بدأت المجموعة الأشهر عالميا في مجال الاختراق بشن حملة واسعة على الانترنت وخاصة تويتر ضد المتعاطفين أو الداعمين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
حيث قامت “أنونيموس” بنشر لائحة من حسابات تويتر والتي ترى المجموعة أن تلك الحسابات هي جزء من الدعاية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية، أو أقله أن تلك الحسابات تشارك في نشر البروباجندا المحيطة بالتنظيم.
بعض الحسابات تم غمرها حتى آخرها بصور لشخصيات أنيمى “كرتونية” يابانية، في محاولة للتأثير على نتائج محركات البحث عند كتابة عبارات مرتبطة بداعش، أما الحسابات الأخرى فقد تم إما إيقافها تماما أو تعليقها مؤقتا .
لا يوجد حل
الأمر لم يقتصر على تويتر فحسب، فالعملية التي شنتها المجموعة تضمنت محاولات لإغلاق صفحات على فيسبوك، أو إغلاق مدونات، أو اختراق المواقع المحسوبة على التنظيم و مؤيديه .
وتعتبر هذه الحملة هي الأخيرة بين سلسلة حملات شنتها أنونيموس ومجموعات أخرى من الهاكرز ضد تنظيم الدولة وأنصاره على الإنترنت.
قائمة حسابات تويتر الداعمة لداعش والتي استهدفتها أنونيموس تم نشرها على موقع باستبين، وتضمنت أكثر من 750 حسابا، بعضها تجاوز عدد متابعيه عن 10,000 متابع.
وأستطاع المخترقون بالفعل الولوج إلى بعض الحسابات بل والوصول إلى بريدها الوارد، وقاموا بتغيير صور تلك الحسابات إلى صورة فتاة أنيمي يابانية، الأمر الذي من شأنه أن يخفف ولو قليلا النتائج التي تصل الى المستخدم عند استخدام عبارات لها علاقة بداعش مثل ISIS، وأن تصل لهم نتائج جديدة تحوي صورا لتلك الشخصية الكرتونية اليابانية.
تأتي حملة أنونيموس الأخيرة بعد حملة أطلقها رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون لمعالجة “سم” التطرف، على حد تعبيره، والتي طالب فيها شركات الانترنت ومقدمي خدمات الإنترنت ببذل المزيد من الجهد لازالة المواد “المتطرفة” من على الإنترنت بل و تحديد ناشرها.
ولكننا لا نستطيع أن نجزم تماما بمدى تأثير تلك الحملات المستمرة على التنظيم أو بالأحرى انتشاره على الإنترنت، ففي دراسة نشرت مؤخرا هذا العام، فقد تجاوز عدد المنتسبين للتنظيم أو الداعمين له على تويتر ال90,000 حساب .
“ولكن هناك فائدة بالتأكيد من إغلاق تلك الحسابات” يقول جم برجر المحلل الذي قام بعمل الدراسة التي تناولت استخدام تنظيم الدولة لوسائل الاعلام وخصوصا مواقع التواصل الاجتماعي، “فعلى الرغم من أنها لن تقضي على وجود التنظيم على الانترنت إلا أنها قد تؤدي إلى الحد من قدرة التنظيم على تحقيق أهدافه، وخاصة تلك التي تتعلق بنشر دعايته خارج جمهوره المعتاد”.
التفاؤل الذى لم يشاركه إياه رشاد على الزميل في معهد الحوار الإستراتيجي المعني ببحث سبل مواجهة التطرف، حيث أنه يري أن تلك الحملات لها جانبين سلبي وإيجابي، فبالتأكيد إزالة كل تلك الحسابات من على الإنترنت هي أمر جيد، ولكنها ليست حلا على الإطلاق على حد قوله، “فما نحتاجه الآن هو روايات جديدة تقدم للناس، هذا حقا ما نفشل فيه”
المصدر : bbc