تبذل شركات الاتصالات الألمانية جهودا متزايدة في التخطيط لبناء خوادم بريد إلكتروني ألمانية مؤمنة من التجسس الخارجي عقب الكشف عن التسريبات التي أكدت تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على العالم، حيث تستفيد تلك الشركات من سوء السمعة التي نتجت عن تلك الفضيحة لنظيراتها الأمريكية.
في أغسطس الماضي بدأت مجموعة من الشركات الألمانية من ضمنها شركة الاتصالات المملوكة من قبل حكومة ألمانيا (Deutsche Telekom) حملة سمتها “بريد إلكتروني صُنع في ألمانيا”، حيث أبرزت تلك الحملة في دعاياتها حقيقة “عدم الأمان” في استخدام خوادم البريد الإلكتروني الأمريكية.
والآن تخطط تلك الشركات في بناء شبكة إنترنت قومية في ألمانيا تضمن تأمين كل رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين المواطنين الألمان حيث لن تحتاج إلى المرور عبر خوادم أخرى خارج الأراضي الألمانية.
توماس كريمر، عضو إدارة شركة الاتصالات الألمانية المعني بتأمين البيانات، قال في تصريحات صحفية أن الشبكة التي “نفكر بها من ستكون من ضمن الأراضي الأوروبية (الخاضعة لاتفاقية شنغن)” هذا الحل سيُبنى على “شبكة قومية كتلك الموجودة في الولايات المتحدة” ما يجعل اختراق تلك البيانات بالنسبة لأجهزة المخابرات “أكثر صعوبة بكثير”
هناك بالفعل توجه داخل المجتمع الألماني خاصة عبر صغار الشركات وصغار المستثمرين ورجال الأعمال الجدد للدفاع عن خصوصية البيانات في ألمانيا. شركة بروتو نت هي إحدى تلك الشركات التي بدأت مؤخرا في هامبورغ والمتخصصة في بناء شبكات محلية زادت مبيعاتها بنسبة ٨٥٠٪ في الفترة من يونيو/حزيران إلى يوليو/تموز من هذا العام. معظم طلبات الانضمام لتلك الشبكات المحلية كانت من محامين وشركات دعايا وإعلان ومتخصصين في الضرائب كانوا جميعا خائفين بشأن معلوماتهم وبياناتهم.
يقول كريستوفر بلوم مؤسس بروتو نت “هناك رغبة عامة بأننا نريد أن نخطو خارج ظلال السيطرة الأمريكية على المشهد”