفه بـ “الهجوم الوحشي”، وتوجّه بالعزاء إلى الأتراك وعوائل المواطنين الذين قضوا في الانفجار، وذكر أكدوغان أنّ “مثل هذه التفجيرات الإرهابية التي تستهدف السلام والأمن ووحدة الشعب في تركيا لن تفلح بتحقيق أهدافها”، مضيفًا: “إنّنا دولة وحكومة وشعبًا سنفشل هذه الخطط”.
من جهتها، صرّحت النائبة في البرلمان التركي من حزب الشعوب الديمقراطي ليلى غوفين بأنّ “مسؤولية هذه العملية ستكون ثقيلة جدًا على الجمهورية التركية، فإذا كانت لم توفر لنا الأمان، فإنّها ستتحمل مسؤولية ذلك”، وذكرت النائبة في طريقها إلى مكان الانفجار أن هناك احتمالًا كبيرًا لأن تكون المجزرة قد نفّذت بحزام ناسف، مضيفةً أن تضاربًا حول عدد القتلى والجرحى.
وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس رافضًا الكشف عن اسمه “ان السلطات التركية لديها أسباب قوية تدفع للاعتقاد بأن هذا الهجوم الإرهابي نفذه تنظيم داعش”، ومن جانبه قال حزب الشعوب الديموقراطي في بيان له إن لجنته العليا ستجتمع لبحث التطورات بعد التفجير، مؤكدًا أنه يحمل داعش مسؤولية الهجوم، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى كتابة التقرير.
ونقلت مصادر صحفية أن منفذ العملية هي فتاة تبلغ من العمر حوالي 18 عامًا، لكن نائبًا عن حزب الشعب الجمهوري شديد العلمانية قال إن المسؤولية تقع على رجب طيب أردوغان الذي “يدعم الحركة الإرهابية بالأسلحة”، بحسب ادعائه.
CHP MP Eren Erdem: [ISIS] is an organization that is nourished with the guns of the maniac living in the palace https://t.co/qIWOhurrQ6
— Ceren Kenar (@cerenkenar) July 20, 2015
ومدينة سروج، التي اشتُهرت بتصنيع الحرير في السابق، هي الآن مقر واحد من أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا، ويضم أكثر من 35 ألف لاجئ ممن هربوا بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية.
ويأتي هذا التفجير وسط حديث عن انتخابات مبكرة ستجريها تركيا خلال الأشهر القليلة القادمة، حيث أدى تفجير أقل شدة لحشد نسبة كبيرة من الأكراد للتصويت لحزب الشعوب الديموقراطي الكردي المعارض.