في بداية التسعينات، لم تكن “فادومو دايب” تتوقع، عندما أُجبرت على الفرار مع أهلها خارج الصومال لتنجو بنفسها من أتون الحرب الأهلية، أن تعود إلى البلاد بعد أكثر من 25 سنة راغبة في أن تخدمها بمنصب رئيسة للجمهورية.
فادومو دايب، أو فاطمة قاسم طيب، هي سيدة صومالية، وُلدت في منتصف السبعينات، وتنقلت بين الصومال والمهجر فيما لم تتعلم القراءة والكتابة حتى سن الرابعة عشرة، إلا أنها الآن، تقوم بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراة في جامعة هيلسنكي بفنلندا، ولديها عدة شهادات مرموقة في الصحة والإدارة العامة من أرقى جامعات العالم، وتخطط للترشح لرئاسة واحدة من أهم دول أفريقيا، الصومال.
فاطمة تعيش في فنلندا مع زوجها وأربعة أطفال، عملت مع الأمم المتحدة في مشاريع مرتبطة بالصومال، وتريد أن تخدم بلدها بأكثر ما تستطيع، وتحلم للصومال بمستقبل يتجاوز سنين الفترات الرئاسية لتمتد إلى عشرات السنين وربما لقرون قادمة.
فاطمة لا تبحث عن الترشح لدعم أيديولوجية أو حزب سياسي، لكنها تريد أن تخدم بلادها بأن تقدم لشعبها البديل الذي يستحقونه، وهي ستفعل ذلك بالعمل على تغيير المجتمع وبناء عقليات جديدة تبني الصومال.
لم أتقوّت بالعمل السياسي
بدأت فاطمة حوارها مع نون بوست بالقول “أنا لست سياسية”، فلا ترى فاطمة في نفسها متخصصة في السياسة، وهي لا تعتبر ذلك عيبًا في ملفها، بل على العكس تمامًا، “أنا مجرد شخص يحب بلاده ويريد أن يخدمها” تقول فاطمة، قبل أن تتابع “الصوماليون سيحبون ذلك”؛ تقصد فاطمة أنها لم تعمل بالسياسة ولم تتقوّت بها، كما أن العمل السياسي لم يلوثها، فهي لم تقتل أحدًا ولم تغتصب أحدًا ولم تسرق مال الدولة، لكنها تدرك خبايا العمل السياسي بطبيعة دراستها واهتمامها بالمجال العام لفترة طويلة من عمرها، ولذلك فهي ترى أن الصوماليين سيستقبلون ترشيحها بشكل إيجابي للغاية، هذا ما تلمسه بالفعل من تواصلها مع الصوماليين في منظمات المجتمع المدني وعلى مواقع التواصل وفي المهجر.
تؤكد فاطمة أن داعميها يرون فيها الشخص الذي خاض نفس تجاربهم، ومر بنفس معاناتهم من الإجبار على الخروج من البلاد؛ ولذلك فهي واثقة من أنها ستفوز في الانتخابات ما لم يتم تزويرها، فالصوماليون يرون فيها الإخلاص والرغبة الصادقة في خدمتهم، ولذلك فلن يهتموا كثيرا بكونها امرأة.
وعلى العكس من دول عربية أخرى، لا يمانع الدستور الصومالي الحالي ولا الشعب من ترشيح شخص حاصل على جنسية أجنبية أو قضى فترات طويلة من حياته في الخارج، ففاطمة ليست الوحيدة، فهناك أكثر من 1.2 مليون نازح داخل البلاد، وأكثر من مليون لاجئ ومُهجر في الشتات، وغالبًا ما سيكون المهجرون قد استطاعوا الحصول على تعليم أفضل، ما يمكنهم من محاولة رسم خطط أكثر واقعية لمستقبل بلادهم، “الصوماليون يعرفون أنني لم أختر المغادرة بل غادرت لأنني أُجبرت على ذلك”.
جدير بالذكر أن 70% من أعضاء الحكومة الصومالية الحالية جاءوا من المهجر، كما تقول فاطمة، الغربة في حالة دايب لم تكن خفيفة الوطء في كل الأحوال، فهي تقول إن “الغربة تجعلك تدرك ما معنى الوطن، وتشعرك بأهمية أن تمتلك بلدًا”، ولذلك فهي تعتقد أنها قد تكون الأقدر بين مرشحي الرئاسة على إدراك الأهمية من وراء جعل الصومال مكانًا أفضل للعيش.
لكن فاطمة ليست حالمة أيضًا، فهي تعرف أنها ستجد معارضة لقرارها الترشح، على الأقل بسبب أن الغالبية الساحقة من الصوماليين لا يهتمون بالعمل السياسي المباشر، فهم يريدون الاستقرار والسلام والازدهار الاقتصادي، يريدون لأبنائهم أن يذهبوا إلى المدرسة، لكنهم لا يربطون مطالبهم تلك بالسياسة، وهذا ما ستعمل على مخاطبته في الشعب.
حتى من الجانب الديني، ترى فاطمة أن معارضيها قد يستخدمون بعض النصوص الدينية التي يمكن أن تُفسر كدليل عدم صلاحية ولاية المرأة، لكنها لم تدع ذلك للصدفة وقامت بالحديث مع شيوخ صوماليين داخل الصومال وخارجها، إلى حد أن أحد الشيوخ المرموقين قال لها إنها إذا ترشحت للرئاسة فسيقوم بانتخابها.
سأحاور الميليشيات المسلحة
بيد أن المعارضة من المؤكد أنها ستأتي من جانب أكثر تطرفًا وحدة، فالصومال تعج بالميليشيات المسلحة والجماعات المرتبطة بتنظيمات متطرفة، مثل الشباب الصوماليين المرتبطون بتنظيم القاعدة، تجيب فاطمة على سؤال حول تعاملها مع هذه الحركات بأنها ستبدأ في حوار معهم،”يجب أن نجلس معًا حول طاولة واحدة، نسمع منهم ويسمعوا منا، ولكن ذلك يجب أن يكون بشروط أولها نزع السلاح، وقطع علاقاتهم بالمنظمات المتطرفة الدولية، وإذا لم يوافقوا على ذلك فسيكون لنا مطلق الحق في التعامل معهم بشكل عنيف”.
لكن العنف لن يكون سوى آخر الدواء في التعامل مع تلك المجموعات، تعتقد فاطمة أنه يجب التعاطي مع المطالب المشروعة لمجموعات مثل الشباب، وأولها التخلص من التدخل الأجنبي في الصومال. فعلى سبيل المثال يجب أن يتوقف التدخل الكيني في البلاد، فكينيا تدعي أحقيتها في مساحة ضخمة من المياه الإقليمية الصومالية، وفي تلك المناطق هناك كمية ضخمة من النفط الصومالي الذي تريد كينيا الاستيلاء عليه.
ما تحاول فاطمة توفيره، مرة أخرى، هو البديل؛ البديل للسلاح عن طريق التعامل مع المشكلات المستعصية بإيجاد حلول سياسية لها.
هناك أيضًا مشكلات مثل التعليم والحق في الحصول على الوظيفة للشباب، فليس من المنطق مطالبة الشباب بالكف عن الانضمام للميليشيات المسلحة في الوقت الذي توفر لهم تلك الميليشيات دخلًا ثابتًا وجيدًا.
نزع السلاح من المنظمات يتطلب إيجاد بديل آخر لتأمين الشعب، فيجب إجراء إصلاحات جذرية في المؤسسات الأمنية والعسكرية الصومالية، لتوفير الأمان للصوماليين.
وفيما يتعلق بخطاب المجموعات الأصولية، تقول فاطمة إن الشيوخ ورجال الدين والقيادات المحلية والنسوية عليهم واجب دحض تلك الأفكار، باستخدام تفسيرات أكثر اقترابًا من روح الدين.
وفي النهاية، وإذا لم تفلح تلك الوسائل في التقليل من خطر الميليشيات المسلحة، فإن التعامل الأمني سيكون هو الحل الأخير، وسط حملات توعية للتأكيد على الأهالي، أن ابن العائلة المنتمي لتلك الميليشيات، خير له أن يعيش في السجن، على أن يموت في اشتباك مع الأجهزة الأمنية، وهو ما قد يكون دافعًا للعديد من العائلات والأمهات لاختيار أهون الشرين.
المانحون والصومال
لدى فاطمة وجهات نظر مثيرة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، فهي تُعرّف نفسها باعتبارها قومية أفريقية وقومية صومالية، فمن ناحية هي تؤمن بالحدود المفتوحة بين الدول، من ناحية تبادل الخبرات والتعليم والبضائع، ومن ناحية أخرى فهي تؤمن بأن سيادة الصومال يجب أن يتم احترامها.
وحول علاقة الصومال بالدول المانحة، تعتقد فاطمة أن الصوماليين يجب أن يكونوا من يقرر خطط الدول المانحة لا العكس، “الأمر لا يتعلق فقط بالأموال، فنحن نحتاج إلى الخبرات الإدارية في العديد من المجالات، فلو أن النرويج جيدة في الإدارة القضائية على سبيل المثال، فسيكون من حقنا أن نطالبهم بدعمنا في ذلك المجال”.
المانحون الآن يتحكمون في الصومال، وتعتقد فاطمة أن الدولة الصومالية لن تكون قادرة على الاحتفاظ بسيادتها أو باستقلالها طالما ظلت غير قادرة على الوفاء باحتياجاتها الأساسية، فعلى سبيل المثال، وبسبب الفساد المستشري في مؤسسات الدولة، رفضت النرويج الوفاء بالتزاماتها تجاه الصومال خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما تسبب في أن جنود القوات المسلحة الصومالية لم يحصلوا على مرتباتهم لأكثر من 6 أشهر، “لا يمكنك أن تتوقع ما الذي سيفعله جنود الجيش بأسلحتهم إذا لم يحصلوا على ما يكفي من النقود لإطعام أطفالهم” تقول فاطمة.
الفساد المستشري في الحكومة الصومالية أزمة كبرى، وبسبب أزمة أخيرة تتعلق بهروب مديرة البنك المركزي الصومالي خارج البلاد بسبب الفساد الذي لم تستطع إيقافه بعد أقل من شهرين من تسلمها منصبها، فإن جزءًا كبيرًا من المساعدات الدولية توقفت، خاصة بعد أن طالب المانحون الحكومة بالمزيد من الشفافية وبتحقيق عدد من الشروط التي تضمن محاربة الفساد، إلا أن الحكومة لم تلتزم بذلك.
الصومال على سبيل المثال تأتي على قائمة الدول الأفريقية التي يحصل رؤساؤها على أعلى رواتب شهرية، ولا يمكن للحكومة محاربة الفساد بدون أن تبدأ بنفسها، ولا يمكنها أن تقتطع من أموال الناس بدون أن تقدم مثالاً يحتذى لهم، فقبل كل شيء يجب أن يتم التقليل من نفقات الحكومة والتقليل من حجم الحكومة ذاتها.
تؤمن فاطمة باللامركزية، وتعتقد أنه لا يجب التركيز في التنمية والخدمات على العاصمة مقديشو فقط، كما أنها ترى أن بلادها تضم موارد تكفي احتياجاتها إذا ما تم استثمارها بطريق صحيح وبدون فساد، فالأمر كله يخضع لمعادلة التوزيع العادل للموارد والاستفادة العادلة من الثروة، إذا ما تم حل تلك المعادلة بشكل صحيح فستسير الأمور على ما يرام.
الصومال ليست دولة عربية
المساعدات الدولية التي تحصل عليها الصومال في غالبها تأتي من دول أجنبية، ولذلك فإن فاطمة، كرئيسة للصومال، تعتقد أن الدول العربية يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الصومال، ليس فقط من خلال الدعم الاقتصادي، لكن أيضًا من خلال الدعم التعليمي عبر توفير منح للطلاب الصوماليين، وأيضًا عبر بناء الكفاءات الصومالية والاستثمار في رأس المال البشري، وفي المقابل، فهي تتوقع أن الصومال ستكون قادرة على أن تلعب دورًا فاعلاً وحيويًا في جامعة الدول العربية، كدولة أساسية في معادلة الأمن والسلام في المنطقة.
تاريخيًا، تقول فاطمة، انضمت الصومال لجامعة الدول العربية كدولة أفريقية غير عربية بطلب من الديكتاتور محمد سياد بري الذي كان يسعى لضم البلاد إلى كل التحالفات والائتلافات الممكنة، بما في ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي.
وتعرّف فاطمة الصومال كدولة مسلمة لها امتداداتها في العمق الإسلامي والأفريقي، إلا أن انضمامها لجامعة الدول العربية كان إضافة تجميلية، لكن إذا ما أرادت جامعة الدول العربية أن تتعامل مع الصومال بجدية، فستتعامل معها الصومال بجدية كذلك.
في الصومال الآن هناك تعليم بالعربية إلا أن اللغة الأولى هي اللغة الصومالية، يمكنك رؤية التعدد العرقي في الصومال بداية من العلم الذي تتوسطه نجمة خماسية تدل على المناطق الخمسة التي يتواجد بها الشعب الصومالي وهي: الصومال البريطاني والصومال الإيطالي والصومال الفرنسي (في جيبوتي) وإقليم أوجادين والمقاطعة الحدودية الشمالية، وحتى الآن يمكنك أن تجد من يتحدث الإيطالية في الصومال، ومن يتحدث الفرنسية كما في جيبوتي.
لكن في الوقت الذي لم تدعم فيه الدول العربية الصومال بشكل كامل، و”في الوقت الذي تخلى فيه الجميع عنا، وقفت تركيا بجانبنا”، تقول فاطمة بحماس وهي تتحدث عن زيارات رئيس الوزراء التركي السابق رجب طيب أردوغان للصومال.
بين مقديشو وأنقرة
في حال وصولها لمنصب الرئيس، ستعمل فاطمة على تعزيز علاقتها بتركيا، ففي الفترة الماضية لم تقدم تركيا مساعدات مالية فحسب، لكنها قامت أيضًا بتدريب كوادر من الصومال، وبناء مؤسسات الدولة، ومن ذلك مطار البلاد والميناء أيضًا ومؤسسات الدولة الإدارية، كما أنها قامت بإعطاء المئات من المنح الدراسية للطلاب.
ولا تمانع فاطمة من الاستفادة المتبادلة لكلا الجانبين، إلا أن تركيا تحصل على عوائد ضخمة نسبيًا، حوالي 45% من عوائد ميناء البلاد، وهو الميناء التي قامت أنقرة ببنائه وتجهيزه في المقام الأول.
الأتراك لم يأتوا للمساعدة فقط، لكنهم وجدوا في الصومال فرصًا كبيرة للتجارة والعمل، لم يكن أمام الصومال بديل آخر سوى القبول بالشروط التركية، هذه الأموال من الممكن أن تستخدم لتوظيف السكان المحليين وهذا ما ترغب به فاطمة في نهاية المطاف.
الربيع العربي وصل إلى الصومال أيضا
استفسرنا من فاطمة عن موقفها من الربيع العربي، فقالت إن الربيع العربي كانت له مميزاته ومساوئه، بل إن “الصومال كان له ربيعه الخاص كذلك”. ففي 2012 تشكلت حكومة صومالية جديدة، كان أغلب أعضائها ينتمون إلى مجموعة تُدعى “الدم الجديد”، الرئيس ينتمي إلى تلك المجموعة، وهم يقدمون أنفسهم كجزء من حركة الإصلاح، التي تأسست في سبعينات القرن الماضي، وهي حركة إسلامية معتدلة ترتبط بالإخوان المسلمين في مصر.
“الحماسة غير العقلانية التي أصابت الإسلاميين بعد الربيع العربي، والتي أعطتهم انطباعًا بقدرتهم على إدارة البلاد، كانت لها تبعاتها في مصر، وفي الصومال كذلك”، فقد قامت الحكومة بالعديد من الوعود، إلا أنها لم تستطع الإيفاء بها؛ ما رفع من الغضب الشعبي، “كان يجب على الثوار في دول الربيع أن يفكروا أبعد من أهدافهم قصيرة المدى”.
درست فاطمة الصحة العامة والتنمية الدولية والإدارة العامة وتبحث في قضايا المرأة والأمن والسلام في الصومال، ولذلك فهي تريد أن تنقذ الصومال من أجل الأجيال القادمة.
ورغم إقامتها لفترة طويلة في الخارج، إلا أن فاطمة كانت قد عادت للصومال في أكثر من مناسبة للمساهمة في خدمة القضايا التي تؤمن بها، ففي نهاية 2005 وحتى منتصف 2006 عادت فاطمة إلى الصومال كموظفة في الأمم المتحدة، ولاحقًا تركت فاطمة عملها الذي كان يدر عليها دخلاً ممتازًا لـ “تنام على الأرض” مع ابنتها الرضيعة في ولاية بونتلاند لتكون أول شخص يبدأ في بناء مراكز صحية عالية المستوى للتوعية وللوقاية وللمساهمة في العلاج من مرض الإيدز.
الهدف الأساسي من هذه المراكز هو حماية الأطفال من انتقال مرض الأيدز لهم عن طريق أمهاتهم، وقد حققت فاطمة نجاحًا ملحوظًا من خلال تلك المراكز في العديد من مناطق الصومال.
ستخوض فاطمة معركتها كمستقلة في الانتخابات، ربما تتحالف مع أحد الأحزاب، لكنها قررت ألا تنضم لأي من الأحزاب الموجودة على الساحة.
حتى الآن، حصلت فاطمة على دعم العديد من الأكاديميين والنساء والنشطاء والشباب والطلاب وحتى السياسيين ورجال الدين، جميعهم يرون فيها أملاً لمستقبل أفضل للصومال.
على مدار العقود الماضية، عانت الصومال من التدخلات الأجنبية والحرب الأهلية والمجاعة، وتعتقد فاطمة أن بإمكانها أن تنقل الصومال لمستوى آخر إذا ما سنحت لها الفرصة، لكنها تعود وتؤكد أنها حتى لو لم تُوفق في الوصول إلى منصب رئيس الدولة فإنها ستجد دومًا طريقة لخدمة بلدها وشعبها، وإذا ما اختار الصوماليون قائدًا مستقيمًا وعادلاً، “سأدعمه بما أستطيع”، تقول فادومو دايب.
“أنا أدعو الله دوما ألا تفتنني السياسة، وإذا ما حدث ذلك فإني أسأل الله ألا أسير في ذلك الطريق من الأساس”، تدعو فاطمة، وتسكت هنيهة وتقول “أملي أن أكون عادلة، فأنا أعلم أني لن آخذ الرئاسة معي إلى القبر”.