“إيران تتفاءل بموسم السياحة القادم بعد اتفاقيتها مع الغرب”، وزير السياحة الإيراني مسعود سلطانيفر.
بعد اتفاقية فيينا التاريخية التي تمت منذ أكثر من أسبوعين بين إيران والقوى الخمسة زائد واحد (الولايات المتحدة – بريطانيا – ألمانيا – فرنسا – روسيا – الصين)، والتي نصت على رفع العقوبات الاقتصادية على إيران، وأفادت بأن البنية التحتية النووية ستظل كما هي بما فيها مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة، وأن أرصدة إيران المجمّدة في الخارج سيتم إلغاء تجميدها، وسيتم رفع الحظر على التعامل مع البنك المركزي الإيراني، وقطاع النفط والغاز وشركات عديدة أخرى، بالإضافة إلى رفع الحظر عن دراسة الطلاب الإيرانيين في المجالات النووية بالخارج، ليس هذا وحسب، بل إيران تستعد لاستقبال أعداد هائلة من السائحين بعد نجاح تلك الإافاقية، حيث بدأت في تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول لكثير من الدول بل تم إلغاؤها تمامًا لعدة دول أخرى وهي تركيا ولبنان وأذربيجان وجورجيا وبوليفيا ومصر وسوريا، الآن أصبح من الممكن لمواطني هذه الدول التجوال داخل إيران بدون تأشيرة دخول والمكوث في إيران لمدة تترواح بين 15 إلى 90 يومًا، بدأت إيران بالفعل في بناء 200 فندق جديد استعدادًا لاستيعاب الأعداد المتوقعة للسائحين.
صرّح وزير السياحة الإيراني بأن السياحة سيكون لها النصيب الأكبر من الازدهار بعد تلك الاتفاقية؛ فرفع العقوبات الاقتصادية قد سهّل المعاملات السياحية بيننا وبين الأجانب، ومن جانب الوزارة سيتم تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول لإيران حيث ستكون متاحة إلكترونيًا.
كانت لإيران أهمية سياحية كبيرة حتى عام 1979، عام الثورة الإسلامية، والآن تعود من جديد، حيث أضافت منظمة الـ “يونيسكو” هذا الشهر موقعين في إيران من أقدم المواقع التاريخية على قائمة الإرث التاريخي، وهما ” تلال سوزا التاريخة” وقرية “ميامند”.
السائحون في قصر “تاتشارا” في قصر “برسبولیس” الملكي منذ عصر الأخمينيين أو كما تُسمى بأول إمبراطورية فارسية
تحتوي إيران صاحبة الديانة الـ “زراديشتية” أو “المجوسية” من قبل وصول الإسلام على العديد من المواقع الأثرية المهمة التى تمتد لآلاف السنين، تركت الزرادشتية – وهي من أقدم ديانات العالم – آثارها من معابد وتماثيل في أهم المدن بإيران بل بالعالم، مدينة “برسبولیس” عاصمة أقدم وأعظم إمبراطورية شهدها العالم، مدينة “شيراز” عاصمة الشعر الفارسي، مدينة “حمدان” حيث دُفن أبو الطب “ابن سينا”، وأخيرًا مدينة “طهران” – العاصمة – حيث التزلج فيها يختلف كثيرًا عن المدن الأوروبية.
منتجع شيمشاك للتزلج على بُعد 35 ميلاً من طهران
يشعر العديد من الغربيين الآن بالأمان للسفر إلى إيران، خاصة بعد توطيد علاقتها مع الغرب، حيث من المتوقع زيادة أعداد السائحين هذا العام في إيران بنسبة 30%،على الرغم من سياسة جورج بوش التي صورت إيران بأنها مركز الشر إلا أن الوقت قد حان لإيران لتعود من جديد.
برج ميلاد – طهران
هل من الأمان أن تذهب لإيران؟
بناءً على إجابات العديد من السائحيين الغربيين في أحد الاستفتاءات قامت بها شركة سياحة بريطانية، فالجميع يفيد بأن إيران آمنة للغاية، حتى أن البعض يشعر بأنها آمنة أكثر من بعض الأماكن في لندن، على الرغم من عدم وجود سفارة بريطانية في طهران، وسياسة وزارة الخارجية البريطانية التي لا ترجح لمواطنيها السياحة في إيران إلا أن المواطنين البريطانين يحبون التجوال في إيران ويفيدون بعدم تعرضهم أبدًا لمشاكل هناك، حيث يحبون الشعب الإيراني ويرون أنه من أكثر الشعوب ودًا تجاه السائحين، كما يعجبون بوجود نسبة متعلمين كبيرة في إيران وارتفاع نسبة الفتيات داخل الجامعات.
“إيران لها أغلبية شيعية بنسبة 90%، وعلى الرغم من ذلك لم أشعر بأي عنف أو عدم استقرار لوجود بعض السُنّة هناك”، سائحة بريطانية.
جولة سريعة في إيران
المصلون في ضريح الإمام رضا في مدينة “مشّدّ” وهي مدينة في غرب إيران على الحدود الإيرانية الأفغانية، تعتبر من أكثر المدن التي تثير اهتمام السائحين وكذلك الحجاج بالنسبة للشيعة، فالإمام رضا من أهم الأئمة لمعتنقي المذهب الشيعي ويُعد لإمام الثامن من بين أئمة الشيعة، وضريحه من أكبر مساجد العالم
امرأة إيرانية ترتدي الـ “جادر” – الزي الإيراني – داخل مسجد الشيخ لطف الله في أصفهان، أصفهان تسمى بمركز العالم، وتعتبر أهم المدن السياحية لدى الإيرانيين، تحتوي على ميدان “نجاش الجيهان” وهو في مركز المدينة وتعتبره اليونسكو على قائمة الإرث التاريخي العالمي كذلك
قبة مسجد مدينة “حمدان” حيث دُفن أبو الطب “ابن سينا”
متحف الفن المعاصر في طهران، الذي يحتوي على مجموعة غنية من أعمال الفن المعاصر خارج أوروبا والولايات المتحدة
سوق السجاد في طهران
حديقة الجنة في مدينة شيراز، وهي مصنوعة على الطراز الفارسي حيث مجرى الماء يمر من الحديقة إلى داخل البيت، شيراز هي مدينة الحب والشعر الفارسي، تحتوى على العديد من المواقع التاريخية المهمة في إيران، منها مقبرة الشاعر “حافظ” أحد الشعراء الفرس المهمين منذ القرن الرابع عشر.
ميدان أمير شاخماق، موجود منذ القرن التاسع في قلب إيران، وهي مركز الثقافة الزرادشتية
بقايا مدينة برسبولیس عاصمة الإمبراطورية الأخمينية – أول إمبراطورية فارسية -، تعتبرها اليونسكو من بين قائمة الإرث التاريخي منذ عام 1979
طهران عاصمة إيران وقت الغروب، تحتوى طهران على برج ميلاد في المركز، كما تحتوى على العديد من البنايات حديثة الطراز والعديد من المتاحف المهمة
في عام 2014 شهدت مكاتب السياحة الغربية ارتفاع نسبة الطلب لرحلات إيران بنسبة 80%، لترتفع معدلات السياحة وتزدهر في ذلك العام وتنافس إيران أجمل المدن العالمية في ذلك المجال، والآن بعد اتفاقية “فيينا” تنتظر إيران أن ترتفع أعداد السائحين هذا العام لتحطم أي معدلات شهدتها إيران من قبل في مجال السياحة.