ثلاثة آلاف من زعماء القبائل في أفغانستان سيجتمعون من 19 إلى 21 نوفمبر تشرين الثاني القادم في كابول، ليقرروا بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان ما بعد سنة 2014 من عدمه، وهذا حسب التصريحات التي أدلى بها منظمو مؤتمر المجلس الأعلى للقبائل في أفغانستان (لويا جيركا) الذي قال الرئيس الأفغاني حامد كرازاي أنه –أي المجلس- هو المخول بالحسم في مسألة بقاء قوات الجيش الأمريكي في أفغانستان.
وفي الوقت الذي أكدت فيه معظم القوات القتالية الأجنبية في أفغانستان انسحابها خلال سنة 2014، تدور مفاوضات مكثفة ما بين مختلف الأطراف الفاعلة في أفغانستان لأجل تمديد بقاء القوات الأمريكية لفترة إضافية لم تحدد بعد، وتتضمن مسودة الاتفاق الأفغاني الأمريكي المتوقع جملة من الخلافات من بينها مطلب واشنطن بالإبقاء على “الاختصاص القانوني” لقواتها التي ستظل في أفغانستان، أي تحصينها من القانون الأفغاني ومعاملتها بقوانين خاصة بها.
ومن جهة أخرى، توجه رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، يوم أمس السبت، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإجراء محادثات حول ملف السلام في أفغانستان وحول ملف غارات الطائرات الأميركية بدون طيار في باكستان، بالإضافة إلى ملفات التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث سيلتقي نواز شريف بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد وكذلك بالرئيس باراك أوباما يوم الأربعاء.
الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود قال لقناة فرنس 24 أن “الولايات المتحدة تتوقع أن بإمكان باكستان أن تقوم بدور أساسي في الانسحاب من أفغانستان”، مشيرا بذلك إلى الدعم “اللوجستي” الذي يمكن أن تقدمه باكستان لنقل العتاد الأميركي خارج أفغانستان، بالإضافة إلى دور الوساطة الذي يمكن أن تلعبه بإبرام اتفاقية سلام مع حركة طالبان الأفغانية لضمان خروج سالم للقوات الأمريكية.
وتعلق كابل وواشنطن آمالا كبيرة على إسلام آباد، التي تجمعها علاقات تاريخية متشعبة مع حركة طالبان يمكن توظيفها لإقناع الحركة بالدخول في مفاوضات إحلال السلام في أفغانستان ما بعد 2014، وهو ما بدأت الحكومة الباكستانية في فعله عمليا، حيث قامت مؤخرا بإطلاق سراح بعض قيادي طالبان المعتقلين لديها، وأبرزهم الملا برادار، الذراع اليمنى سابقا لزعيم طالبان الملا عمر.